صيام (العصافير) طرق لترغيب الاطفال على اداء الفريضة
يهيئ والدا الطفل كريم 8 أعوام لاداء فريضة الصيام بتعويده على صيام ما يعرف ب ( درجات المئذنة) اي التوقف عن تناول الطعام من الفجر وحتى رفع آذان الظهر طيلة ايام شهر رمضان المبارك .
وتحرص والدته على تجهيز مائدة افطار شهية عندما يحين وقت اذان الظهر للايذان له بانهاء صيامه ، وما ان ينتهي من تناول طعامه حتى يحصل على هدية بسيطة تشجيعا له على صيام اليوم التالي .
يجعل والدا كريم صيام ابنهما محور حديثهما في ليالي السهرات الرمضانية او اثناء موائد الافطار التي تجمعهم مع العائلة والاحبة ، وقدرته على تحمل الجوع والعطش وعدم اثارة المشكلات مع اقرانه وعلى مسمع منه .
يؤكد رئيس قسم علم الإنسان (الأنثروبولوجيا ) في جامعة اليرموك الدكتور محمد الطراونة لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) ، ان تعويد الاطفال في سن مبكرة على الصيام ، يعد جزءا من التنشئة الاجتماعية التي تأتي في المراحل الاولى للطفولة .
ويعتبر انتقال قيمة الصيام للفرد من جيل الى جيل سمة مقبولة لدى جميع افراد الاسرة ، "لان صيام الطفل حتى غروب الشمس امر غير مقبول ،" لذلك يُطلق الاهل تسميات على تدرج صيام الاطفال وتعويدهم على اداء هذه الفريضة بقصد التكيف مع السلوك" حسب قول الطراونة .
ويحذر من إجبار الاطفال على الصيام او استخدام اسلوب الترهيب الذي يخلق العداء لسلوك الصيام عند الكبر ، " حيث انهم يميلون الى الاستقلال بشخصياتهم عن الوالدين " ، داعيا الى اعتماد اسلوب الترغيب بوسائل مختلفة مادية ومعنوية للتكيف مع هذه العبادة.
تصر زين التي تجاوزت ما يعرف ( صيام العصافير)" وبدات الصيام حتى رفع اذان العصر ، على ترتيب غرفتها بنفسها وبمساعدة والدتها في التجهيزات المطبخية البسيطة التي تناسب سنوات عمرها العشر .
وتحرص زين على التحدث مع اشقائها الصغار عن مشاعرها الجميلة خلال ساعات صيامها ، وتشجعهم على الصيام لساعات قصيرة تتناسب واعمارهم ،"ولا تخبر والديها عندما تشاهد اشقاءها الصغار يشربون الماء او يتناولون الحلويات خلال الساعات الصباحية القليلة التي يصمدون فيها دون شراب او طعام " .
يؤكد استاذ الفقه واصوله في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور عبد المجيد الصلاحين أن فريضة الصيام حسب تعاليم الدين الاسلامي تفرض لمن وصل سن البلوغ ، قائلا " يصعب تحديد سن معين لذلك " .
ويطلب من الاهل حث ابنائهم على الصيام لبعض الوقت لغاية رفع اذان الظهر او العصر حسب قدرة الطفل وعمره وبنيته الجسدية ، او صيام ايام وترك ايام اخرى ، حتى يترسخ مفهوم سلوك الصيام للطفل ويصبح عادة وجزءا من السلوك عندما يبلغ سن البلوغ الذي يفرض عليه الصيام يوما كاملا .
ويؤكد ضرورة اعتماد اسلوب الترغيب من قبل الاهل تجاه اطفالهم من خلال تقديم الحوافز المادية على شكل هدايا مفيدة للطفل ، او عن طريق الدعم المعنوي بتشجيعه لفظيا بالثناء عليه او التجهيز للاحتفال به كلما انتهى من صيام عشرة ايام او وقت اطول ، واعتماد اسلوب الوعظ غير المباشر " والثناء على من هم في مثل سنه على صيامهم "، وتشجيع الغيرة الحسنه المحمودة بين الاطفال على السلوكيات والاخلاقيات الانسانية .
ويعتبر الدكتور الصلاحين ان التدرج في التدريب على الصيام يكون من عمر خمس سنوات ، محذرا من استخدام العقاب والترهيب لحث الصغار على الصيام " لان اداء الفرائض ومنها الصيام يجب ان تكون عن قناعة ".