يعتبر القائد الناجح هو الذي يحقق أهدافه بطريقة اقتصادية وفي جو نفسي يرضى عنه التابعون له، سواء كان القائد تولى القيادة بالأصالة أو الإنابة أو التفويض.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم : " من ولى من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً وهو اصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنون ".
ويمكن استخلاص الصفات النموذجية للقائد باستقراء تجارب الأمم والشعوب والمنظمات بأنواعها ومما كتبه المؤلفون أو ذكره المؤرخون وهناك كتب كثيرة منها القديم والحديث ما يعالج صفات القائد الناجح وهي تتفق فيما بينها في الصفات الأساسية وتختلف في الصفات الفرعية فقط وفقاً لظروف العصور المختلفة.
فمثلاً جاء في مقدمة العلامة العربي المسلم عبد الرحمن بن خلدون، وهو يتحدث عن شروط الخلافة أن من الصفات التي يجب أن يتحلى بها من يختار قائداً: " العلم والعدل والكفاية وسلامة الأعضاء والحواس" ولا ننسى أن ابن خلدون قد كتب أفكاره هذه في القرن الرابع عشر.
وهناك بعض الآراء والكتب الحديثة نذكر منها كتاب " السبيل القيادة " الذي ألّفه الفيلد مارشال منتجمري البريطاني، حيث وضع فيه صفات القائد إذ يقول : " أن القائد هو الذي يجعل الناس يتبعونه وينبغي أن يتصف بالشجاعة وقوة الإرادة وأن يكون موضع ثقة رجاله واعتمادهم قادراً على أن يوحي بآرائه إلى الذين يقودهم وعلى استثارة الحماس في نفوسهم وان يكون موضع ثقة رجاله واعتمادهم قادراً على مخاصمتهم بلغة يفهمونها مما يكسبه قلوبهم وعقولهم, ذا كفاية عالية, دارساً للطبيعة البشرية, متعلماً فن القيادة وممارستها , لا ييأس أبداً, يتحلى بالعزم, يحرص على معنويات رجاله, مسيطراً على نفسه, يحسن اختيار الرجل المناسب للعمل المناسب, يعرف واجباته, و يتقن عمله, مخلصاً لمهنته, قادراً على إصدار القرارات السليمة, هادئاً وضابطا لنفسه, مستعداً للمخاطرة عند الحاجة ملتزماً إلى أبعد الحدود بالدين.
ومن أقوال نابليون في صفات القائد: " أن أول ما يجب أن يتوفر في القائد رأس هادئة, وبذلك تظهر له الأشياء على حقيقتها وفي مظهرها الصحيح ويجب ألا يتأثر بالأخبار الحسنة أو السيئة, كما ينبغي ألا يتخلص من مسؤولية أخطائه بإلقائها على الأوامر التي تلقاها من رئيس يعلوه, بل عليه أن يسير وفقاً لهدف تجاربه الخاصة ويعتمد على مواهبه.
فالقيادة تنمو بالتجربة الشخصية وتتبع تجارب القادة الناجحين, كذلك فإنه من النادر أن تجتمع كل الصفات اللازمة للقائد العظيم في رجل واحد. و المطلوب للقائد الناجح أن يوازن بين الذكاء والمقدرة والشجاعة.
ومما سبق يعكس استخلاص الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها القائد الناجح فيما يلي:
1. العقلية الصحيحة, والإيمان بالعمل الذي يتولاه القائد أياً كان نوع هذا العمل.
2. أن يكون ديمقراطياً, وألا يستقل في اتخاذ القرارات الهامة وحده, بل يشرك معه من يراهم ذوي الخبرة.
3. الاعتماد على الحقائق, ولا يصدر شيئاً إلا بعد التأكد من ذلك حتى لا تعميه الإشاعات الكاذبة فتكون قراراته كاذبة.
4. الحرص الشديد, و بصفة خاصة إذا تعلق الأمر بمصالح الأتباع, فلا ينبغي للقائد أن يتخذ قراراً خطيراً إلا بعد دراسة كافة جوانبه وردود الأفعال المتوقعة حياله.
5. الشجاعة, بحيث يستطيع مواجهة هذه المواقف دون خوف.
6. القابلية البدنية, وهذا لا يعني قوة البنية أو ضخامة الحجم, بل يعني ألا يتسم القائد بتشويه بدني معيب, أو مرض مزمن يقعده, ويفضل أن يكون القائد بحالة صحية جيدة حتى يستطيع أن يبذل الجهد البدني والعقلي, بم يتلاءم مع مسؤوليته, وأن يكون قوي الأعصاب لا تهزه المشاكل.
7. القدرة على تحمل المسؤولية, وهذا يعني أن يكون القائد متمتعاً بالسيادة الفنية في مجال النشاط الذي يشرف عليه وعلى غيره والتابعين.
8. الإلمام بالأصول العلمية للإدارة, وهذا هو أول طريق للنجاح ذلك لأن إلمام القائد بأصول الإدارة يوفر عليه الكثير من الجهد الذي يبذله للتوصل لهذه الأصول.
9. العقلية المنظمة التي تستطيع أن تخطط وتنظم وتراقب.
10. القدرة على اكتساب الثقة.
11. المحبة المتبادلة بينه وبين الأتباع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته