أين يتعلم المكفوفين ؟؟
كان المتبع خلال السنوات الماضية أن يلتحق المكفوفون بمدارس داخلية خاصة بهم ، وكانت تتوفر هذه المدارس في كل المدن تقريبا ، وفي حالة عدم وجود مدرسة داخلية في المدينة التي يوجد بها الطفل الكفيف كان عليه أن يذهب إلى مدينة أخرى بها هذه المدرس الداخلية الخاصة القريبة من منازلهم أما الآن فقد أصبح بمقدور المكفوفين أن يتعلموا في المدارس العامة إلى جوار أقرانهم من المبصرين في نفس الصف الدراسي ، ويدرسون نفس المنهج الذي يدرسه زملائهم في نفس الصف الدراسي ،ويستعملون الأدوات الخاصة بهم ، كآلة برايل أو الحاسوب الخاص بالمكفوفين الذي يمكنه من كتابة وقراءة ما يريد عن طريق برنامج قارئ الشاشة الذي يقوم بتحويل المطبوعات العادية إلى طريقة برايل والعكس ، على أن المدرس الذي يقوم بالتدريس في مثل هذه الفصول المختلطة يكون ملما بطريقة برايل وطرق التدريس الخاصة بالمكفوفين وكيفية استعمال الوسائل التعليمية الخاصة بهم .
مامدى اهمية القرار الذي نص على ضرورة دمج المكفوفين مع المبصرين بمدارسهم ؟؟؟
هذا مقال صدر بجريدة البيان عن ذلك مدعما باستطلاعات وآراء كافة الأطراف التي يهمها الأمر .....
قبل فترة اتخذت وزارة العمل والشئون الاجتماعية قرارها بأن يتم تحويل الدارسين المكفوفين بالمراكز التابعة لها الى المدارس العادية. وبدا في ذلك الحين ان القرار غير مفهوم،
وربما غير مدروس باعتبار أن العرف قد جرى على أن يتم تعليم المكفوفين في مراكز خاصة، كما أن التحويل الى المدارس العادية التي يدرس فيها المبصرون قد جاء بشكل فجائي دون اعداد أو تهيئة.
ومن القرار الى التجربة التي قامت أساساً على هدف واضح ومهم هو دمج المكفوفين ومنذ الصغر مع أقرانهم بما يحقق لهم اندماجاً تاماً في المجتمع يوفر في المستقبل فرصة المشاركة بإيجابية في الحياة العملية بشكل ايجابي.
من خلال متابعتنا للتجربة استطعنا ان نكتشف الى أي مدى كان نجاحها وان نتعرف أيضاً على العقبات التي واجهتها والقصور الذي شاب عملية تنفيذها.
وقد جمعنا في هذا التحقيق آراء كافة الأطراف ذات العلاقة بالموضوع كي نعرضها في السطور التالية: تطرح الطالبة امتثال عوض بالصف الخامس الابتدائي رأيها في التجربة التي عايشتها بالفصل فتقول: أنا سعيدة جداً بوجودي داخل مدرسة تتعلم فيها الطالبات المبصرات، وقد استطعت ان أثبت نفسي بينهن وكونت صداقات عديدة فصديقاتي دائماً يساعدنني في القراءة وفي كل الأمور التي احتاجها، وأرى في وجودي هنا فكرة صائبة لأنها أكسبتنا القوة والاعتزاز بالنفس، فأصبحت متفوقة أحصل على المراكز الأولى داخل الفصل.
ويشير الطالب عبدالعزيز حميد من الصف الثاني الاعدادي في مدرسة راشد بن حميد الى المساهمة الكبيرة التي قدمتها جمعية الهلال الأحمر من خلال توفيرها للكتب المطبوعة الخاصة بالمكفوفين والتي ساعدتهم بصورة إيجابية على القراءة والكتابة والمتابعة أثناء عملية الشرح دون معوقات أو مشاكل.
ومن جانبها، تشيد ندى عبدالعزيز في الصف الثالث الابتدائي بالجهود الكبيرة التي تبذلها معلمة الفصل في توصيل كافة المعلومات إضافة الى تعاون الطالبات داخل المدرسة، وتؤكد ندى حرصها الدائم والمستمر على التفوق والنجاح لإثبات ان الكفيف إنسان سوي وقادر على أن يتعامل مع جميع فئات المجتمع، والجدير بالذكر ان ندى حاصلة على جائزة الطالبة المتميزة على مستوى المراحل التأسيسية في منطقة عجمان وقامت بالاشتراك في العديد من المسرحيات التمثيلية علاوة على مشاركتها في مختلف النشاطات داخل المدرسة وخارجها.
