الدعوة الدولارية
بقلم محسن العبيدي الصفار
بعد ان نشرت مجلة فوربس العربية المختصة باصحاب الملايين صورة احد الدعاة التلفزيونيين العرب على انه احد اكثر رجال العرب مدخولا وقدرت قيمة ثروته من البرامج التلفزيونية والمحاضرات بملايين الدولارات, وبسبب ورود عشرات الرسائل من المستمعين حول مشروعية التكسب بأسم الدين بهذه الطريقة , قررت اذاعة صوت الخيال استضافة الداعية الكريم لتوجيه عدة اسئلة له حول دعوته وثروته اليكم نصه علما بإنه ليس الوحيد من نوعه ولكنه الاكثر شهرة .
المراسل : حضرة الداعية شكرا لحضوركم في برنامجنا ونود أن يكون سؤالنا الاول عن صحة ماذكرته مجلة فوربس عن ثروتك وعن الارقام الخيالية التي جمعتها من عملك كداعية ديني ؟
الداعية : لا لا ليس صحيحا تماما .
المراسل : هل تقصد انها مبالغة وانك لاتتقاضى كل هذه المبالغ عن الدعوة ؟
الداعية : لا , اقصد ان ثروتي اكبر من هذا الرقم بكثير فهم لم يشيروا الى الكاسيتات والسيديهات والدعوات الخاصة ومدخول الرسائل القصيرة ووووو الكثير غيرها .
المراسل : اللهم لاحسد !! يعني تجارة الدين عندك ماشية عال العال .
الداعية : عندي قصة عن الحسد هي حلوة بس طويلة شوية ….
المراسل : اتركها لما بعد فهذا ليس برنامجا تلفزيونيا من برامجك
الداعية : اوكي ياحبيبي اوكي !
المراسل : حضرتك وكما نعرف ليست لديك اي خلفية في التعليم الديني ولا الفقهي ولست خريج كلية الشريعة ولا حتى اداب عربية او تاريخ, وقد ذكر الكثير من العلماء مرارا وتكرارا ان هناك مغالطات فقهية وتاريخية في دروسك ومواعظك, كما أن طريقة شرحك للامور الفقهية جعلت الكثيرين ممن يتابعونك ينحرفون اكثر مما يهتدون, فما تعليقك على ذلك ؟
الداعية : والله شوف انا قلتها كذا مرة انا لست رجل دين ولا فقيه ولا مفتي ولا افهم باي شيئ اسمه احكام شرعية , بس انا باروي قصص الاسلام بشكل محبب ومبسط كي يستطيع الناس فهمها وهضمها وكي ادعم معلوماتي فقد اقتبست كتابا لاحد المسلمين الهنود كما هو دون اي تغيير ( بس علشان تعرف اني امين ) صحيح اني لم اتطرق الى اسم الكاتب ولكن هو رجل زاهد ولاحاجة له بالدعاية !! والحمد لله الناس حبتني جدا جدا جدا , اه والله انا محبوب ومشهور اليوم اكثر من عمر الشريف !!!
المراسل : ياسيدي ولكن انت زودتها حبتين يعني اللي يسمع قصص غرام سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم مع سيدتنا عائشة رضي الله عنها وانت ترويها عن رجل اسس دين و دولة من الصفر وحارب وحورب وذاق الامرين من اجل لايستسيغها عقل , الا ترى انك تنتقص من قدر الرسول الاعظم وام المؤمنين بهذا السرد الخيالي ؟
الداعية : لا ياحبيبي لا يا نور عيني !! مالمانع اذا تطرقنا الى رومانسية الرسول والجانب العاطفي للرسول؟ هذا شيئ مفيد لتقوية العلاقات الزوجية عند المسلمين .
المراسل : نعم ولكن انت زودتها وعملت سيرة المصطفى وكأنها فيلم عاطفي عربي , المهم ماسبب تقاضيك اجورا مرتفعة عن دروسك ومحاضراتك الدينية التي يفترض ان تكون دعوة في سبيل الله ؟
الداعية : ياحبيبي انا اولا محاسب ثم داعية يعني تعال نحسبها لو لم يهتد الشخص على يدي وقضى عمره في الذنوب فكم سيتوجب عليه ان يدفع من الصدقات والحسنات كي يكفر عن ذنوبه ؟ احسبها صح وستجد ان من القى عليهم دروسي سيوفرون 70 الى 80 % من المصاريف .
المراسل : وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم لا بل وحتى شيوخ اجلاء وعلماء اعلام في زمننا هذا يتقاضون اي مبالغ عن الدعوة في سبيل الله ؟ لا بل وصرفوا كل مايملكون في سبيل الدعوة وسيادتك عاملها مثل الكريديت كارد ؟
الداعية : واللهم هم احرار ولكن الله لم يحرم تقاضي الاجر مقابل الدعوة في سبيله وانا لا افعل اي شيئ حرام او عيب ولم اجبر احدا على ان يدفع لي والمحطات التلفزيوينة تتقاتل كي تحضى بفرصة عرض برنامجي ومن لايعجبه يستطيع ان يذهب الى محاضرات الشيوخ الذين ذكرتهم المجانية وبين البايع والشاري يفتح الله !!
المراسل : لانك وجه تلفزيوني مثل اي ممثل او مطرب ووجود برنامجك يضمن جلب المعلنين يعني بعبارة اخرى حضرتك وبرنامجك وكل كلامك تجارة في تجارة .
الداعية : والله التجارة ليست عيبا والرسول صلى الله عليه وسلم كان تاجرا .
المراسل : الرسول كان يتاجر بالبضاعة وليس بالرسالة ولو اراد ان يكون مثلك لرضي ان يكون ملك قريش واغنى اغنيائها مقابل التخلي عن الدعوة الربانية ولكنه اثر الفقر والحاجة في سبيل الله .
الداعية : والله انا راجل تعبان على نفسي وصرفت مبالغ كبيرة كي استطيع ان اصبح ماصرت عليه ومن حقي ان استمتع بحياتي.
المراسل : صرفت مبالغ على ماذا ؟ صبغ الشعر الاسود ام البدلات الانيقة ؟ ام ماذا تحديدا ؟
الداعية : على فكرة وقتك خلص واريد منك ان تسلمني الشيك الان.
المراسل : اي شيك ؟ نحن لاندفع لضيوفنا اي مبالغ .
الداعية : نعم ياروح امك ؟ مافيش مبالغ ازاي يعني ياحبيبي ؟ لا دا انت حتدفع ورجلك فوق رقبتك والا كفرتك انت ومحطتك في كل خطبي واهدرت دمك !! اشتري راحتك وادفع وانت ساكت .
* هذه المقابلة وشخصياتها خيالية ولاتمت للواقع بصلة
موضوع: الدعوة الدولارية 
13/11/2010, 12:06
