تعتبر شجرة الدر أول ملكة مسلمة جلست على عرش مملكة إسلامية، وقد ذاعت شهرتها عبر العصور كامرأة قوية مسيطرة. كانت شجرة الدر زوجة السلطان الأيوبي الصالح أيوب ، وأنجبت منه ولدًا اسمه خليل توفي صغيرا في 1250 ميلادية. وقد تميزت شجرة الدر بسداد الرأي، ورجاحة العقل، وعندما توفي السلطان الصالح أيوب، كانت قوات الصليبيين تزحف من الناحية الشرقية للنيل لمهاجمة القوات المصرية عند المنصورة، فأخفت شجرة الدر، خبر وفاة السلطان، وكانت تُدخل الأدوية والطعام غرفته كما لو كان حيًا، واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم وعليها ختم السلطان كما لو كان حيا. تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون الجيش في ميدان القتال، وأرسلت إلى توران شاه ابن السلطان المتوفي ليتولى قيادة البلاد، واستطاعت خلال تلك الفترة الانتقالية أن تدبر أمور البلاد حتى مجيء توران شاه في فبراير 1250، ولكنه لم يكن على قدر المسئولية، ففضلت هي تولي شئون البلاد. تمت البيعة لشجرة الدر كسلطانة على البلاد، واهتمت بتصفية الوجود الصليبي في مصر، واتفقت مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم دمياط، ولكن بالرغم من ذلك كذلك طالبت الخلافة العباسية في بغداد، بتنازل السلطانة عن حكم البلاد لأحد المماليك؛ فاضطرت شجرة الدر إلى التنازل عن العرش للأمير عز الدين أيبك الذي تزوجته ، ولقب باسم الملك المعز، وكانت المدة التي قضتها سلطانة على عرش البلاد ثمانين يومًايتبع ........
توفى السلطان الصالح نجم الدين أيوب في [[15 شعبان|ليلة النصف من شعبان]] سنة [[647هـ]] [[صليبيون|والقوات الصليبية]] تزحف نحو الجنوب على شاطئ [[نهر النيل|النيل]] الشرقي لفرع [[دمياط]] للإجهاز على القوات المصرية الرابضه في [[المنصورة]]، وكانت إذاعة خبر موت السلطان في هذا الوقت الحرج كفيلة بأن تضعف معنويات الجند وتؤثر في سير المعركة.
فأخذت زوجته شجرة الدرّ موقفًا رائعًا تعالت فيه على أحزانها وقدمت المصالح العليا للبلاد، مدركة خطورة الموقف العصيب، فأخفت على الناس خبر موته، وأمرت بحمل جثته سرًا في سفينة إلى [[قلعة الروضة]] [[القاهرة|بالقاهرة]]، وأمرت الأطباء أن يدخلوا كل يوم إلى حجرة السلطان كعادتهم، وكانت تدخل الأدوية والطعام إلى غرفته كما لو كان حيًا، وأستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم وعليها علامة السلطان.
وتولت شجر الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون الجيش في ميدان القتال، وعهدت للأمير [[فخر الدين]] بقيادة الجيش، وفي الوقت نفسه أرسلت إلى [[توران شاه]] ابن الصالح أيوب تحثه على القدوم ومغادرة [[حصن كيفا]] إلى مصر، ليتولى السلطنة بعد أبيه.