اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 من الفوضى إلى النظام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
jistcoirbid

jistcoirbid



من الفوضى إلى النظام Empty
مُساهمةموضوع: من الفوضى إلى النظام   من الفوضى إلى النظام Icon-new-badge8/3/2011, 16:00

من الفوضى إلى النظام

منذ عصور والناظر إلى مجتمعنا يرى أنقاضاً وأنكاثا من حيث الأخلاق والفضيلة والعلم والفكر. فما زال المجتمع يبحث عن نظام وفكر بديل في التربية والفن والأخلاق. والصحيح هو أننا بحاجة إلى إرادات فولاذية وأدمغة أصيلة تحتضن الوجود بأعماقه جميعاً، والإنسان برحابه الدنيوية والأخروية، وتفسرهما، بل وتتدخل في الأشياء بعنوان خلافة الله في الأرض.
نزعت حركات التغير والتحول الأخيرة في العالم، القناع عن كثير من الوجوه وأظهرتها على حقيقتها. كذلك، أزاحت الغشاوة عن عيوننا إلى حد ما... فتوضحت حقيقة كنه الأشخاص والأشياء شيئاً فشيئاً. فاستطعنا أن نرى ما حصل بصورة أوضح، ونستنبط من الحوادث نتائج أسلم وأمتن... وصرنا نفهم أن ما تعرض إلى شؤم الإبعاد والترك والنسيان في هذا البلد منذ قرنين، ليس الزي والفكر وفلسفة الحياة حصراً، بل ثقافتنا "الملّيّة" وحِسّنا التاريخي ونظامنا الأخلاقي وفهمنا للفضيلة وتصورنا الفني وجذورنا المعنوية أيضاً قد تعرضت -وربما مع ضرر أعظم- إلى التآكل. فاهتزت أواصرنـا الروحية وجفّت منابع فضيلتنا، وتعمقت الهوة بين حاضرنا وماضينا.
نعم، شهد عالمنا المبارك أطواراً عجيبة، فيها سكت المثقفون، وصُكّت أفواه الفكر، وظاهَرَ أصحابُ القـوة والقدرة الضلالةَ والانفلات عن الأصول، وتعارفت الأجيال مع الأحاسيس الهامدة والآيسة والمظلمة في همهمات الحيرة وكأنها جنائز.
وكم عينٍ تنفست دموعاً بلا حول ولا حيلة في زمن أحمر يحاصره اليأس أدخنةً سوداء من كل جهة، وصرخت مشاعر القلوب بأحاديث نَفْسٍ في وجه أناس لا يعرفون ما الخجل، وقالت في أنينها: "ما الرجاء من حيارى فتحوا أشرعتهم لريح الإلحاد، ومن بُلّهٍ يصفقون لكل واحد ولكل شيء، ومن منكوبي الوجدان المعتادين على طأطأة رؤوسهم أمام القوة، ومن شرف وعزة ملوثة؟ لكن ما اهتز تزعزع، وما انهدم خرب، وما ذهب انقطع، ولم يحل محله شيء جديد! نعم، قد أزيل ما تحطم ولم يقم مقامه شيء، فانقلب المجتمع رأساً على عقب باعتبار قيمه. ذلك بشهادة القلق وضياع الأمان المحسوس -في عصرنا الحاضر خاصة- في أغوار قلوبنا جميعاً، حتى العقلانيين الواقعيين(!) الذين لا هم لهم إلا تحقيق مآربهم اليومية.
