اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 تاملات في سورة الطارق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خالد الرواضيه

avatar



تاملات  في سورة   الطارق Empty
مُساهمةموضوع: تاملات في سورة الطارق   تاملات  في سورة   الطارق Icon-new-badge9/5/2011, 10:58

يريد الله تعالى في مطلع هذه السورة الكريمة أن يلفت نظرنا إلى السماء وما ينبعث عنها من الخيرات، ولذلك قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}.

(والسماء): هي كل ما نشاهده فوقنا كقبَّة زرقاء محيطة بالأرض من جميع الجهات. والواو المذكورة في كلمة (وَالسَّمَاءِ): إنما تلفت نظرنا وتطلب منا التفكير في السماء لنتعرَّف إلى شأنها من حيث سِعتها التي لا تتناهى، ومن حيث كونها سبباً في نظام وانتظام سير الشمس والقمر فيها، وانتظام الكواكب وارتباطها ببعضها، ومن حيث سير الغيوم وتكاثفها، ونزول الأمطار منها، وهكذا فالسماء أشبه بقشرة البيضة تحفظ ما فيها وتكون سبباً في قيامها، فلولا السماء لتناثرت النجوم هنا وهناك، ولما ترابطت ببعضها بعضاً، ولولا السماء لما حافظت الشمس على موضعها في الفضاء، ولما تمتَّعت الأرض بنورها وحرارتها، ولولا السماء لما دار القمر دورته، ولاضطربت الأرض في جريها فما تشكَّل ليل ولا نهار، ولما حدثت الفصول الأربعة، فلا ربيع ولا صيف ولا خريف ولا شتاء، ولولا السماء لما تشكَّلت أو هطلت الثلوج والأمطار، وهكذا فبالسماء قيام هذه المخلوقات على هذا الوجه الكامل وانتظام الحياة، وبها تأمَّن لك ما تحتاجه وأمكن وجودك على هذه الأرض وأمكنت الحياة.

وهذا بعض ما نستطيع أن نفهمه من كلمة (السَّمَاءِ)... وإن القلم ليعجز عن كتابة ما في السماء من آيات، ففكِّر أيها الإنسان فيها، وراجع التفكير مرة بعد مرة، فلعلك تُقدِّر خالقها وتستعظم مُمدَّها ومُربِّيها.

أما كلمة (وَالطَّارِقِ)... فإنما تلفت نظرنا إلى الخيرات المنبعثة عن هذه السماء المتواردة على الإنسان، فكلمة (والطَّارِقِ)... مأخوذة من طرقَ، بمعنى: أصاب وأتى. ونقول: فلان طرق الباب، وطرق الحداد الحديد، أي: هوى عليه بالمطرقة، وطرقت السيارة فلاناً، أي: صدمته وأصابته، ومنه الطارق: أي الآتي ليلاً. ونفهم من كلمة (الطَّارِقِ): هنا أي الخير الآتي المتوارد الذي يصيب الناس، ويكون مجمل ما نفهمه من آية: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} أي: انظروا عبادي في السماء وما يأتيكم عنها وبسبب وجودها من الخير المتواصل. ثم إن الله تعالى أراد أن يلفت نظرنا إلى سعة ذلك الخير المتوارد فقال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}.

وتفيد كلمة (وَمَا أَدْرَاكَ) تعظيم الشيء وبيان شأنه العالي. ويكون ما نفهمه منها أي: إنك أيها الإنسان لا تدري نهاية لهذا الخير المنبعث عن السماء ولا تستطيع أن تحصي أو تجد حدّاً لهذا الفضل الإلهي المتوارد عليك بواسطتها، ولكن ما هو هذا الخير، لقد عرَّفنا تعالى به بقوله: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}.

و (النجم): مأخوذة من نَجَمَ بمعنى: ظهر وخرج. يُقال: نَجَمَ النبات، ونَجَمَ عن هذه الحادثة كذا وكذا، أي: ظهر ونتج، ويكون ما نفهمه من كلمة (النَّجْمُ) هنا ما يظهر ويخرج، وبناءً على هذا: الهواء في خروجه نجم، والبرد نجم، والحرُّ نجم. والغيوم الناشئة نجم، والأمطار نجم، وهكذا فكلمة (النَّجْمُ) تشمل كل شيء يخرج ويظهر.

وأما (الثَّاقِبُ): فهو النافذ المؤثِّر ومنه المثقب، أي: آلة الثقب. تقول: سهمٌ ثاقب، ورأي ثاقب. وعقل ثاقب.

ويكون ما نفهمه من كلمة (النَّجْمُ الثَّاقِبُ): أي: الخير النافذ المتوارد بصورة لا خلل فيها ولا نقصان، فالهواء ثاقب فإذا جاء، جاء بنظام وعلى حسب قوانين ثابتة فأهاج السحب وجمعها، ومطر ثاقب، أي: جامع للخير بحيث إذا نزل على الأرض أثَّر فيها وأخرج الخير منها، وبرد ثاقب أي: مؤثر بحيث إذا أصاب النباتات هيَّج ما فيها من الخصائص والقُوى وجعلها تؤتي أُكُلها وتجود بخيراتها، وهكذا كل ما يُظهره الله تعالى لهذا الوجود إن هو إلاَّ نجم في ظهوره وبروزه، ثاقب في كماله وتمام فائدته.

وبعد أن لفت تعالى نظرنا في الآيات السابقة إلى السماء التي لا تتناهى. وبعد أن ذكر لنا تعالى ما يعرِّفنا بعظيم شأنها وبما ينجم عنها من الخيرات التي لا تُحصى... حذَّر الإنسان من الفسوق والعصيان، وعرَّفه بأن صاحب هذا المقام والشأن الكبير لا يصعب عليه أن يحصي على الإنسان جميع أعماله فقال تعالى: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}.

أي: أليس يشهد هذا الكون العظيم بأن خالقه قادر على أن يحصي على كل نفس عملها، فما من نفس إلاّ عليها حافظ وإنَّ ذلك عليه تعالى هيِّن ويسير. ثم لفت تعالى نظر الإنسان إلى نفسه وعرَّفه بأصله ممَّ خُلق فلعلّه إذا قايس وقارن عرف نفسه وضعفه وعرف خالقه وعظمته، فقال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ}.

أي: انظر أيها الإنسان إلى أصلك وتكوينك من أي شيء خُلقت...

{خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}.

فمن ذلك الماء المهين خُلقتَ. ومن ذلك الماء خلق الله تعالى ما خلق من الأجهزة والأعضاء، فمنه الدم والعروق والعضلات، ومنه العظام المختلفة الأشكال، ومنه العين والأذن وسائر الحواس، أفلا تفكر في ذلك كله فتهتدي إلى خالقك.

وقد أراد تعالى أن يغضَّ من كبرياء هذا الإنسان فقال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}.

والترائب: جمع تريبة، والمراد بالترائب: الأنفس الكثيرة التي يكاد عددها لا يُحصى، فهي في كثرة عددها كالترائب، فالإنسان في صلب أبيه كان مجموعاً مع ملايين الملايين من الأنفس التي ستخرج إلى هذا الوجود، ما أضعف شأنك يومئذ وما أصغرك، وما أعظم هذا الخالق الذي خلقك، ثم ما أكبر فضله وحنانه عليك إذْ جعلك على هذه الصورة الكاملة والخلقة الحسنة، أفيصعب عليه بعد أن عرفت قدرته وعظمته أن يُرجعك بعد موتك ويخلقك ثانية، كما بدأك أول مرة! لا شك أنك إذا نظرت مفكِّراً تُوقن بذلك البعث وتراه على الله يسيراً هيِّناً ولذلك قال تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}.

أي: الذي خلق السماء وما فيها والذي خلقك أيها الإنسان من ماء دافق وأخرجك من بين الصلب والترائب لا يصعب عليه إذا أنت فنيت وصرت تراباً أن يُعيد خلقك، فهو عليه تعالى يسير وهو على رجعك لقادر، ثم بيَّن تعالى ما يكون عليه حال الناس في ذلك اليوم الذي يرجع الإنسان فيه إلى ربه. فقال تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}.

وتُبلى: مأخوذة من بلا، بمعنى: اختبر وكشف الحقيقة. تقول: بلا القائد الجنود في الرمي، أي: اختبر معرفتهم وكشف حال كلٍّ منهم، وبلا المعلم التلاميذ، أي: امتحنهم وتعرَّف إلى مَبلغ ما وعاه كل منهم من درسه، ومنه أبلى الرجل في الحرب بلاءً حسناً، أي: أظهر صدقه وإخلاصه في الدفاع فعرف الناس طويَّته وما استكنَّ في نفسه. وأما كلمة (السَّرَائِرُ) فهي جمع سريرة، والسريرة: هي السرُّ الذي يكتمه الإنسان ويُخفيه في نفسه ولا يريد أن يطَّلع عليه أحد، ومنه يُقال: فلان طيِّب السريرة، أي: صافي النية.

ويكون ما نفهمه من هذه الآية الكريمة: إنه في ذلك اليوم الذي يُنشئ الله الإنسان فيه النشأة الآخرة تظهر حقائق الأنفس، ويصبح سر كل امرئ بادياً ظاهراً، وهنالك يرى الناس العدالة الإلهية، ويعلمون أن الله تعالى لا يَظْلم مثقال ذرّة، فلا بدّ إذاً لكل امرئ من أن تظهر نواياه وسريرته، وسيعود على المحسن إحسانه، ولا بد للمسيء من أن يلقى إساءته، وكل امرئ بما كسب رهين.

{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ}.

أي: أنه ليس يومئذ للمجرم من بعد أن رأى مرضه، وانكشفت له علله وأوجاعه من قوة يدفع بها المداواة التي ستكون دواءً لعلله وأمراضه ولا ناصر ينصره ويخلِّصه منها، إذ أنه يرى ضرورة العذاب ويجد أنه في أشدِّ الحاجة إليه، ومثل الإنسان الذي أساء في دنياه يومئذ كمثل جزّار كان يفري اللحم بسكينه الحادّة وفيما هو على ذلك الحال وقعت منه التفاتة إلى الطريق وغفل عن أنه في أشد ما يكون حاجة للانتباه لنفسه فقطع اصبعه وجعل الدم ينزف ويفيض من جرحه، أفتراه إذا صار بين أيدي الطبيب الذي يسعفه يسعى في التخلُّص من بين يديه أم تظن أن أحداً من أهله يتقدَّم فيشفع له عند الطبيب ويرجوه أن يكفَّ عن مداواته وإنقاذه مما هو فيه؛ ذلك هو مثل الإنسان المجرم يوم القيامة بين يدي ربه، فلا قوَّة له ولا ناصر ينصره، إذ الحكمة الإلهية تقضي بمعالجته ومداواته في النار رحمة ورأفة من الله به.

فسبحانك اللهم ما أرحمك وأكرمك، وتعساً لك أيها الإنسان المعرض عن ربه والظالم لنفسه.

ثم أراد تعالى في الآيات التالية أن يُثبت لنا أن البعث حق، وأن الجزاء على الأعمال حق وواقع لا ريب فيه، فقال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ، إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}.

ونبدأ بآية: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} فنقول:

الرجع: هو رجوع الشيء ثانية، تقول: تكلَّم فلان في البئر فسمع رجْعَ صوته. ومنه الآية التي مرَّت من قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}.

