اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 "العصر يريد تغيير العقول"!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hotmail

hotmail



"العصر يريد تغيير العقول"! Empty
مُساهمةموضوع: "العصر يريد تغيير العقول"!   "العصر يريد تغيير العقول"! Icon-new-badge24/7/2011, 10:36


"العصر يريد تغيير العقول"!
تاريخ النشر: الأحد 24 يوليو 2011

لكي تنجح ثورة 25 يناير 2011 المصرية وتنجز أهدافها، ينبغي أن تكون ثلاث ثورات في ثورة واحدة: ثورة على القيادة السياسية السابقة في البلاد، وهذه أنجِزت على يد الشعب المصري. وتبقى ثورتان، ثورة على الكثير من الموروثات الثقافية والسياسية في المجتمع، والثالثة ثورة على الذات، على ما يسميه الكاتب المصري "طارق حجي"، بـ"العقل المصري".





وهو يرى في كتاب نشره عام 2007، أن التفكير المصري يعاني من عيوب ومشاكل، لا شك أنه يشارك في العديد منها بقية شعوب العالم العربي، ولكنه في كتابه "تأملات في العقل المصري"، ينغمس في نقد ذاتي يخصص له أكثر من مئة صفحة. فما هي أبرز "عيوب تفكيرنا المعاصر" ما هي عيوبنا الحضارية والثقافية التي سمحت للأمور بأن تصل لما وصلت إليه؟ وهو يسخر ممن يجيبون على سؤاله بالقول "لأننا كنا مُستَعْمَرين لفترات طويلة"، إذ يسألهم فوراً: ولماذا تعرضنا للاستعمار؟

من العيوب الحضارية التي يبدأ بها حديثه "تقلص السماحة في تفكيرنا المعاصر". إن درجة تسامحنا قد أخذت في التقلص والضمور خلال العقود الأخيرة بشكل مذهل. فمنذ قرابة نصف القرن كان المناخ الثقافي العام لدينا مشحوناً بعدد من القيم الإنسانية. وكان من هذه القيم المستقرة في روح القيادة بالذات "أن الاختلاف سُنة من سنن الحياة ومَعْلم من معالم التواجد الإنساني.. إلا أن واقعنا قد شهد في سنوات لاحقة أشكالاً من الفشل، جعلت هذا المناخ الثقافي العام يتزلزل".

وأدخَلَنا تقلصُ التسامح في عيب ثانٍ، هو "المغالاة في مدح الذات". لقد قام الكاتب شخصياً، كما يقول، "بمراجعة مئات الصحف والمجلات المصرية التي صدرت طيلة الأربعينات، فاتضح لي بجلاء تام أننا لم نكن نعرف تلك الصفة منذ قرابة خمسين سنة، ولكنها بدأت على استحياء منذ نحو ربع القرن الذي ثم استفحلت". واليوم لا تكاد تخلو أية صحيفة لدينا من المبالغة في المديح من قبيل "المجتمع الدولي يشيد بتجربة الإصلاح الاقتصادي في مصر"، "اليونسكو يقرر تكرار تجربة مصر في... على مستوى العالم". لقد انفصلت الأقوال عندنا عن الأفعال، و"تحولنا إلى واقع خطابي أكثر من أن نكون واقعاً عملياً".

وقادنا هذا بدوره، إلى "ثقافة الكلام الكبير"، فعندما نتحدث عن تاريخنا نستخدم الكلام الكبير وأوصاف المبالغة والإغراق، وحتى عندما نفوز في مباراة لكرة القدم ننزلق إلى نفس الانفعالات في التعبير. وإذا تأملنا الصفحات الأولى بصحفنا ومجلاتنا وجدنا نفس الظاهرة، فكل لقاء هو "لقاء قمة"، وكل قرار هو "قرار تاريخي"، إننا نكتب ونتكلم بهذه الكيفية اتساقاً مع عيب كبير استقر في ثقافتنا.

إن الغربيين في أوروبا وأميركا يزنون كلامهم، ويتجنبون المبالغة في الكلام والوصف، لأنهم يعرفون أن "الكلام الكبير" انعكاس مؤكد لعدم المعرفة، أو معرفة أنصاف الحقائق. أول وأبرز ضحايا هذه المبالغة الكلامية هو هامش الموضوعية، المتآكل! خلال سنوات عملي الإداري في إحدى أكبر الشركات العالمية في مصر، يقول المؤلف، كان ضمن واجباتي إجراء مقابلات شخصية بالزبائن وبالمتقدمين للوظائف وغيرهم. ولم يكتف "حجي" بتدوين الملاحظات العادية والإدارية بل كان يدون كذلك "ملاحظات حضارية وثقافية". في هذه المقابلات التي زادت عن الألف، وخرج منها المؤلف بحصيلة قيمة من "الهوامش"! وكان يوجه إليهم أسئلة عن شخصيات مصرية بارزة ليرى كيف يقيمونها وما الأوصاف التي يستخدمونها في الحكم عليهم. أكثر من 90 في المئة كانت انطباعاتهم عن هذه الشخصيات من قبيل "طيب"، "متواضع"، "لطيف"، بينما لم تزد نسبة من حرص على استخدام كلمات مثل "كفؤ" و"مثقف" و"يتقن عمله بشكل ملحوظ"، و"منتج بشكل كبير"، و"له قدرة بارزة على القيادة".. عن 10في المئة. ثم قام بإجراء نفس التجربة على 300 أجنبي من جنسيات أوروبية غربية، فكانت النتيجة معاكسة تماماً. "فأكثر من 90 في المئة ممن أجريت معهم المقابلات لم يستعملوا إلا تعبيرات موضوعية تتعلق بالعمل والكفاءة والقدرات والمواهب، وأقل من 10 في المئة استعملوا تعبيرات شخصية". وهكذا، يقول "حجي"، "لم تكن مبررات الحكم مستمدة من كفاءة إدارية أو عبقرية في التخطيط والتنفيذ. وإنما كان المبرر بسيطاً للغاية، مجرد لمسة شخصية في التعامل لا علاقة لها على الإطلاق بقدرات ومواهب.