أرجوكم أن تتفكروا... بمَ ننجـو مـن الفقر الأخلاقي والمعضلات المتشـابكة يوماً بعد يـوم حتى جعلت الحياة حملاً ثقيلاً وحيرة لا تطاق؟ وكيف نتخلص من نوبات أمراضنا الفردية والعائلية والاجتماعية؟ وكيف نسير إلى المستقبل في ثقة واطمئنان؟
هل نستورد أفكاراً حالمة وخيالية من هنا وهنالك؟ أم بعقلية العصر التي نحاول أن نبني عليها كل شيء؟ كلا... كلا! لن يحمل هذا الحملَ الأثقل من جبل "قاف" منطقٌ كهذا المنطق وأفكارٌ مجهولة النسب كهذه!
منذ سنين مديدة لم تتجاوز حملات التجديد التغييرَ في الصورة. فقصرت عن إدراك مقاصد الآمال والخيال، وعن أدنى غاياتها المعلنة. وظن الذين قبضوا على الزمام في القمم أن الإمسـاك بالفرشاة وتلطيخ جروح البدن الاجتماعي و"الملي" بالأصباغ هو المعرفة والحنكة، بل ظنوه ثورة وانقلابا... وغاب عنهم كلياً النـزف الباطن، ومضاعفات النـزف الباطن، في الأعضاء الحيوية للمجتمع، وفي شرايين روحه. هذا ما حصل في تاريخنا القريب، باستثناء المظهر والتمثيل الخاص لأبطال كفاح الاستقلال المستمد قوتـه من الإيمان والأمل والعزم. هذا، مع إجهاضنا حتى للقوة والصفوة المكنونة في هذه الحملة المباركة باعتبار منطلقاتها. فعسير أن تتحقق وحدة كالتي تحققت أو نهضة وحيوية كالتي حصلت.
فالحاصل أن مجاميع الناس التي انفصلت عن بعضها وتوسعت الهوة بينها في السنين الأخيرة، إن لم تقع في فقر مدقع في حياتها الفكرية وروحها وجوهرها، فقد وقعت في الاغتراب عن بعضها والاحتراب فيما بينها كالذئاب. فالبياض عند بعضهم سواد عند غيرهم، وما يدعو إليه بعضهم يخالفه غيرهم، والبديل المقترح من بعضهم داعية هزيمة عند غيرهم، وصلابة بعضهم تعصب عند غيرهم. ومع هذه السلبيات، تخيل مدى هذا الاحتراب، أو قل عراك العميان، ولا قسطاس يرتضيه الجميع لمعرفة أيهم أدنى إلى الحق وأقرب.
ولذلك، نحن اليوم في أمس الحاجة إلى طريق يوصلنا إلى الحقيقة والفضيلة، ومنهج تفكير لا يخدعنا، وموازين لا تضلنا. والواقع أن الوجدان والقيم الأخلاقية مصادر نور تكفي لحل كثير من المعضلات. لكن في أيامنا هذه، الوجدان جريح والقيم الأخلاقية شتات. فهذان المحركان قد أجتُزّا من الجذور وجُففت ينابيعهما.
لا ترتقي الأخلاق بالعرفان ولا الوجدان