وتقول الطالبة أماني حميد من الصف الثالث الاعدادي بمدرسة أم عمّار: أنا سعيدة هنا في هذه المدرسة وهناك فرق كبير بينها وبين المركز الخاص بالمعاقين والذي كنت فيه ست سنوات قبل ان أنتقل الى المدرسة الحكومية في الصف الأول الاعدادي وقد لاحظت تغيراً كبيراً على شخصيتي ونفسيتي بالرغم من شعوري بالخوف وأيضاً بالحرج بداية الدمج ولكن بمرور الوقت شعرت بتقبل جميع المحيطين ما أعطاني الشعور بأنني مثلهم أمتلك كل شيء على عكس المركز الذي كان يضم فئة واحدة يشعر أفرادها بالتواجد معاً ببعض الإحباط واليأس وقد نتعرض أحياناً لفقدان الأمل في تغيير حياتنا إلى الأفضل.
وتؤكد سحر غانم في المرحلة الاعدادية بمدرسة العُلا الخاصة في الشارقة ان فكرة الدمج فكرة صائبة تأخذ بالكفيف الى أوساط المجتمع فلا يشعر بالحرج أو النقص، فأنا أشكر الله على أنني أدرس مع طالبات مبصرات لأني شعرت من خلالهن بالأمل والتفاؤل، وإذا كان الله قد حرمني من نعمة البصر فإنه سبحانه وتعالى قد وهبني بصيرة قوية ودافعاً نحو العلم والتعلّم واكتساب ما هو جديد.
ويقول محمد شعلان بالصف الثاني الابتدائي أنا لا أشعر بفرق بيني وبين زملائي داخل الفصل فجميعهم متعاونون معي ومدرساتي رائعات وأحاول قدر الامكان ان أتابع دروسي معهم خلال الحصة بفضل الكتب المطبوعة بطريقة «برايل».
التقبل بداية النجاح تقول بدرية المطوع من مدرسة الحكمة الخاصة بعجمان: لم تكن عملية دمج الطفل المكفوف في مدارسنا مطروحة ضمن أهدافنا لما لهذه الفئة اعتبارات خاصة من المجتمع جعلتنا نخشى الفشل ونشعر بتخوف تجاه هذا الدمج ولكن واجبنا لم يمنعنا من خوض غمار هذه التجربة مع مركز التدخل المبكر.
وتضيف: في بداية التجربة اكتشفنا ان تقبل طلبة المدرسة الصغار لزميلهم المكفوف هي من أهم العوامل التي ساعدت على المضي قدماً بهذه التجربة ما دفعنا الى تكثيف جهودنا وبذل ما بوسعنا من طاقات واستخدام كل الوسائل والتقنيات وتأهيل معلماتنا للتعامل مع هذه الفئة الجديدة بالنسبة لهن لإنجاح هذه العملية أكاديمياً واجتماعياً ونفسياً، فالتفوق الأكاديمي كان عاملاً مهماً وعوضهم حرمانهم من نعمة البصر ومنحهن إدراكاً واسعاً وجعل منهم شخصيات اجتماعية تشارك في كافة المجالات والأنشطة المدرسية الداخلية منها والخارجية.
وتضيف: من بين هذه النشاطات الاذاعة المدرسية التي يقودها واحد ممن تم دمجهم وهو ضمن من يحتلون المراكز الأولى بمسابقاتنا القرآنية والأدبية.
وتؤكد مديرة مدرسة الحكمة نجاح فكرة الدمج وتدعو إلى أهمية توفير الامكانيات اللازمة لتأكيد هذه الخطوة وضمان نجاحها.
التأهيل قبل التعميم وتقول علياء بالحيف وكيلة مدرسة شيخة بنت سعيد التأسيسية للبنات: لدينا طالبة واحدة كفيفة في الصف الثالث الابتدائي وقد استطاعت ان تبعث فينا الامل والرغبة في تقبل المكفوفات بعدما لمسناه منها من جهد ومثابرة وذكاء وتفوق فهي طالبة ممتازة والجهد المبذول معها لا عناء فيه كما ان فيه مشاركات عديدة وانشطة مسرحية وتمثيلية متنوعة، وتؤكد بالحيف انه في بداية دمج الطالبة تخوفنا من مواجه صعوبات سواء داخل الفصل وخارجه ومن خلال تصحيح اوراقها وتقييم درجاتها لكن وبمرور الوقت تعودنا على هذا الامر ولم نواجه اي سلبيات، ونتصور ان هذا سيظل قائما الى ان تأتي طالبات اخريات ربما يكن اقل قدرة على التجاوب والتركيز مع المعلمة التي تعتبر غير مؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحالات، وهو ما يجب ان تلتفت اليه الوزارة مبكراً، والتجربة لاتزال في بدايتها.
وتشير مريم محمد مديرة مدرسة العلا الخاصة في الشارقة الى صعوبة ادماج اكثر من طالبة كفيفة داخل المدرسة لاسباب عدة منها عدم وجود المعلمات المؤهلات لهذه النوعية من الطلبة وعدم توفر الوسائل التعليمية المساعدة سواء كانت للطالبة نفسها او المعلمة.
اما سحر فهمي طالبة في الصف الثاني الاعدادي طالبة لا انكر بأنها تمتلك موهبة كبيرة حباها بها الله كالذكاء والتفوق ونحن اعتدنا عليها اضافة الى تعاون الاهل مع المدرسات في تعليمها وتدربها وانا لست ضد فكرة الدمج، إلا انني اعارضها حاليا لعدم توافر جميع الشروط والمتطلبات الاساسية.
رفع المعنويات واطلاق الملكات ويؤكد ابراهيم علي مدير مدرسة راشد بن حميد الاعدادية للبنين انه لا مانع من فكرة دمج الكفيف في المدارس مع الاسوياء وذلك بعدما لاحظناه من تجربتنا مع الطالب الذي يعاني من فقدان البصر والذي قدم بتفوقه الواضح وطريقته في التعامل والكلام دليلا على ان الدمج مقبول كما انه وسيلة جيدة لتخليص المكفوف من مشاعر العجز والنقص لان هذا الدمج له دور ايجابي في رفع المعنويات واطلاق الجوانب الاجتماعية ولكنني الفت النظر الى مسألة مهمة هي ان ليس كل ضرير يحق له الدمج، فبعضهم لا يمتلكون القدرة على الانسجام مع الغير مما يشكل عبئا على المدرس والطلبة داخل الفصل على عكس البعض الذين يكونون قادرين على التعلم والاختلاط بالآخرين ويمكنهم ان يحققوا ابرز النجاحات داخل المجتمع.
معوقات وصعوبات تقول نبيلة المرزوقي معلمة الطالبة ندى في مدرسة شيخة بنت سعيد الصعوبة الحقيقية التي واجهتني مع ندى هي عدم المامي بكيفية التعامل معها خاصة في الاعمال الكتابية التي تؤديها بطريقة برايل التي لا اعرفها اضافة الى ان زيادة عدد الطالبات داخل الصف وقصر مدة الحصة يشكلان عبئا على في تدريس منهجهن : منهج للمعاقين ومنهج الوزارة مما يتسبب في عرقلة سير الحصة وبذل جهد ووقت اكبر بالنسبة للطالبة العادية.
وتضيف: لا بد ان تدرس وزارة التربية والتعليم هذا الموضوع جديا كما عليها ان تفكر بالمعلم نفسه في توفير كافة المتطلبات والمستلزمات الضرورية وتأهيله اكاديمياً بالحاقه بدورات مكثفة وتوفير طاقم لديه خلفية كافية في التعامل مع فئة المكفوفين.
وتشير هالة محمد مدرسة اللغة الانجليزية في مدرسة الحكمة الى ضرورة التعاون بين الاهل والمدرسة من اجل تعليم الابناء المكفوفين.
ومن جهتنا نحن نتعامل مع هذه الفئة نفس تعاملنا مع الطلاب الاسوياء في كل شيء، ومن ناحية الامتحانات فإنها تكون شفوية خاصة ان الطالب في مرحلة التمهيدي لا يحتاج الى وسائل معقدة او صعبة فهو يعتمد في الشرح على المجسمات ولمس الاشكال ونحن نحاول بقدر المستطاع ان نقدم له كل ميسر ومفيد وان نجعله دائم الحضور حتى لا يشعر بالملل.
