لماذا النساء يفوزون دائما ؟؟؟
بين امرأة وفضيحة يسقط الرجال الكبار جداً عادة، وعادة ما يكون لسقوطهم دوي يشبه وقع قنبلة أو سقوط نيزك ضخم، بين ثنائية المرأة والفضيحة خسر ملوك كبار عروشاً وممالك، بينما اكتفى بعضهم من الفضيحة بالاعتراف، فخسر سمعته امام العالم، كما كان من أمر الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وبعضهم هوى من شاهق، من مناصب كانوا يديرون العالم من خلالها إلى غياهب سجون تدور الفضائح في زنازينها، بينما الصحافة هناك تبيع الفضيحة، كما تباع زجاجات حليب الأطفال بموجب قوانين حماية وتحت شعار حق الاتصال.
لم يفضح رجل امرأة ولم يسقطها عن عرشها علناً، ربما لأن النساء لا يورطن أنفسهن هكذا ورطات، وربما لأن المؤامرات في عالم الرجال تخوضها النساء نيابة عنهم لأسباب وأسباب، وربما لأن الرجال يقعون سريعاً أما غواية النساء، وربما لأن كيد النساء عظيم جداً، وهاهو مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس الرجل الذي كان يتصدر استطلاعات الرأي العام الفرنسي منذ أسبوع مضى وبنسبة تفوق ال 60% متقدماً على نيكولا ساركوزي بدرجات، هاهو يقبع في سجن سيئ السمعة وبانتظار محاكمات وفضائح وسجالات.
ليست امرأة من عامة الشعب كتلك الأميركية التي دفعت الملك البريطاني ادوارد الثامن للتنازل عن العرش لأخيه ذي العاهة الواضحة في لسانه هي من أسقطت حاكم الأليزيه المنتظر دومينيك ستروس كان، لكنها عاملة التنظيفات الفقيرة في الفندق الذي كان الرجل يحتل أحد أفخم أجنحته. .. غريب أمر الرجال !!
مونيكا فضحت كلينتون، وعاملة التنظيفات أسقطت دومينيك، والليدي سامبسون أسقطت الملك البريطاني أدوارد الثامن ليس لأنه أراد الزواج بها وهي أميركية مطلقة فقط، ولكن لأنها كانت عميلة للقوات الالمانية، وكانت تلك جريمة لا تغتفر حتى وان كانت حبيبة الملك، لكن الملك تنازل عن كل شيء لأجلها فمات وحيداً بعد أن تنازلت عنه لقاء حب خاطف مع ضابط فرنسي شاب.
يذهب الملوك، تذهب الحكايات، يغادر الرجال المسرح الكبير الذي كانوا لاعبيه الكبار، وتبقى النساء، تبقى آثار الحكايات تبقى النتائج، فمن سيعوض الحزب الاشتراكي الفرنسي هذه الخسارة الفادحة بعد نهاية زعيمه الذي كاد أن يعيد الاشتراكيين الى الأليزيه بعد غياب دام سبعة عشر عاماً ؟ لا شيء يعوض الرجال، والغريب أن النساء يخرجن منتصرات دائماً، فمونيكا ربحت الكثير جراء الفضيحة، ومعها ربحت هيلاري سباقاً ضخماً للرئاسة ومنصب وزير خارجية العالم، بينما تحول كلينتون الرئيس الفاتن ذو الرئاستين والشعبية العالية إلى مجرد رئيس مفضوح يصارع الطواحين على منابر المؤتمرات الدولية، بينما هيلاري تلوح بعصا الدولة العظمى يميناً ويساراً .. المرأة تكسب أولًا على ما يبدو وآخراً.