الاحياء الفقيرة في اربد تزدحم بزيارات المرشحين الاثرياء

الاحياء الفقيرة في اربد تزدحم بزيارات المرشحين الاثرياء

الإثنين, 18 تشرين الأول 2010




سيارات فاخرة, وبدلات سموكنغ ومرافقون واتصالات هاتفية عبر الجوال لا تهدأ يكلف بالرد عليها اشخاص يتقنون فنون المجاملات, وما ان تتوقف السيارات وسط الاحياء الفقيرة داخل مدينة اربد /القصبة /الدائرة الاولى بفروعها الخمسة حتى يترجل منها مرشحون ,يتصنعون التواضع ويتحدثون الى فقراء عن حالهم واحوالهم بلكنة بدت عليها التصنع ايضا وذلك بقصد اقناع اصوات انتخابية في احياء فقيرة بان المرشح :منكم ولكم وان همه جزء من همكم , وجوعه جزء من جوعكم (!!) ولم يكن ترشيحي الا بقصد مساندة قضاياكم وحل مشاكلكم وفقركم وجوعكم .!!

وما ان يحط المرشحون الاثرياء اقدامهم على ارض احياء الفقراء في المدينة, حتى يخرج من بين زقاق الاحياء وخلف احواشها صبية يتراكضون خلف بعضهم, ملابسهم رثة , وقد بدت على ملامحهم شقاوة طفولة, وقسوة عكست مدى صبرهم على جوع تغول حتى اصبحت له قرون تحاول نطح احلام الصغار وهم ينظرون الى سيارت سوداء فارهة, ويضمرون في دواخلهم احلام طفولة تتمثل في اثمان كتب ومستلزمات المدرسة ومصروفها اليومي, وثمن خبز لوقف تمدد الجوع, وكرامة تبتسم على شفاه تلقي اسئلة مشروعة.

ازاء هذا المشهد الواقعي الذي لم نأخذه من اي نص روائي او قصصي, يطل متوسطو العمر من فئة الشباب في احياء المدينة الفقيرة بملامحهم الصلبة وقوامهم الخشبي المستقيم وثقافة سياسية وانتخابية عالية ليطلب منهم المرشحون الاثرياء الذين يتوددون الى الفقراء للوقوف معهم يوم الاقتراع الكبير غير ان الاجابة تجيء اسرع مما يتصور البعض: هل كنتم معنا فيما مضى او عرضتم مشاكلنا او عايشتم همنا ?. ليقع المرشح في دوامة حيص بيص يبحث عن اجابة مقنعة لكنه يبوء بفشل عظيم.

وتبعث الانتخابات النيابية الانتعاش في احياء الفقراء بزيارات مكوكية ودورية يستجيب لها الغالبية العظمى من المرشحين لثقتهم بثقل هذه الاحياء التي تتوزع في دوائر اربد الانتخابية الاولى بفروعها الخمسة وبنسب تختلف من حي الى حي ومن دائرة الى اخرى.

وجريا على العادة لم يترك الباحثون عن الاصوات في محافظة اربد بدوائرها الانتخابية التسع في القصبة والالوية والريف التابع لها شاردة ولا واردة في الحديث عن احتياجات الناس وهمومهم بكافة تفاصيلها وجزيئياتها الصغيرة الا وتطرقوا لها بما في ذلك بالطبع القضايا السياسية العالقة وكان ابرزها: لم شمل الامة العربية, وتحرير فلسطين من النهر الى البحر وطرد الاحتلال الامريكي من العراق, والتعليم الجامعي المجاني, وحل مشكلتي الفقر والبطالة, ومحاربة الفساد باشكاله, والعمل على تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة في التوظيف!!

هذه الشعارات كانت عرضة للتساؤلات من قبل الناخبين بمختلف مستوياتهم الثقافية والمعرفية حول صدقية رافعيها وخاصة اولئك المجربين في مجالس نيابية سابقة وفق ما يؤكده البعض من ابناء المدينة في احياءها الغنية والفقيرة.

ولم تفلح جهود الوسطاء من المفاتيح الانتخابية في دوائر اربد الفرعية الخمس المنبثقة عن الدائرة الاولى/قصبة المدينة في ثني مجاميع الناخبين في عدد من الاحياء من طرح اسئلتهم المحرجة والكشف عن المستور في كثير من المسائل التي ادت الى مفاجأة مرشحين جراء اسئلة كانت حتى وقت قريب حصرا على السنة النخب السياسية ممن يشكلون قوة عارفة ببواطن المخبوء وكشفه.

وانبرى العديد من الناخبين في احياء المدينة الفقيرة في الدفاع عن قناعتهم بالمرشح الذي يريدون وضمن مواصفات تحمل مفاهيم الصدقية والميل الحقيقي نحو قضايا الفقراء والناس من دون انحياز الى مصالح المرشحين الشخصية, وبلغة اقرب ما تكون الى الثورية الفلسفية في طرح الاسئلة وتجاوز خطوط كانت حمرا فيما مضى, يحاور ناخبون مرشحين حلوا ضيوفا على الاحياء الفقيرة بعد انقطاع طال امده, ورفض وتسويف سابق في مد يد العون لهذه الاحياء التي يعصف فيها الفقر ويشكل عنوانها الابرز.

وتبدو علامات الحرج بادية على وجوه العديد من المرشحين في دوائر اربد التسع عموما وقصبة اربد /الدائرة الاولى خصوصا بعد موجة من النقد السلبي والاسئلة المحرجة حقا في حق المرشحين وخاصة من كان لهم تجربة نيابية سابقة وانجازاتهم في المجالس التي شغلوا فيها مقاعد نيابية في المجالس السابقة: الخامس عشر والرابع عشر والثالث عشر واعلنوا نيتهم لخوض انتخابات مجلس السادس عشر.

وترى الغالبية ممن ينتمون الى اندية الفقراء بفروع الدوائر الانتخابية الخمس في دائرة اربد الاولى, انتخابات مجلس النواب القادم يخيم عليه مصالح شخصية والبحث عن وجاهات دون تقديم اي ايضاحات.

امام حرج الاسئلة, يضطر المرشحون لمغادرة المكان على وجه السرعة قبل ان يتم امطارهم باسئلة اكثر حرجا وصراحة جارحة, غير ان اطفال الحارات الفقيرة يعيقون بشقاوتهم حركة السيارات الفارهة مما يدفع بالمرشح ل¯: ملاطفتهم لاحتواء موقف مع الصغار يمكن ان يكون احتواؤه صعبا مع الكبار.

وتشكل احياء الفقراء في قصبة اربد/ الدائرة الاولى كما هو الحال في غالبية دوائر المملكة ابرز اماكن استقطاب المرشحين من اجل نيل القدر الممكن من اصواتهم الانتخابية وتعتبر دوائر اربد الفرعية الخمس في الدائرة الاولى/قصبة المدينة احد اسخن الدوائر في دوائر اربد الانتخابية البالغ عدها تسع دوائر رئيسية و12 دائرة فرعية (اربد الاولى 5 دوائر فرعية والدائرة الثانية لواء بني عبيد دائرتين فرعيتين ومقعد مسيحي ,والرابعة لواء الرمثا دائرتين فرعيتين والخامسة لواء بني كنانة دائرتين فرعيتين فيما خصص للالوية: للدائرة الثالثة /لواء المزار الشمالي ,والسادسة الكورة والسابعة الاغوار الشمالية والثامنة الطيبة والدائرة التاسعة الوسطية مقعد لكل لواء).

ويبلغ عدد الناخبين في دوائر محافظة اربد كافة نحو 470 الف ناخب وناخبة ومخصص للمحافظة 17 مقعدا نيابيا.