وتشاطرها الرأي اكرام الحلبي معلمة اللغة العربية فتشير الى صعوبة تقبل الفكرة في بداية الامر، وتخوفهن من عرقلة سير الحصة بشكلها الطبيعي المعتاد.
وتقول فريدة عياد مدرسة فصل بالمرحلة التأسيسية: من وجهة نظري تعتبر فكرة ادماج الطلبة داخل المدارس فكرة ناجحة جداً خاصة اذا كان الطالب متعاوناً ومجتهداً، لكن قد تكون المشكلة الاكثر صعوبة امامنا هي عدم توفر الوسائل المحسوسة كالمجسمات في مادة الرياضيات وغيرها فلابد من وجودها لتسهيل عملية الشرح له وقد يستفيد الطلبة الآخرون بذلك، اضافة الى عدم توفر طابعة البرايل معه باستمرار إلا انني اشكر مركز التدخل المبكر والاهل على تعاونهما الدائم والمستمر لمساعدتهم لنا في تصحيح الواجبات وتقديم التسهيلات المختلفة فنحن مع الدمج لما له من دور فعال في الارتقاء بامكانيات فئة المكفوفين وخدمة المجتمع.
وتؤكد زميلتها مريم ضهير ـ معلمة فصل نجاح تجربة الدمج بقولها: لدي طالب في الثاني الابتدائي حرمه الله من نعمة البصر لكنه وهبه بصيرة واسعة فهو يتميز بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة واصبح شخصاً منضبطاً ومطيعاً ويطبق الارشادات، ولكن تكمن الصعوبة في عدم المامنا وادراكنا بكيفية استخدام آلة الطباعة البرايل التي يستخدمها الطالب وهنا يصعب علينا تصحيح الامتحانات إلا من خلال مساعدة الاهل ومركز التدخل المبكر الذي يشرف على الطالب ويتابعه اسبوعيا.
وتضيف سحر عقيلان مدرسة التربية الاسلامية بالمرحلة العليا بأن لديها طالبة متميزة ومتفوقة وهي يقظة بإمكانها حفظ النص من خلال قراءتنا له داخل الحصة وقد ساهم في رفع محتوياتها حب الطالبات وحرصي على متابعتها باستمرار، ولكنني أحتاج إلى وجود طابعة «برايل» لتوفير الوقت والجهد بالاضافة إلى ضرورة توفير الكتب الخاصة بها..
تصحيح الامتحانات ويؤكد أحمد الجزار مدرس العلوم في مدرسة راشد بن حميد الاعدادية للبنين ان قضية تصحيح الامتحانات تشكل عبئاً كبيراً على المدرس إلاان التعامل معه أصبح أمراً عادياً بدون أي مشكلات أو عوائق تعرقل سير الأمور داخل الحصة، وبالنسبة للرسومات الموجودة داخل الكتاب، فنظراً لظروف الطالب فهو غير مطالب بها وتضاف درجات الرسومات كبقية الأسئلة الأخرى، حيث ان الكتب المطبوعة سهلت لنا عملية القراءة وتتبع ما نقوله داخل الفصل دون ظلم للطلبة الآخرين في أخذ حقهم من وقت الحصة.
ويشاطره الرأي أحمد حمد الله مدرس الرياضيات في المدرسة ذاتها فيقول: ان الطالب المتميز لا يحتاج لجهد أو معاملة خاصة لدرجة اننا لم نشعر يوماً بأنه ضرير، وبما ان مادة الرياضيات مادة تعج بالارقام والرسومات والهندسة فإن الطالب غير مطالب بها فتضاف درجاتها في الامتحانات الى الاسئلة الاخرى ونحن نطالب كفئة تتعامل مع الضرير بعمل دورة خاصة بنا نتعلم من خلالها على الطريقة المثلى لتعليمهم وذلك لمساعدتهم وتوفير جميع متطلباتهم.
من المركز الى المدرسة يقول حميد بن زايد وهو والد اثنين من المكفوفين لقد قمت بالحاق الابنين ولد وبنت ـ بمدارس المبصرين لقناعتي بأنهما يمتلكان بصيرة قوية وقادرين انه على التفوق والنجاح بصورة طبيعية.
ويضيف: لقد كانا متواجدين في مركز تأهيل ورعاية المعاقين في دبي ولكن في بداية تنفيذ فكرة الدمج تخوفنا من هذه المسألة ومن ان يجدا صعوبة في التعامل مع فئة لم يعتادوا عليها من قبل ولكن بمرور الوقت وبجهود واضحة داخل المدرسة استطاعا كسر حاجز الخوف والرهبة وأثبتا للجميع تفوقهما دراسيا.
التفوق بعد الدمج وتثني والدة الطالب الكفيف محمد مبارك على تجربة الدمج وتقول: اعتبر هذه الخطوة دافعا قويا لرفع معنويات الكفيف بصورة عامة لانها تشعره بانه مرغوب من قبل فئات المجتمع وغير منعزل عنهم فالمدرسة ولدت في داخله حب اللعب ومخالطة الآخرين وشجعته على المشاركة في كافة الانشطة التي تقام داخل المدرسة والفوز في المسابقات المتنوعة. اما طريقة تدريسه فأصبحت ميسرة خاصة بعد توفير الكتب بالرغم من عدم توفر بعضها الا ان جمعية الهلال الاحمر وعدتنا بتوفيرها في القريب العاجل.
تعاون الاهل وتدريبهم تقول آمنة راشد مديرة مركز التدخل المبكر: كانت بدايتنا سنة 96م بقسم الاعاقة البصرية الذي عملنا من خلاله على تعليم الاطفال منذ ولادتهم وحتى سن 4 سنوات على مهارات معينة للاستعداد للمدرسة مثل مهارات الحركة لتنمية الجانب الحسي للطفل والمهارات الاجتماعية والكتابة بطريقة «برايل» كما نقوم بتعليم الاهل الوسائل الكفيلة بالتعاون معنا في هذا الجانب ثم نأخذ الاطفال وندمجهم في رياض الاطفال بصورة طبيعية كما عملنا على تهيئة المدرسين والادارة والاهل والطفل نفسه لهذا الاندماج.
وعن ابرز المعوقات التي واجهتهم في عملية الاندماج تقول مديرة المركز: في بداية كل سنة لابد ان تواجهنا بعض العقبات مثل عدم تقبل بعض المدارس بفكرة الدمج باعتبار ان الطالب المكفوف قد يكون التعامل معه صعبا اضافة الى عدم وجود الكتب الخاصة به الا ان هذه المشكلة تم حلها بواسطة جمعية الهلال الاحمر التي قامت بتوفيرها للطلبة المكفوفين لمواصلة مسيرتهم التعليمية بشكل طبيعي.
وتشير ابتسام بوزنجال ـ معلمة في مركز التدخل المبكر والمشرفة على متابعة الطلبة المكفوفين داخل المدارس الى ضرورة الطفل الكفيف داخل المدارس مع الطلاب الاسوياء وذلك للتخلص من المشاكل الاجتماعية التي تواجهه داخل مراكز المعاقين وتقول الاطفال في هذه السن المبكرة لابد من تعليمهم كي يتم تعديل سلوكياتهم وتصرفاتهم من خلال كيفية الحركة والتصرف اللائق اثناء الكلام فالكفيف انسان سوي قادر على ابراز ذاته وما بداخله من خلال ادماجه مع الآخرين داخل المجتمع.
رأي علم النفس يقول محمد الحمادي الاخصائي النفسي: ان الانسان في تفاعله الاجتماعي يسلك سلوكا اجتماعيا مدفوعا بحاجات اجتماعية ويتأثر باتجاهاته النفسية وقيمة المتنوعة التي يكتسبها من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والمؤسسات المختلفة (كالاسرة والمدرسة والاعلام وجماعات الأقران...)، والانسان له قيمة وله دور سواء كان انسانا طبيعيا او معاقا ويختلف المعاق عن الانسان الطبيعي في فقدانه لاحدى حواسه لكن ذلك لايؤثر في دوره في الحياة، فالكفيف انسان معاق لايبصر ولكن قد تكون بصيرته اقوى من نور البصر الذي فقده ويستطيع ان يحيا حياة طبيعية كغيره من الناس.
ماهو دور المعلم عند وجود طالب معاق بصريا في الفصل ؟؟
من حق أي طالب كما هو معلوم أن يتعلم جنباً إلى جنب مع نظيره في فصل واحد وهـــــذا الحق بطبيعة الحال يحتاج مثابرة و إبداع من قبل معلم الصف وخاصة عند وجود طالب أو طــــــــلاب معاقين بصرياً في نفس الفصل .
من هنا سوف نوجز مهام معلم الفصل عند وجود طلاب معاقين بصرياً :
1- ضرورة أن يشارك الطالب الكفيف في جمــيع الأنشطة الطلابية في الفصل أو خارجــــه كالـــــتربية الرياضــية والتربية الفنية و العلوم ……..الخ وذلك بتزويد المدرسة بالأجـــــــــه زة والوسائل الخاصة بالمعاقين بصرياً.
2-لتعزيز استقلالية الكفيف’ يجـــــــب أن يعتمــد على نفسه قدر الإمكان ويلاحظ وجوب تنمية قبول المســـــــــاع دة من الغــــير في بعضالأحيان .
3- لا تدع فرصة للغير أن يســـــــخر من الطالب الكفيف و موقفــــــك الإيجابي نحوه يشجع الآخرين أن ينحوا نفـس الاتجاه .
4- من الأفضل أن يجلس الطلبه المعاقين بصرياً في المقاعد الأمامية للصــــــف لقرب وسماع توجيهات المعلم .
5- شجع الطالب الكفيف على التجول داخل الفصل لأخذ حاجياته .
6- طبق نــفـس الأنظمــــــــة علــى الطلبه المعاقين بصـرياً كمـا تطبقـــــــــها على نظرائهم المبصرين ســواء توجيـــهاً أو تشجيعاً مستخدماً العبارات الشفهية بدلاً من الإيماءات .
7- يكلف الطلبه المعاقين بصرياً بنفــــــــس الواجبات التي تعـــــطى لنظـــــــــــر ائهم المبصرين مع ملاحظة ضرورة تزويدهم بما يحتاجونه من وسائل كالطــــــــبعا ت المكبرة أو الأجهزة الخاصة حســـــــــب احتياجاتهم .
8- شجع الطالـب المعــاق بصــــــرياً على استخدام أدواتـــه الخاصــــة المعينــــــة كالمنظــــــار الصغيــــــــر أو جهاز أخذ الملاحظات أو الحاسب الآلي الخاص أو ما يتعلق بالتوجه والحـركة كالعصـــــى وغير ذلك .
9- شجع المعاق بصرياً بأخذ دوره القيادي في الفصل كأن يكون عريف الفصـل كما هو الحال بالنسبة لنظرائه المبصرين .
10- استشر معلم الإعاقة البصرية أو المشرف على البرنامج عمـــــا تجده من تصرفات من الطالب المعاق بصــــرياً في إيجاد الحلول المناسبـــة لمعالجـــــــــ ـــه بعـــــض السلوك .
11- يفضل أن يكون مقعـــــــد الطالب المـــــعاق بصرياً قرب مصـدر الضـــــــوء إذا كــان مكفوف جزئياً أو حســـب حالتـه حـــــــتى يساعده لاستخدام بعــــــــــــض المعيــــــــــ ـنات البصرية .
12- من الأفضل أن يجلس الطــــــالب المعــــاق بصرياً قرب نظيره المبصر في الفصل حتى يساعده على تدوين الملاحظــــات من على السبورة وغير ذلك . وإذا كان أكثــــــر من طالب معاق بصرياً فيفضل توزيعهــــــم في أماكن متفرقة في الفصل .
13-يشجع الطلبه المبصرين على التعاون مع زملائهم المكفـــــــوفين وكذلك يحــــث على تعليم القرناء فيما بينهم .
14- من المفترض أن يبدع المعلــم من ناحية إيصال المعلومــة للـكفيف و ذلك إما بتكيـيف المنهــــــــــ ـج أو اختراع الوسيلة الـمناسبـــة لتلائم احتياج الكفيف .
15- يحبذ أن يتم ترقيم صفـحات كتــاب المبصر لدى المعلم بما يمـاثلـــه في كتاب برايل لدى الطالب الكـــــــفيف ليتمكن من إيجاد الموضوع بسهوله ويسر .
16- التنسيق مع المشــــــــــر ف على البرنامج لإعداد الاختبارات النصفية والنهائية وذلك لكتابتها بطريقـــــه برايل قبل موعد الاختبارات بوقت كاف