من عيوب تفكيرنا المعاصر، يضيف حجي، الإيمان بأن "من ليس معنا فهو ضدنا". ففي مؤسسات اقتصادية، على العكس تماماً، رأيت عقد أي مجموعة عمل ينفرط من الغربيين والآسيويين اليابانيين والصينيين، دون أية تشققات في وحدة الفريق، بينما يصعب هذا التعايش بيننا، ولا يولد التفكيك سوى المزيد من الخصومات والنفور. فالعديدين منا يعتبرون أن آراءهم "جزء منهم ومن كيانهم، وبالتالي فإنها جزء من كرامتهم وكبريائهم". مرة أخرى نحن نختلف عن الأوروبيين والآسيويين، حيث "أظهرت لي تجربة التعامل الطويل، أن الإنسان في مجتمعات هذه الحضارات لا يعتبر أن آراءه جزء منه.. إن إنسان هذه الثقافات يفصل بوضوح تام ما بين ذاته وآرائه".

نحن لا نكتفي بهذا التصلب الفكري والعناد في المواقف مهمها كانت الأدلة، بل نعاني من "الإقامة في الماضي"، مفترضين عادة أننا الوحيدون الذين يملكون ماضياً مجيداً "والمنطقي أن نفتخر بجوانب عديدة من ماضينا افتخاراً متزناً غير مشوب بالحماسة الزائدة والتعصب وعدم إعطاء الآخرين حقوقهم"، بل حتى هذا التفاخر لا يقوم دائماً على علم أو دراسة للتاريخ! "فما أكثر الذين يسمون أنفسهم بأنصار مصر الفرعونية وهم لا يعرفون ألف باء هذه الحقبة. وما أكثر الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين وهم على غير علم بمعظم التاريخ والتراث".

نحن لا نرحب بالنقد، رغم أن النقد وتعدد الآراء "أهم أدوات الفكر التي صنعت المجتمعات الغربية المتقدمة". وفي الغرب يتعلم الإنسان أن لا شيء يعلو فوق النقد والتدقيق في ما للشخص وما عليه، وما يؤيد الفكرة وما يدحضها. ومن أبرز مشاكل تفكيرنا "الاعتقاد المطلق في نظرية المؤامرة". تأثر جمهور العالم العربي بنظرية المؤامرة الشاملة، يكاد يقنعنا بأن هذا التأثر هو الوجه الآخر للاستسلام والقدرية، التي جرى حولهما نقاش طويل في تاريخ الفلسفة وتاريخ المذاهب الإسلامية والتاريخ السياسي النهضوي في العالم العربي الحديث.

وفي مجال المقارنة بين الثقافات، يلاحظ "حجي" أن اللغة العربية واللهجة المصرية خاليتان من ترجمة لكلمة Compromise، الواسعة التداول في الثقافة واللغات الأوروبية، وتعني عادة "الحل الوسط"، أو التفاهم والاتفاق. كما استرعى انتباهه أن الأفراد الذين ينتمون لخلفية أوروبية غربية يستعملون الكلمة أكثر من الذين يجيئون من خلفيات ثقافية شرقية. أما ثقافتنا العربية فشديدة الارتياب بمدلولات هذه الكلمة. والمثقفون عندنا "تقرن المصطلح بمجموعة من المعاني الأخرى مثل "التنازل" و"التراجع" و"التخلي" و"الضعف" و"الهزيمة"، هي أمور لا تخطر على بال الإنسان الغربي وهو يستعمل المصطلح".

ثقافتنا لا تعترف بعللنا، بل تنفي وجود المشاكل وتحاول المرور من جوانبها دون مسها. وتبرز صحفنا نقطة إيجابية واحدة في بعض التقارير وتخفي بقية المعلومات، فهذا من مقتضيات "ثقافة النفي" السائدة. نعلم جميعاً بعيوب مؤسساتنا التعليمية، وأنها تُخرِّج طلبة غير مؤهلين، لغتهم الإنجليزية ضعيفة، وعاشوا طويلاً في ظل تعليم قائم على التلقين والحفظ، وتم حشو رؤوسهم بأن هناك نموذجاً واحداً للصواب، ولم يتدربوا على التسامح والنقد. ومع هذا نتجاهل هذه الحقائق. أما في مجال العمل والإنتاج، فتتحكم بنا فوق كل شيء "ثقافة الموظفين"! فالتوظف الحكومي أفضل من التوظف للقطاع الخاص، والتوظف الحكومي مصدر وجاهة اجتماعية، والاستقالة وتغيير العمل من الأمور النادرة الحدوث. والآن، هل تستطيع الثورة المصرية الجديدة أن تنتقل من درجتيها الأولى والثانية.. إلى الثالثة؟ ثورة شعارها: "العصر يريد تغيير العقول"!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nermeen

nermeen



"العصر يريد تغيير العقول"! Empty
مُساهمةموضوع: رد: "العصر يريد تغيير العقول"!   "العصر يريد تغيير العقول"! Icon-new-badge25/7/2011, 14:03

يسلموا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"العصر يريد تغيير العقول"!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: نثر و مقالات-
انتقل الى: