العلاقة بين الغذاء والسرطان.. أين الحقيقة؟

يستحيل أن يمر يوم من دون أن نقرأ أو نسمع عن أن هذا الصنف من الطعام أو ذاك النوع من الشراب يحارب السرطان.. واحد يمنع الإصابة به وآخر يقضي عليه، إذا وجد، وثالث أكثر تواضعاً فيكتفي بتأجيله.
الكتب التي تتناول هذا الموضوع تملأ المكتبات، ومحتوياتها تمثل جزءاً رئيسياً من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية مع المتخصصين في العلوم الطبية والغذائية.. ومن يتابع ما يقال وينشر حول هذا الموضوع يتصور أن محاربة السرطان بل والقضاء عليه مسألة ممكنة بمجرد الإكثار أو التقليل من تناول هذا أو ذاك من أصناف الطعام أو الشراب.
المؤسف في الأمر هو أن المسألة ليست بهذه البساطة ولا بد من التمعن في الحقائق التي تخفى على الكثيرين.
صحيح أن لبعض الأصناف الغذائية علاقة بتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، كما تقول الدراسات، لكن من المهم جداً التذكير بأن هذه الدراسات لم تخرج بعد من بين جدران المختبرات.. تجارب على الفئران وغيرها من الحيوانات.. وتجارب في الأطباق الزجاجية الصغيرة التي تملآ تلك المختبرات أثناء دراسات علم الأوبئة وما يتعلق بهذا العلم.
الأمور في غالبيتها لا تزال في مرحلة النظريات المجردة، كما هو الحال في علوم الرياضيات.. إذا تناولنا الصنف «أ» والصنف «ب» لعدد من السنوات ويرمز لها بالحرف «ج» تكون النسبة المئوية لتقليل السرطان «س» مقابل أولئك الذين لا يتناولون هذين الصنفين أو لا يمارسون الرياضة طوال الفترة ذاتها.
ويبقى الحرف «س» هو المجهول الأكبر.

لا ضمانات
أين الضمانات إذًا؟
لا ضمانات على الإطلاق.. وقبل الدخول في مزيد من التفاصيل لا بد من الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية، فالعديد من رواد نظرية محاربة السرطان بالغذاء ماتوا بالسرطان!
ولعل من أبرز هؤلاء الأميركية ذات الأصل الياباني إيفلين كوشي ومن بعدها ابنتها ليلي فكلتاهما ماتت بالسرطان.. في حين أن ميشيو كوشي زوج إيفلين وهو مؤلف أكثر من سبعين كتاباً عن العلاقة بين الغذاء والسرطان قد خضع لأكثر من عملية جراحية لاستئصال أورام سرطانية من معدته وأمعائه.
كذلك فصاحب نظرية الغذاء خير دواء جورج أوساوا وهو ياباني أيضاً مات بالسكتة القلبية، وكان أفراد أسرة كوشي قد تتلمذوا على يديه قبل أن يهاجروا إلى الولايات المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية.
في البداية لا بد من توضيح نقطة في غاية الأهمية.. فللعديد من أسباب السرطان علاقة بالبيئة المحيطة بالإنسان وبالذات التدخين والتعرض الزائد على حده لأشعة الشمس ومخاطر المكونات الكيميائية والأبخرة في مجال العمل وداخل السكن أيضاً.. وبالتالي يبقى تجنب هذه الأسباب أفضل استراتيجية للوقاية من الإصابة.
وفي ما يلي بعض المعلومات الطبية المؤكدة عن بعض الأصناف الغذائية التي يبدو أن لها علاقة بالسرطان وتقليل احتمالاته:

حمض الفوليك
بداية.. الفوليك هو عبارة عن فيتامين B9 محلولاً في الماء وهو جزء من أسرة الفيتامين B-complex المعروفة كمجموعة بقدرتها على منع المكونات السرطانية. ويقول المتخصصون ان العلاقة بين حمض الفوليك والسرطان معقدة للغاية لكن الأشخاص الذين تقل في غذائهم نسبة هذا الحمض ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بالسرطان، في حين أن ارتفاع نسبة الفوليك لا تمنع بالضرورة الإصابة بالسرطان.
ويوضح العلماء هذه النقطة بالذات بالقول ان انخفاض نسبة الفوليك في الغذاء يمكن أن يؤدي إلى السماح للأورام السرطانية بالتواجد والنمو من دون رقيب أو حسيب. ومن المعروف أن الخضروات ذات الأوراق الخضراء كالفاصوليا والبازيلا غنية بحمض الفوليك وكذلك الحال بالنسبة للعدس أيضاً.

الزنجبيل والزعفران والكركم
جميع الأبحاث المخبرية تؤكد أن للكركم قدرة كبيرة على القضاء على الخلايا السرطانية وبسرعة أيضاً.. كما أن للزنجبيل الذي يعطي مذاقاً مميزاً لمختلف أصناف الطعام فوائد كثيرة في هذا المجال هو الآخر، إذ انه معروف منذ مئات السنين بقدرته على محاربة الالتهابات.. ومؤخراً أضيفت إلى مزاياه قدرته على إبطاء نمو الأورام السرطانية.. في المختبرات وعلى حيوانات التجارب أيضاً.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة سارعت المئات من الشركات لتصنيع عقاقير ومقويات من هذه الأصناف.. لكن الفائدة الحقيقية تبقى في تناول هذه الأصناف بحالتها الطبيعية وليست كعقاقير مصنعة... بوجودها في المطبخ بدلاً من صيدلية البيت.

فيتامين «د»
هذا الفيتامين ليس صنفاً غذائياً لكنه نوع من الهرمونات الأولية التي يبدو أن لها تأثيراً على نمو الخلايا السرطانية. وهناك المئات من الدراسات والأبحاث التي أجريت على البشر تتحدث عن أن هذا النوع من الفيتامينات يعمل بقوة على تقليل احتمالات الإصابة بسرطان القولون وسرطان الثدي، كما أنه يرفع احتمالات الحياة أمام المصابين بسرطان الرئة.
ويقول المتخصصون ان السبب أو الأسباب الحقيقية وراء هذه التأثيرات غير معروفة تماماً حتى اليوم، لكن غالبية هؤلاء المتخصصين باتت مقتنعة بأن نسبة قليلة من البشر تحصل على ما تحتاج إليه من هذا الفيتامين عن طريق أشعة الشمس والمواد الغذائية التي نتناولها.
ويضيف هؤلاء ان النباتات المحتوية على فيتامين «د» قليلة جداً في حين أن مصادره الرئيسية كالأسماك والسردين والسلمون والماكاريل تأتي من البحار والمحيطات.

التوت
يحتل التوت وبقية أفراد عائلته، وبالذات الأنواع البرية، المركز الأول بين الأصناف التي يقال انها تحارب السرطان. وهذه الأصناف تشمل الفراولة ( الفريز ) والعليق والرمان. كما ينضم إليها الجوز بكل أنواعه.
فجميع التجارب والدراسات تؤكد أن لعائلة التوت فوائد صحية كثيرة جداً بسبب احتواء غالبية أنواعه، وليس جميعها، على حمض ellagic الموجود أيضاً في الكثير غيره من أصناف الخضروات والفاكهة.. وهو حمض غني بالمواد المضادة للأكسدة التي تمنع نمو الأورام.

الشوكولاتة
يمكن القول من دون الخوف من الاتهام بالمبالغة ان الشوكولاتة تحتل المركز الأول بين غيرها من الأصناف في عدد الدراسات والأبحاث التي أجريت عليها لمعرفة أضرارها أو فوائدها خاصة بعد ملاحظة أن سكان أميركا الجنوبية، حيث تنمو شجرة الكاكاو التي تستخرج منها المادة الرئيسية في تصنيع الشوكولاتة يكثرون من تناول نبتة الكاكاو، وأنهم يتمتعون بصحة أفضل من أولئك الذين لا يتناولون هذه المادة أو لا يكثرون منها.
ومن المفيد القول ان كل الدراسات تؤكد أن للشوكولاتة فوائد جمة، لكن من المهم جداً التمييز بين مئات وربما آلاف الأصناف مما يوجد في الأسواق.. فالفوائد المؤكدة تأتي من الشوكولاتة السوداء أي تلك التي تبلغ نسبة الكاكاو في تركيبها %70 أو أكثر.. لأن المواد السكرية المضافة لإعطائها مذاقاً مميزاً ومقبولاً بدلاً من مذاقها المر تفقدها معظم فوائدها.
ويكمن السر، كما تؤكد الأبحاث والدراسات في احتواء نبات الكاكاو على مادة كيميائية تسمى catechins يبدو أنها توفر حماية ضد الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسرطان.

الفاصوليا والعدس
أضف القليل من الزنجبيل أو الكركم أو التوابل إلى أي من هذين الصنفين لتحصل على وجبة غنية جداً بالفوائد الصحية.. فالعدس وكذلك الفاصوليا والبازيلا جميعها غنية بمواد كيميائية تسمى phytochemicals أظهرت تجارب المختبرات قدرتها على إبطاء أو منع الأضرار التي يمكن أن تصيب الحمض النووي DNA الموجود في الخلايا، وهذه الأضرار هي أساس تكون السرطان.
وتلعب الألياف الموجودة في هذه الأصناف دوراً مساعداً في تراكم الفوائد الصحية، إذ انها تقلل مخاطر الإصابة بسرطان الجهاز المعوي كسرطان المعدة أو القولون أو الأمعاء.
لكن الفوائد الصحية الحقيقية تكمن في طريقة إعداد هذه الأصناف.. فالطريقة الهندية والإكثار من التوابل والتقليل من اللحوم هي الأفضل كما يقول المتخصصون الأميركيون.

الخضروات داكنة الخضرة
تتداخل أصناف هذه الفئة وتتشابك مع أصناف الفئة السابقة (الخضروات الصليبية) وتضم أيضاً الشمندر (البنجر) والسبانخ وهي غنية، بالإضافة إلى ما ذكر في الفقرة السابقة، بالعديد من المواد الكيميائية الصفراء المضادة للأكسدة، وهي قادرة على منع الأورام السرطانية في مراحلها المبكرة من النمو.. كما أن هذه الأصناف غنية بحمض الفوليك.
وهناك نوع من الشمندر يسمى الشمندر البلجيكي من السهل جداً زراعته في أصيص بحيث يمكن قطع أوراقه كل عدة أيام لأنه ينمو بسرعة كبيرة، وكلما كانت الأوراق طازجة وخضراء صار مذاقها ألذ.

الشاي الأخضر
منذ عشرات السنين لوحظ أن اليابانيين أقل من غيرهم إصابة بالعديد من أنواع سرطان الجهاز المعوي، وهناك من يربط هذه النتيجة بإكثارهم من تناول الشاي الأخضر بمذاقه الحاد والمميز، خاصة بعد أن أظهرت الأبحاث أن هذا الشاي يحتوي على أحماض ملحية تسمى gallate ومواد قابضة تسمى catechins وهي مواد تتميز بقدرتها على إبطاء أو إعاقة نمو الخلايا السرطانية.
وفي الوقت ذاته، تبين أن نسبة إصابة اليابانيين بالأنواع الأخرى من السرطان هي ذاتها النسبة المسجلة لدى غيرهم من الشعوب.
واعتماداً على هذه الحقائق يهرع الكثيرون لشراء الأصناف التجارية من الشاي الأخضر من دون أن يعرفوا أن هذه الأصناف لا علاقة لها بالشاي الأخضر الحقيقي ربما إلا في الاسم. فهذه الأصناف عبارة عن مزيج من عدة أنواع من الشاي للتخلص من المذاق الحاد للشاي الأخضر الحقيقي.
ومن المهم جداً ملاحظة أن الشاي العادي الذي نتناوله (الأسود) يفقد المواد القابضة والمفيدة جداً أثناء الغلي والتخمير، كما أن نزع الكافايين من الشاي عن طريق غسله يفقده أيضاً هذه المادة.

الخضروات الصليبية
الأصناف التي تندرج تحت هذا العنوان كثيرة جداً لكن أبرزها الملفوف والقرنبيط (الزهرة) والكرنب (اللفت) والبروكولي والسلق والخردل والجرجير والفجل والبقلة. وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن لنباتها أربع أوراق تنمو على شكل صليب.
وتؤكد الأبحاث والتجارب أن هذه الأصناف غنية، لكن بدرجات متفاوتة، بمكونات كيميائية مضادة للسرطان مثل الكبريت والميثان والسيلينيوم وهو العنصر الكيميائي الرابع والثلاثون.
وحول هذه الأصناف هناك ملاحظة في غاية الأهمية لا بد من التركيز عليها وهي أن فوائدها تكمن، كما يقول المتخصصون في عملية المضغ نفسها أكثر مما هي في عملية الهضم، فكلما طالت فترة المضغ انطلقت كمية أكبر من هذه المكونات المفيدة.. وعلى هذا الأساس يستحسن عدم الإطالة في عملية طبخ هذه الأصناف.



الزنجبيل

فيتامين «د»


التوت

الشوكولاتة


الفاصوليا والعدس

الخضروات داكنة الخضرة


الشاي الأخضر

الخضروات الصليبية

اكيد اصبحت علاقة قوية جدا" وخصوصا" منذ سنوات ليست ببعيدة ,علمنا المتحضر قلب كل موازين الغذاء ,من أجل المتجارة بأرواح الناس ,,واسباب عديدة اخرى منها المبيدات الحشرية ,تغيير الجينات بأساليب علمية رخيصة ....

كل شئ اصبح بمتناول الكيماويات التي زجت بكل انواع الضار والواكة وغيرها ,,كل شئ مسرطن والله الحافظ,,, بالامس كنا نأكل حبة البندورة نعرف طعمها جيدا كحليب امهاتنا كذلك الخيار لكن حسبي الله ونعم الوكيل!!!
هناك انواع من السرطان وراثية أتت من الجهل اساسا"
,, اما السرطانات الحديثة هي الطامة الكبرى لكل الاجيال والله الحافظ طبعا".

اصبحو يتاجرون بنا بالجملة ,,,,آة يا وطن !!!!!

والله يا وعد احنا الي بنذبح بهالوطن والله غالي لكن هل نحن بغلاوة الوطن هنا السؤال؟

العلاقة بين الغذاء و السرطان في منه جزئية كثيرا من الاطعمة اثبت علميا تسبب السرطان و الله اعلم تبقى دراسات و لكن لا ننسى هناك انواع اخرى مسببة للسرطان عن طريق السوائل و العوامل الاخرى الملوثه بسموم انتجها الانسان . و نشاهد نسبة متزايدة و تتزايد في عدد المصابين خصوصا على المستوى المحلي و العالمي . و الله يشافي كل مريض فالعلم يتقدم ليكشف الدواء , و لكل داء دواء

اكيد والله يحمي الجميع
وشكرا" لمرورك