الحفلة
رشاد رداد
كانت تدرك أن هذا اليوم مفصلي وسيدخلها في معمعات ليست بحاجة إليها لكنها تجاوزت كل ذلك وقررت أن تواجه الموقف بشجاعة سكبت ماء باردا
على تلك الجمرات التي كانت تحرق قلبها كلما هبت عليها رياح الزمن العاصف..
الزمن كالموت ..حقيقة واحدة..الناس عنده كأسنان المشط لا يطلب هوية أو جواز سفر من احد لا ينظر للاسم أو العشيرة" سوزان"التي عادت من حفلة زفاف ابنتها البكر زاهية كطاووس ،وبشهادة الحضور كانت نجمة الحفل والكثير منهم قالوا أنها أخت العروس لا أمها......وصلت البيت مزهوة كلها ثقة بانتصارها المؤقت دخلت غرفتها أطفأت الأنوار ..زوجها خارج لعبة المرايا رجل متكرش يبحث عن الطعام والشراب والدخان قبل كل شيء ..أولوياته تبدأ بالمعدة وتنتهي بالسيجارة ..لبست ملابس النوم غسلت وجهها ثم نامت ..بدأت الكوابيس تتعبها تتقلب يمينا وشمالا دون جدوى في النهاية نهضت فزعة أضاءت الغرفة ..كانت المرأة في استقبالها فتحت عيناها بتثاقل لمحت وجها غريبا في المرآة دققت النظر ..هو وجهها أشاحت به عن المرآة عادت للنوم من جديد وتمنت لو أنها لم تنهض وظلت تقاوم بتلك الكوابيس لأنها اقل بشاعة من ذلك الكابوس الذي خرج من تلك المرآة اللعينة.