حسنُ الفضيلةِ من خشية الله في الإنسان

فهب أن الخوف من الله في القلوب قد غاب وانحسر

فلن تجد إذن للعرفان والوجدان ذرة من أثر
وزد على ذلك هشاشـة الإرادة وضمور المحاكمة العقلية ووحشية الأحاسيس البشرية وتعطشها للدم كالتنين، لتعلم هول الكابوس الذي نعيشه.
فمن الضرورة إذن أن نبدأ العمل بإعـادة النظر في عناصر محاكمتنا الأساسية، وتمييز الخط الفكري المنطقي، وإيفاء حـق الإرادة، وإعداد جيل عزوم بل أجيال. فلنقر أولاً بمراعاة الأسباب، لأننا نعيش في عالم محاط بها. نحن نعيش في عالم الأسـباب. فإهمالها محض "جبرية"، وضلالة بالحاصل. وليست مراعاة الأسباب وحدها، بل العناية بالمناسبة بين السبب والنتيجة (قاعدة تناسب العلية) من أهم لوازم التكليف.
فإن لم نعين أسس الأفكار المضرة والتيارات المفسدة، بمشاعر مسؤولية جادة لنقاومها منذ اليوم، فسوف نرى في المستقبل أبعاداً مختلفة للبؤس الأخلاقي والنكبة الاجتماعية والانحرافات الأخرى.
وليس الحنيك من ينتبه إلى النكبة والبؤس بعد ما تظهر النتائج عيانا، بل من يجزم بما سيقع وبأي سبب وسياق من قبل الوقوع. ومن العسير الادعاء بأننا أبدينا فراسة كهذه في تاريخنا القريب. أما أن نـزعم بأننا أوفينا حق الإرادة فكلاّ! بل إنساننا في هذه المدة المدلهمة ظلمةً يشك حتى في إرادته الذاتية وفكره وعزمه... بل ما يفتأ يبحث عن إرادات سامية ومدهشة لتدير شؤونه. والأدهى والأمَرّ توهين الشخصية وأسر العزائم في أصحاب المشاعر النقية والوجدان الطاهر بإيحاءات من قبل المفكر فلان، والعالم علان والدولة الفلانية! ثم بمرور الزمان، صرنا نحكّم فلاناً وعلاناً في تفكيرنا وسلوكنا، فأصابونا بأنـواع من دوار الرأس وازورار المحاكمة وانحراف الملاحظة وانـزلاق الشخصية. فأصيبت الأرواح المستسلمة تمام الاستسلام خاصة، بأعطاب رهيبة من المحال إصلاحها. وكان الأصل أن لا نؤمن أو نرضى بإرادةٍ ما حققنا فيها ولا محصّناها، ما عدا الإرادة الإلهية.
يقول ديكارت: "لا قيمة للفكر ما لم يتمتع بالحرية". أما كان ينبغي أن نفكر على الأقـل مثل ديكارت لتخليص أرواحنـا من نظم التفكير السكولاستيكية البالية والمتعفنة في معظم جوانبها. ولكن هيهات!
يجب على الأجيال المنورة آفاقها الدنيوية/الأخروية، التي ستعين معالم تكوّناتٍ يبدو أن لا فكاك من حدوثها في العالم في السـنوات القادمة، أن تعيد النظر في الأفكار والمعادلات والأنظمة، الواردة إلينا من الخارج أو المُشكّلة في الداخل، وتطهير المجتمع من "لوثيات" التغريب, وشدّه بجذور معانيه الذاتية... وذلك حتى يسـتطيع الحفاظ على جوهره وشخصيته، ويتقدم إلى مستقبله على خطه الذاتي أثناء التعايش الحميم مع العالم... وحتى يطلع على التفاف الماضي بالحاضر إذ يتقدم، فلا يشيح بوجهه عن الماضي لأنه قديم، ولا يقبل على كل ما يظنه طرياً من غير بصيرة لأنه جديـد. إن أبرز خصال جيل الضياء هذا، أن يحيط علماً بشؤون اليوم والغد، ويفهم أن ما ينبغي أن يعلمه ليس منحصراً بما نعرفه نحن، ويجهد في استيعاب الحقيقة بترشيحها من مصفاة العقل والمنطق والمحاكمة في دفء أنسام الإلهام، إلى جانب مكتشفات المختبر.
ومن المهم أن نعرف جيداً تأريخنا القريب، وأبطال التاريخ، لكي نحقق تطوراً وتغيراً كهذا. فنعرف الأسباب والشخصيات المؤثرة في تكوين تاريخنا الحاضر، ومَن أثار عشقَ وحماسَ التواجد والتكوّن مُجدَّداً في صدر هذه الملّة... ومَنْ لحّن نشيد الروح "الملّيّة"، ومِنْ أبناء الوطن أنشدها؟ فأظنّ أننا سندرك جيداً ما ينبغي أن نتخذه مبادئَ، ونستطيع أن نضع برامج واضحة للغد، بعدما أن نفهم ما ذكرناه فهما دقيقاً... ثم نسعد بالسير في درب الشجعان الذين يحتفظون في صدورهم بحيوية الفكر والقضية والعشق وأخلاق التسامح.
ان الانسجام بين الأشـياء والحوادث جبري واضطراري، والنظام بين البشر إرادي، ومصدره الأعظم هو مخافة الله ومهابته. والنظام اسم جامع للأمان والاطمئنان والانسجام الاجتماعي ورجاء المستقبل الزاهر. فلا يُنتظر الأمان والانسجام من الفوضى، ولا المستقبل والعطاء من اختلاط الحابل بالنابل.
وقد يبدو لأول وهلة أن النظام أثر من آثار الإرادة البديهة والعقل المجرد. لكن عقلاً لم يَدْخُل في طاعة الروح، ولم يجتث جذورَ الالتفات إلى الشر، ولم يُعْلِ ميول الخير فيه إلى عنان السماء، كثيراً ما ينحرف إلى الفوضى.
النظام يسـود دائماً ومنذ خلق العالم فيما عـدا الإنسان من الكائنات. الانسجام في حركة الذرات، والرونق في وجوه الزهور، والتآلف والتوازن بين الموجودات الحية وغير الحية، وغمزات النجوم في صفحة السماء الفائضة في قلوبنا شـعراً وعواطف، والمعاني المنسوجة خمائل على الأغصان والأوراق والأزهار، وأنفاس الروح في الحياة... نظام فتان يتحكم في كل مكان وكل شيء.
نعم، إن تأمّلَ الوجدانُ لحظةً واحدة في كتاب الوجود فأبْصَر، لشهد في كل مكانٍ النظامَ والانسجام فوّاحاً، وغنىً في الجمال والمعاني مدهشاً. ولا تمس الحاجة إلى تحسس شديد الرهافة، فالقلب المشحون بشيء من المشاعر يحس كل لون وصورة وصوت ونَفَس شعراً ونغماً متلوناً بألوان اللانهاية، في الرعد المهيب كما في تغريد الطيور وزقزقة العصافير، وفي وجوه الأزهار الفاتنة كما في أضواء صفحة السماء الساحرة. ومن يدري ما يشهده الذين يتقدمون خطوة إلى الأمام في فيزياء الوجود وكيميائه وحياتياته وفضائياته.
فكل شيء يقول: النظام... الانسجام... وكل شيء ينادي بالمعاني الرحيبة في روح الوجود. كل الأشياء: من همهمات البحر إلى خوف ضربات القفار الموحشة على أوتار أحاسيسنا، ومن السكون الوقور للتلال إلى شواهق ذرى الجبال، ومن دوي البحار الدائم إلى نعومة خمائل اللانهاية المرفرفة في أعماق السماء.
فكيف طرأ اللانظام -الذي نسميه الفوضى- على الأرض، والنظام ينبجس في كل مكان وفي كل شيء؟ لقد عرفت الأرض الفوضى، ومن خلفها اللاأخلاقية، مع بني البشر الذيـن لم يسلموا طوع عقولهم لله، ولم يكبحوا جماح إراداتهم نحو الشر، ولم يغنوا فيض مشاعرهم نحو الخير. الإنسان مخلوقٌ، أنواعُ رغباتهِ مفتوحة، وثغراتُه واسعة لا تقارن بما في حي آخر. فمن المعلوم أن في كل ثغرة من ثغراته، كالحرص والحقد والكره والغضب والعنف والشهوة، بُعدٌ موجي مختلف القوة من نـزعات التخريب وميول العبث ودوامات الفوضى. ولا مفر من سـقوطه في براثن نتائج غير مرضية ما لم يضبط ويُقيّد رغباتـه السـيئة هذه بتربية حسنة، فيسمو بأحاسـيسه الإنسانية، ويستجيب للعقد الاجتماعي الضمني المكنون في وجدانه بخواطر الرغبة والطلب، والفرح والحـزن، والحـق والحرية، مع احتساب وجود الآخرين.
ولا بد أن تكون التربية التي تسمو به من درجة إنسان "بالقوة"[1] إلى إنسان "بالفعل"، ذات أفقٍ لاهوتي ومحورٍ وهبي. فينبغي أن تغذى ثقافتنا الذاتية بورود حدائقنا وعصارات جذور معانينا وأرواحنا، لكيلا ترفض من قِبَل الوجدان الاجتماعي العام والشعور التاريخي... وينبغي أن يتحقق العقد الاجتماعي في أرفع درجة حسب ظروف العصر في إطار ملاحظات الحقوق والحريات، لكيلا تفقد قوتها وشدتها، وتوقيرها وقيمتها، في شِباك التعارض والتساقط الذي تعيشه مختلف القطاعات الاجتماعية، أو في الدائرة الفاسدة للتحييد الناجم من التناقض. وليس المقصود من العقد هنا سنداً إجتماعيا مختوماً بتواقيع الرضاء المتقابل في أسفله. بل المقصود تعاقد الوجدان المتيقظ إزاء القيم الإنسانية على عقد مرتبط ومحدّد باحترام مفاهيم الحق والحرية وحب الحقيقة.
وإن البناء القلبي والرحابة الروحية للفرد، وتحول إيمانه ومعتقداته إلى جزء من طبيعته، يُعيّن حدود هذا العقد وإطاره. وبهذا الوجـه يكون العقد الوجداني معادلاً لمستواه الإنساني. والمجتمع الذي أفراده قد تجاوزوا حدود جسمانيتهم وعاشوا حياتهم القلبية والروحية، هو مجتمع أنموذج للنظام. هذا النظام في عالم الإنسان يتصف بالديمومة والأمل في المستقبل، لأنه بُعدٌ من الانسجام الكوني المحيط بالوجود كله.
الدولة في عالمنا كربّان سفينة مهيمن على القيادة في أهم المراكز الحيوية للكل المتكون من أجزاء توحي بهذه الأخلاق والفضائل. وواجب قبطان كهذا هو أن يستفيد ويقيّم العناصر التي تحت تصرفه بأحسن وجه، وأن يوصلهم إلى الهدف من غير اصطدام بدواليب الحوادث، وذلك بالتأليف بينهم وبين نظام الكائنات. ولا يتصور مجتمع سليم ودولة راقية من أفراد حُرموا الفضيلة وجموع تحت إغواء اللاأخلاقية. وكذلك، الأمل في المستقبل من ركام الفوضويين المعتلين بأمراض عديدة من كل جانب ليس إلا انخداعاً. ومهما كانت الأسماء والأشكال، فإن الأمل في الحصول على شيء باسم الإدارة والأمن في خضم هذا الركام البشري المعزول عن السلاح أمام حظه الأسود، لا يزيد على أن يكون محض خيال. وأما انتظار الدولة والسلطة منه فهو سلوان كاذب لا يقوم على سند. فلا يمكن أن تتحقق الدولة والسلطة إلا بالقصد إلى فكر سامٍ يمنحهما الحياة في المجتمع، ويغذيهما، وببرمجة كل شيء بموجبه والالتفاف كخيوط المغزل حوله. وتلخيصاً، احتساب "الواحد الأحد" في كل حملة، وفي كل جهد.
نعم، ينبغي أن يجهز ويبرمج كل فرد وكل وحدة حياتية حسب مقصود رفع الأمة إلى الذرى... حتى لا تفسد الحسابات والمنافع الضئيلة المنعقدة على الأشخاص وئامَ الانسجام العام، وحتى لا تتموج الجموع البشرية المتنوعة رغماً عن ذاتها كأمواج البحر فترتطم ببعضها وتتبعثر. ولقد تحددت هذه الغاية المأمولة بصورة رائعة في زمن سابق بفضل هيمنة روح الإسلام على الحياة. فتَحقَّقَ المسيرُ إلى الذرى وكأنه فعل طبيعي في الحياة، وذلك بجعل الأفراد والوحدات المكونة للمجتمع أركاناً ومستنداتٍ للنظام.
إن إعادة النظر في تصوراتنا عن النظام، وتجديد الإيمان بأن إرادتنا هي التي ستحمل الانسجام الإلهي في الوجود إلى عالم الإنسانية، وسحب التوازن الدولي إلى هذا الفَلَك، هو أَجَلّ هدية تقدمها الأجيال المعاصرة إلى عوالم المستقبل الآتي. وأظن أن لدينا ما يكفينا لهذه الرسالة المهمة، إذا ما محّصنا إرادتنا كرّة أخرى، وفحصنا مقامنا عند الله، وعيَّنّا غاياتنا "الملّيّة"، ورصَّنّا استراتيجيات وسياسات مكينة، وشغَّلْنا حركيات مو
فورة في أيدينا.

المصدر: موقع الأستاذ فتح الله كولن

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



من الفوضى إلى النظام Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الفوضى إلى النظام   من الفوضى إلى النظام Icon-new-badge8/3/2011, 16:08

لي عودة يا هشام

تم النقل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jistcoirbid

jistcoirbid



من الفوضى إلى النظام Empty
مُساهمةموضوع: رد: من الفوضى إلى النظام   من الفوضى إلى النظام Icon-new-badge8/3/2011, 23:36

حياكي الله وعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من الفوضى إلى النظام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: نثر و مقالات-
انتقل الى: