اسماء سورة الكهف
اسم السورة الكهف.. لماذا سُميّت بهذا الإسم ؟؟
الكهف هو تجويف كبير فى الصخر.. وقد إختبأ فيه فتية آمنوا بالله ومعهم كلبهم وقد فروا بدينهم من قومهم الذين عبدوا آلهة غير الله سبحانه وتعالى .. وهو كهف لم يُعلم مكانه على وجه اليقين .. فأنامهم سبحانه وتعالى نوما ثقيلا لمدة طويلة تعدت الثلاثمائة عام .. ثم بعثهم ليكونوا آية لمن ينكر البعث وتثبيتا لقلوب المؤمنين .
وهناك سؤال قد يتبادر إلى الأذهان : لماذا سميت السورة بسورة الكهف ولم تُسم بسورة أصحاب الكهف ؟
هناك حكمة يجب أن نحاول إدراكها (على قدر فهمنا مع أهمية الإعتقاد بأننا لن نحيط بعلم الله ولكن ننظر من زاوية) .. أليس ما بداخل الخزانة من نقود ومجوهرات يكون أثمن وأهم من الخزانة نفسها
نعم هو كذلك ولكن فى هذه القصة الأمر مختلف
فلقد أطلق الله سبحانه وتعالى على هذه السورة : سورة الكهف
ذلك المكان الذى قبض فيه الحق سبحانه وتعالى الزمن فمر على الفتية كأنه لحظات وظلت أجسادهم سليمة حتى أنهم ظنوا أنهم قد ناموا يوما أو بعض يوم
إذا فهذا الكهف فريد من نوعه أعده الله سبحانه وتعالى إعدادا خاصا حتى حفظ الأجساد لمدة 309 سنة
أما الفتية فهم مؤمنون قد تعرضوا لإضطهاد دينى .. والإضطهاد الدينى يحدث فى الأرض منذ أن وضع آدم قدمه عليها حتى يومنا هذا
وأول حادث من نوعه هو قتل قابيل هابيل
(واتل عليهم نبأ ابنى ءادم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين-27-) المائدة
قربانا : ما يتقرب به من البر إلى الله
واضطهاد القرى الكافرة لرسلهم وللمؤمنين
(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظلمين-13-)ابراهيم
(قالوا لئن لم تنته ينوح لتكونن من المرجومين-116-) الشعراء
(قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَدِقُونَ-49-) النمل
تقاسموا بالله : تحالفوا بالله أو احلفوا به ***لنبيتنه وأهله : لنقتل النبى صالح وأهله ليلا بغتة
(كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجدلوا بالبطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب-5-)غافر
الأحزاب : القرى التى كذبت الرسل *** ليأخذوه : ليقتلوه *** ليدحضوا : ليزيلوا بالباطل الحق
(قالوا يشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنرك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمنك وما أنت علينا بعزيز-91-)هود
رهطك : جماعتك وعشيرتك
(قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم-18-) يس
تطيرنا بكم : تشائمنا بكم
واضطهاد أصحاب الأخدود وقتلهم حرقا
(قتل أصحب الأخدود-4- النار ذات الوقود-5-إذ هم عليها قعود-6-وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود-7-وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد-8-) البروج
الأخدود : الشق العظيم كالخندق *** ما نقموا : ما كرهوا وما عابوا
واضطهاد كفار مكة للنبى صلى الله عليه وسلم وإيذاؤه ومحاولة قتله
(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير المكرين-30-)الأنفال
ليثبتوك : ليحبسوك
واضطهادهم وتعذيبهم للمؤمنين
(وما لكم لا تقتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدن الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا-75- ) النساء
(أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير –39-الذين أخرجوا من ديرهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صومع وبيع وصلوت ومسجد يذكر فيها إسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز –40-)الحج
صوامع : معابد رهبان النصارى *** بيع : كنائس النصارى *** صلوات : معابد اليهود
( للفقراء المهجرين الذين أخرجوا من ديرهم وامولهم يبتغون فضلا من الله ورضونا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصدقون –8-)الحشر
وهناك الكثير والكثير من الظلم والإضطهاد يلاحق المؤمنين .. ولا زلنا نرى ذلك حتى اليوم فى البوسنة والهرسك وكشمير والشيشان وفلسطين وأفغانستان والعراق .ومن هنا نستنتج أن هناك الكثير من المؤمنين المضطهدين كأصحاب الكهف أما الكهف نفسه فهو فريد من نوعه .. كهف لم يتكرر أبدا فى تاريخ البشرية فاستحق أن تسمى السورة بإسمه دلالة على معجزة الله عز وجل وطلاقة قدرته .