كثيرا ما يصيب عامة الناس القلق والارتباك بشأن فاعلية الخطر للمركبات الكيماوية السامة التى تضاف للأغذية من الخارج بقصد ولأغراض معينة كما هو الحال عند اضافة بعض المواد الكيميائية إلى الأغذية عند تصنيعها بغرض إطالة مدة حفظها أوإعطائها لونا مميزا جذابا محببا لدى البعض كما هو الحال والمتبع فى أغذية الأطفال، ولكن الأخطر من ذلك هو تلك المركبات الكيميائية السامة التى تصل الى المواد الغذائية أو تتكون بداخلها أثناء عمليات إعدادها وطهيها وبدون قصد خاصة تلك المعروف عنها بأنها ذات علاقة مباشرة بتهيئة الجو لتكون الخلية السرطانية بداخل الجسم وبالذات فى الكبد، ومن أهم تلك المركبات هى المعروفة بالمركبات الهيدروكربونية العطرية عديدة الحلقات(Polycyclic aromatic hydrocarbons, PAH) .
شكل يوضح المركبات الهيدروكربونية العطرية عديدة الحلقات التى تتكون بداخل اللحوم والأغذية المشوية على الفحم موضحا أسفل كل منها مدى مقدرته على إحداث التأثيرات السامة والسرطانية (غير مؤثر = Inactive ، يفترض التأثير = Disputed ، متوسط التأثير = Moderate ، ضعيف التأثير = Slight ، عالي التأثير = High)
وتكمن خطورة هذه المجموعة من المركبات الشديدة السمية فى أنها تصل الى غذاء الانسان من مصادر متعددة من أهمها عادم السيارات الذى يلوث الأغذية المعروضة على جانبى الأرصفة أو فى الميادين العامة والتى توضع مكشوفة وبدون غطاء مثل الخبز والفاكهة، نواتج الصرف الصحى التى تدفع فى المجارى المائية بدون معالجة والتى تؤدى الى تلوث الأسماك والوسط المائى بهذه المركبات، الأغذية المدخنة مثل أسماك الرنجة والتى غالبا ما تكون قشرتها الخارجية غنية بهذه المركبات، أيضا التجفيف أو التحميص الجائر لبعض الأغذية والمسليات مثل اللب والقهوة والفول السودانى وخلافة كثيرا ما يؤدى الى تكون مثل هذه المركبات بداخل تلك المواد، كذلك الطبخ على اللهب الشديد لبعض الأغذية مثل الأرز والمحشى وغيرها والتى ينتج عنه حدوث حرق لبعض أجزاء تلك المواد الغذائية الملامسة لقاع أوانى الطبخ المعدنية (قعر الحلة) والذى قد يجد البعض لذة كبيرة فى التغذية على هذه الأجزاء المحروقة التى تكون غنية فى محتواها من تلك المركبات الكيميائية السامة. اضافة الى ما سبق فقد دلت الأبحاث أخيرا على وجود تلك المجموعة من المركبات الكيميائية السامة وهى المركبات الهيدروكربونية عديدة الحلقات وبكثرة فى المواد الغذائية التى تم اعدادها بالشوى على الفحم مثل اللحوم والأسماك وذلك نتيجة تلوث تلك المواد الغذائية ببقايا ونواتج التقطير الإتلافى للفحم والذى يعد من أغنى المصادر الطبيعة لهذه المركبات. كما أثبتت الدراسات أن تلك المركبات السامة تذوب بدرجة كبيرة فى الدهون، لذلك تزيد محتوى اللحوم عالية الدهون من المركبات الهيدروكربونية عند الشئ على الفحم.
لذلك.. قمنا على مدار ما يزيد عن خمسة عشر عاما باجراء العديد من الدراسات المعملية فى هذا المجال والتى تشمل الكشف عن سمية وخطورة تلك المجموعة من المركبات ومدى تأثيرها ومقدرتها علىاحداث السرطان فى خلايا الكبد وذلك بالاشتراك مع بعض العلماء الأمريكيين بقسم علوم البيئة بمعهد فرجينيا لعلوم البحار بأمريكا والتى تم من خلالها شواء عينات من المواد الغذائية (اللحوم والأسماك) على الفحم بطريقة مشابهة تماما لما يحدث فى معظم البلدان العربية ثم أعقب ذلك إجراء إستخلاص للمركبات الهيدروكربونية العطرية عديدة الحلقات التى تكونت بداخل تلك الأغذية نتيجة الشئ على الفحم وإضافتها بتركيزات مخففة للوجبات المستخدمة فى تغذية حيوانات التجارب من الفئران والأسماك، وبعد عدة أسابيع من بداية التجارب شوهدت تشوهات فى بعض أعضاء الجسم لحيوانات التجارب والتى شملت تآكل الذيل والجلد وإصابة العين بالعمى (المياة البيضاء- الكتاراكت).
كما أوضحت النتائج قدرة تلك المركبات اعلى إحداث تأثيرات سامة على خلايا الكبد والتى كان من أهمها فشل بعض عضيات الخلية عن اداء وظائفها المنوطة بها مثل الميتوكوندريا التى تمثل مصنع الطاقة فى الخلية وإذا حدث خلل فيها تفقد القدرة على تصنيع الطاقة بشكل جيد، والليسوسومات المسئولة عن وظائف الهضم داخل الخلايا وتصنيع الإنزيمات، كما تأثرت وظائف الجدار الخلوى للخلية وعضياتها وفقد الجدار خاصية تنظيم الأسموزية والسيطرة على عملية دخول المحاليل والغذائيات الى داخل وخارج الخلية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كان لتلك المركبات السامة المتكونة نتيجة لعملية الشئ على الفحم والمعروفة بالهيدروكربونات العطرية عديدة الحلقات القدرة على الإلتحام بدستورأو شفرة الوراثة (الحامض النووى الديوأكسى ريبوز DNA ) داخل خلايا الكبد وإحداث السرطان. كما حذرت بعض الدراسات الأمريكية التى أجريت فى جامعة ساوث كارولينا وتم من خلالها إجراء مقابلات مع نحو 1508 سيدات ممن تعانين من الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى 1556 سيدة أخرى لا تعانين المرض، حيث تم توجيه أسئلة إليهن حول معدلات تناولهن اللحوم الحمراء المشوية على الفحم أو المدخنة أن الإفراط في تناول اللحوم المشوية على الفحم، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 47%، خاصة لدى النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث لديهن، وأن الإكثار في تناول الخضروات والفاكهة يساعد على تجنب الإصابة بالمرض.
إلتحام المركبات الهيدروكربونية العطرية عديدة الحلقات السامة والمتكونة بالأغذية المشوية على الفحم بدستورأو شفرة الوراثة (الحامض النووى الديوأكسى ريبوز DNA ) داخل خلايا الكبد
مسببة السرطان
وفى النهاية يسدى إلينا السيد الأستاذ الدكتور/ يوسف الحسانين بعض النصائح الهامة التى تقلل من المخاطر الصحية التى تحدثها المركبات الهيدروكربونية العطرية عديدة الحلقات والتى تشمل:
- عدم الإكثار فى تناول اللحوم المشوية على الفحم وحاولة إستبدال طرق الطهى المتبعة فى إعداد الأغذية المشوية تجاريا ومنزليا ببطرق صحية بديلة مثل رص أسياخ اللحوم فى أوانى زجاجية تتحمل درجات الحرارة العالية وشوائها بداخل فرن البوتاجاز بعيدا عن الفحم، مما يقلل من فرصة تكوين المركبات الهيدروكربونية السرطانية بداخل اللحم المشوى بنسبة تزيد عن 80%.
- تجنب شئ اللحوم عالية الدهون على الفحم وذلك للقابلية العالية لتكوين وترسيب المركبات الهيدروكربونية العطرية عديدة الحلقات السامة والمسرطنة بداخل تلك الدهون.. كما يمنع تناول دهون اللحوم والدواجن والخراف المشوية على الفحم والتى تكون سببا أساسيا لإصابة بعض أفراد المجتمع بسرطان الكبد وأمراض القلب وتصلب الشرايين.
- تناول طبق السلطة العلمى الذى يحتوى على خمس أنواع من الخضروات الطازجة ذات اللوان المختلفة مثل البقدونس والجذر والكرنب والطماطم والفلفل الأخضر وغيرها وبكميات كافية قبل أكل اللحوم المشوية على الفحم مباشرة، وذلك لإرتفاع محتواها من الفيتامينات المختلفة مثل أ، جـ، هـ وكذلك بعض المواد الكيميائية الطبيعية النباتية كالمركبات الفينولية والتى ثبت لنا من الدراسة أن لها قدرة كبيرة على منع حدوث السرطان الناتج عن المركبات الهيدروكربونية بنسبة تصل إلى 74%.
KLIM
موضوع: رد: إحذرو.. تناول اللحوم المشوية على الفحم يصيب الإنسان بسرطانات الكبد والثدى 8/8/2011, 01:55
بيضل اللحم المشوي على الفحم اطيب شي
theredrose
موضوع: رد: إحذرو.. تناول اللحوم المشوية على الفحم يصيب الإنسان بسرطانات الكبد والثدى 8/8/2011, 02:31
ما رح يغيرو نظرتنا
إحذرو.. تناول اللحوم المشوية على الفحم يصيب الإنسان بسرطانات الكبد والثدى