تناول اللحوم الحمراء مضر
أكدت دراسة تشيكية لمعهد الأبحاث الطبي في العاصمة براغ أن تناول اللحوم الحمراء مضر بالصحة بشكل عام، وأن الاستغناء عنها ممكن عبر توفير البديل من مصادر غذائية أخرى مناسبة صحيا، عملا بالمبدأ القائل المعدة بيت الداء والدواء.
وتشير الدراسة -التي اعتمدت على تقارير الأطباء في كبرى مستشفيات جمهورية التشيك- إلى وجود أدلة دامغة تعزو ارتفاع ضغط الدم وضعف الشرايين وغيرها إلى تناول اللحوم الحمراء، وخاصة لحم الخنزير المدخن لما يحويه من خواص نسيجية تتشابه مع نسيج جسم الإنسان.
وتضيف الدراسة أن الأمر ينسحب على بقية اللحوم الحمراء وإن بدرجة أقل من الضرر، محذرة في الوقت نفسه من ارتفاع نسبة استهلاك اللحوم في البلاد التي وصلت العام الماضي إلى 80 كيلوغراما للفرد الواحد سنويا، وهو ما استوجب إطلاق حملة توعية شاملة، في ظل ارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب والضغط الشرياني إلى أرقام قياسية.
خواص نسيجية
وفي حديثها للجزيرة نت، قالت الطبيبة أفانا مارتينكوفا إن الدراسة كشفت أن الأنسجة في اللحوم الحمراء -وخاصة الخنزير- تتحلل في الدم بعد عملية الهضم بشكل ذرات تعيق مسار الدم وتؤدي إلى ارتفاع الضغط.
أنسجة اللحوم الحمراء تتحلل بعد هضمها في شكل ذرات تعيق مسار الدم في الشرايين (الجزيرة نت)
وعلى سبيل المثال، أضافت رئيسة العيادة الداخلية لدائرة براغ الأولى أن الإنسان عند تناوله المواد الغذائية الدهنية غير الحيوانية يقوم الجسم بامتصاص هذه المواد عبر المعدة بسهولة، دون ترسبات معيقة أي على النقيض تماما مع ما يجري عند تناول اللحوم الحمراء.
وقالت إنه يصعب على الجسم -في هذه الحالة- امتصاص الدهون الحيوانية ويترتب على ذلك ترسب جزيئات الشحوم التي تتسبب لاحقا في إضرار للشرايين وتدفق الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الشرياني، وفي بعض الحالات احتشاء عضلة القلب لدى مرضى القلب ومن يعانون من ارتفاع الكولسترول.
مصادر بديلة
وتؤكد مارتينكوفا أنه لأي إنسان أن يجرب الابتعاد عن تناول اللحوم بشكل عام لمدة أسبوع أو شهر ليشعر بزيادة النشاط والحيوية، بالإضافة إلى تحسن المزاج وإحساسه بالجوع مساء رغم تناوله الكميات ذاتها من الطعام، بينما في حال تناول فقط وجبة من اللحوم المشوية فإنه يمكن أن يستغني عن وجبة العشاء دون الشعور بالجوع وإنما بالعطش.
وتضيف أنه يمكن لكبار السن الذين لا قدرة لديهم على الابتعاد عن تناول اللحوم أن يتعودوا على التقليل منها تدريجيا، على نحو يمكنهم لاحقا –بعد عام أو عامين- من اكتشاف الفارق الصحي الناتج عن التحول عن الأغذية المعتمدة على اللحوم الحمراء وتعويضها بالأسماك والدواجن.
أما بالنسبة للأطفال فترى مارتينكوفا أنهم يمكن تعويضهم بالكامل عن البروتينات التي توفرها اللحوم بغيرها من البقول والبيض مثلا، أو استشارة خبراء التغذية من أجل البحث عن مصادر أخرى للأحماض الأمينية والبروتينية، وهي متوفرة بكثرة في الخضراوات والبقول ومصادر أخرى، وبالتالي تعويدهم على الأغذية الصحية التي تجنبهم التعرض لأمراض خطيرة