ورَجْعُ السماء: هو ما ترجع به من الخير عاماً بعد عام وآناً بعد آن، فالأمطار التي تهطل هي من رجع السماء، ورجوع هذه الأمطار في مواسمها وتكرار الفصول والحوادث الجويَّة وعودتها في أوقات مُنظَّمة كل ذلك يدل على وجود إله مسيِّر. وبالحقيقة لو أنك ألْقيت حجراً ونبذته في الفضاء فإنه لا يرجع ثانية وثالثة ورابعة إن لم تكن هناك قوة تعيده وترجعه. فكيف بالفصول والأمطار وغيرها ترجع كل عام متكررة بصورة دورية وفي أوقات منظَّمة لا تتغيّر ولا تتبدل منذ آلاف السنين.

أقول: ومثل ذلك حركة الشمس والقمر لا بل حركة الكرة الأرضية وكل ما يجري في السماء من الحوادث المذكورة تشير هذه الآية إليه. فهل يمكن أن تدور الأرض بذاتها وأن تعود الفصول في أوقاتها وأن ترجع الأمطار في مواسمها دون أن تكون هناك يد عظيمة تُصرِّفها وتُسيِّرها.

وأما كلمة (الصدع) فالمراد به موافقة الأرض للسماء في إخراج النباتات، نقول: صدع فلان بالأمر، أي: طبَّقه، فبهطول الأمطار من السماء حاملة المواد الغذائية تستجيب لها الأرض فتخرج زرعها وتؤتي أُكُلها.

أفليس هذا النظام بدالٍّ على منظِّم حكيم وخالق قدير، فإن أنت نظرت واستعظمت هذا السير وآمنت بهذا الخالق العظيم فاعلم أن البعث حق، ولذلك قال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}.

والقول الفصل: هو القول القطعي الذي ليس فيه موضع خلاف ولا مجال لأخذ وردّ. فالحاكم إذا قضى في الدعوى مثلاً فكلامه فصل، إذ أنه قطع بحكمه الخلاف والنزاع وأثبت الحق لصاحبه، فالله تعالى في هذه السورة الكريمة بعد أن أخبرنا أنه لا بدَّ للإنسان بعد هذه الحياة من يوم يرجع فيه إلى ربه ويومئذ تنكشف سريرته ويُجزى بعمله أراد تعالى أن يثبت لنا هذا الخبر فقال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ، إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}.

أي: أنك إذا فكَّرت بالسماء ذات الرجع ونظرت في الأرض ذات الصدع فهنالك تثبت لك هذه الحقيقة وتؤمن بالبعث فتعلم أن هذا الخالق العظيم قادر على رجعك وبعثك ولا يعود عندئذٍ في نفسك شك ولا مجال لأخذ وردّ، بل ترى أن قوله تعالى فصل.

{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}.

والهزل: هو القول الذي ليس له أصل ثابت، وهو والحالة هذه لا تثبت به حقيقة وليس له قيمة، ولذلك لا نبالي به ولا نحذر مما يُحذِّرنا منه. أما الجد الثابت فإننا نحذره ونعدُّ العدة له.

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مثنى سيف

مثنى سيف



تاملات  في سورة   الطارق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات في سورة الطارق   تاملات  في سورة   الطارق Icon-new-badge9/5/2011, 13:15

جزاك الله خير ورزقك الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد الرواضيه

avatar



تاملات  في سورة   الطارق Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات في سورة الطارق   تاملات  في سورة   الطارق Icon-new-badge10/5/2011, 02:58

==
أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بمروركم

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

للكم الشكر من كل قلبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاملات في سورة الطارق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاملات في سورة قريش
» تاملات في سورة العاديات
» تفسير سورة الطارق , تفسير سورة الطارق
» من الطارق ..من أجمل المواضيع اللتي قرئتها
»  تفسير الاحلام لكلمة سورة الطارق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: منتدى الاسرة :: المنتدى الاسلامي :: اسلاميات-
انتقل الى: