المناره المضيئه

الفتاة الصغيره


جدي ما حكاية تلك المنارة التي تقبع على الساحل منذ و قت طويل ,

و هي مهجورة إلى الآن ,و أمي تذهب كل يوم جمعة و تضع الزهور على القبر

الموجود تحتها , و قد كتب أسم غريب و كلمات على جدرانها بلغة غريبة ,

لا أحد في القرية يتقنها , يحكى أن هذا الأسم قد كتبته فتاة , كانت تعيش في

القرية هي و جدها , كانت دوماً تشعل المنارة , لكن شيئ ما قد حدث , و لا أحد

منا يعرف ماذا حدث .


الجد

الصغيرة , تكاد لا تنفك عن السوال عن تلك المنارة ماذا أفعل ,

ماذا أخبرها , قد أحترت فعلاً , يا أيتها السماء أنقذيني من محنتي ,

أن الصغيرة قد لا تتحمل أن أقول لها قصة تلك المنارة , و لماذا هي مطفئه

منذ زمن بعيد , الفتاة الصغيرة رقيقة جداً , مشاعرها مثل بتلات الزهور

إي نسيم خفيف , قد يطيح بها و يأخذها مني إلى البعيد , الفتاة الصغيرة

حالمة , قد لا تنفك عن التفكير بها , لو أخبرتها قصتها. ...............,.



الشاطئ

أخذت الفتاة الصغيرة -ككل يوم إلى الشاطئ - , فأخذت تلهو فرحة , تلعب مع

كلبها الصغير التي قد أسمته بارون , لا أعلم لماذا أختارة هذا الأسم بذات ,

لعلي سأسئلها في ما بعد عن سبب أختيارها لهذا الأسم ,............ ,.

الفتاة الصغيرة " جدي , جدي , تعال و لعب معي أنا و بارون " ,

الجد " لقد كبرت على اللعب يا صغيرتي " .

الفتاة الصغيرة " آه يا جدي قد أقتربنا من المنارة , أخذتنا قدمينا أليها " .

الجد " حسنا ً بنيتي , سأخبرك بقصتها, عندما كنت في نهاية عقد العشرين

من العمر , كان هناك طفله صغيرة تشبهك و بجمالك تسكن في المنارة هي

وجدها العجوز , و في يوم من الأيام , و جدت هذه الفتاة زجاجة ملقاة بجانب

المنارة , ساقها الموج أليها , و في الزجاجة رسالة كتبت بلغة غريب,

مثل تلك اللغة المكتوبة على جدار المنارة , فأخذت الزجاجة إلى جدها

الحكيم , لأنة الوحيدالذي كان يتقن لغات عدة , في قريتنا الصغيرة ,


كان محتوى الرسالة :-

منذ زمن طويل و أنا أتيه في البحار الظلمات , لم أعد أذكر معالم

اليابسة ,............., و يا من تجد رسالتي هذه أن أستطعت أن تهديني إلى

الطريق ,للخروج من بحار الظلمات , سأعطيك قارورة الدواء السحريه التي تشفي

جميع الأمراض ."

الفتاة الصغيرة " جدي هل هذا الدواء موجود بالفعل! " , العجوز " نعم يا عزيزتي ,

دعني أكمل لك , كان حلم تلك الفتاة الصغيرة بأن تستطيع التمكن من النهوض

على قدميها , و الجري , فقد كانت مقعدة .


الصغيرة بالهجة شديدة الوطأه على أذني العجوز , و بأستغراب و سذاجة بالغة "

كيف مقعدة , لم تخبرني ذلك من قبل " , الجد بهدوء " يا بنيتي دعيني أكمل ,

فأحضرت الفتاة رقعة من الورق و كتبت عليها ( يا أيها البحار , أنا أسمي إليسار ,

قد وجدت رسالتك - قد كانت الفتاه بعد ما وجدت الزجاجة تعلمت من جدها

تلك اللغة الغريبة - فتبع الضوء الصادر عن المنارة ) , و كانت كتبت تلك الرسالة

بنفس تلك اللغه بعدها ألقتها في البحر , و بعد ذلك أخذت الفتاة عهداً على

نفسها بأن سوف تنقذ ذلك البحار , و تذهب كل ليلة هي و جدها و تشعل المنارة ,

و بعدها تخرج بكرسيها المتحرك إلى الشاطئ , و تنادي بأعلى صوتها ,


" يا أيها البحار هذا ضوء النارة فهتدي به , لتصل إلى بر الأمان , يا أيتها السماء

أوصلي ضوء النارة أليه , و من ثم آتيني به " , أنقضت السنوات, و إليسار

أصبحت في الثامنة عشر من عمرها , و ما زالت تعمد إلى المنارة , و تردد نفس

الكلمات , كان البحار قد و صلته رسالة إليسار , و يشاهد ضوء المنارة , من البعيد ,

و كلما كان يقترب منه , تخرج الشمس بأشعتها الذهبية و تظلله الطريق ,

و أخيراً يقترب البحار , من شاطئ إليسار , لكن في تلك الليلة أتت عاصفة قويه ,

فلم تستطع إليسار الخروج , إلا أنها تقاعسة و فقدت عزيمتها المعتادة للخروج إلى

المنارة و أشعال ضوئه لكن البحر الثائر , أتى على سفينة البحار , و بعدها بأيام و جد

جدك زجاجة الدواء و رسالة كانتا كلتاهما , بيد البحار و هو ملقى صريعاً على الشاطئ ,

فذهب جدك إلى إليسار فأعطاها زجاجة الدواء , فبكت إليسار بكاء شديد , و كتبت

رسالة البحار على جدار المنارة , نعم بنيتي إليسار هي أمك , دعي الدمع يخرج

من عيناك يا ديالا , لا تحبسيه ."


ديالا

" قد أخذت عهدا ً على نفسي بأن لا ينطفئ نور المنارة يوماً ,

مهما حصل , و بأن لا أتقاعس و لا يدخل اليأس قلبي يوما ً .



و قفة

يا أيها البحارة هذا ضوء المنارة أهتدوا به لتصلوا إلى بر الأمان ,

الفجر سيخرج يوما ً , مهما طال الظلام بهمم الشباب و عزائمهم القوية ,

يا أيتها السماء رديهم لنا سالمين , فلا تفقدوا الأمل يوما ً , بفقداننا

الأمل نطفئ قلوبنا و قلوب من حولنا , و البحار كان كل الأمل عنده بأن يرى

ضوء الفجر يشرق يوماً على أرض العروبة و ما زال .


بقلمي الذي ينزف صامتاً

* قد سبق لي أن نشرتها في أحد المنتديات *