اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

  ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Princess

Princess



  ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة  Empty
مُساهمةموضوع: ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة      ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة  Icon-new-badge14/4/2013, 01:40

ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة

ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي يويتوب

ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي يويتوب ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي يويتوب ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي يويتوب

ديك الجنِِّ واسمه عبد السلام بن رغبان شاعر سوري مولود عام (161 هجري) في مدينة حمص في سوريا،وتوفى عام (236 هجري).

ديك الجن الحمصي، وصل شعره مفرّقاً في كتب الأدب والنقد والتراجم، يدلّ سياقها على أنها منتزعة من القصائد الأمّ ومن ديوان ديك الجن ،لتكون شواهد على موضوعات الكتاب التي أوردها. وأكاد أجزم أن الناقد (ابن وَكِيع التَنيسي)، كان يضع أمامه نسخة من ديوان ديك الجن الحمصي، عندما ألف كتابه (المنصف في نقد الشعر) الذي درس فيه شعر المتنبي، وتتبع سرقاته الشعرية وأعادها إلى مواطنها، ولقد كان شعر ديك الجن من أهم المواطن التي سطا عليها المتنبي. وما ينطبق على ابن وكيع، ينطبق على (السريّ الرفّاء) في كتابه (المحبّ والمحبوبّ)() الذي تناول فيه الخمر وأوصافها في الشعر. إنه لا يستطيع أن يتخيرّ ما تخيّره إلا من ديوان يسمح له باختيار الشاهد المناسب على موضوعه المحدد. لقد تقصّيت طويلاً أثر هذا المخطوط الضائع، ولكنني لم أستطع الوصول إليه حتى الآن، مما يدفعني إلى الاعتقاد بأنه ضاع، مع ما ضاع من تراثنا، وإن كنت يخامرني الظنّ، أحياناً، أنه يرقد في مكتبة من المكتبات منتظراً اليد التي تنفض عنه غبار النسيان.

اسمه ومولده

ولد ديك الجن في مدينة حمص على نهر العاصي ب سورية، وفي واحد من أحيائها القديمة (باب الدُريب)، واسمه عبد السلام بن رغبان لقب بديك الجن وعاش في هذه مدينتة حمص حياته الحافلة التي امتدت قرابة خمسة وسبعين عاماً. ونستطيع أن نميز في حياته مراحل ثلاثاً، مع الانتباه إلى أن الحياة كل واحد يصعب فصله, عاش ديك الجن في طفولته حياة عادية، لم يأبه بها أحد، وليس هناك ما يميزه من أترابه، كما أن كتب التراث لا تذكر شيئاً عن طفولته. لقد أصاب هذه الطفولة من النسيان والتجاهل ما يصيب طفولة معظم المبدعين الذين لا يُلتفت إليهم إلا بعد ظهور مواهبهم وتأكُّدها. وما نستطيع الجزم به أن ديك الجن دُفع في طفولته إلى المساجد حيث المعلمون والعلماء، وحيث حلقات الدرس والبحث. ولقد انسحبت هذه الفترة على طفولته ومراهقته وصدر شبابه، لأن آراءه وشعره ينطقان بتحصيل كم وافر من مختلف علوم عصره.

ولقد سارت حياة عبد السلام، في مرحلة شبابه، على صورة واحدة لا تتخطاها ولا تحيد عنها، وكانت اللذة المادية في شتى أشكالها وألوانها هي المكوّن الأساسي لهذه الصورة. لقد انكب على اللذات انكباباً مطلقاً فأدمن معاقرة الخمر ومطاردة الفتيات والنساء والغلمان، جرياً وراء اللذة المادية الجسدية، ولم يعرف الحب الإنساني الذي ينهض على أساس من العواطف النبيلة والمشاعر الرقيقة. كان لقاء ديك الجن بورد حادثة معترضة في مسيرة حياته اللاهية العابثة، ولكن هذه الحادثة لم تـنقض بسلام، بل مرت في حياته مرور العاصفة العنيفة التي انقشعت بعد حين مخلّفة وراءها خراباً لا يُعَمَّر، وكسراً لم تجبره يد الأُساة. لقد أحدثت شرخاً عميقاً في قلب ديك الجن، واستمر هذا الشرخ المتفجّع ينـزف مرارة وفجيعة، صابغاً أيامه بلون الدم المُراق، فكان لا يرى إلا الحُمرة، وكان لا يحسّ إلا بالوجع المرّ، ولا ندري كم امتدّت آثار هذه العاصفة في حياة الشاعر، وإلى أيّ مدى بقيت طريّة مُعْوِلَةً في ذاكرته، ولكن من المؤكّد أنه لم ينسها بقية أيامه, وأرجح الظن، في رأيي، أن ورداً واحدةٌ من جاراته النصرانيات أحبها ديك الجن، وأحبته، فأسلمت على يديه، وتزوجها. ولا غرابة في ذلك، ومثل هذه الحادثة يقع كثيراً في مجتمعاتنا المتسامحة، ولكن الغرابة تنبع من النهاية المأساوية الفاجعة لهذا الزواج. لقد انتهى بمصرع (ورد) بسيف زوجها، العاشق الغيور، فكان هذا الزواج وما رافقه من قصة حب فوّارة بالعواطف الإنسانية، ثم ما استتبعه من قتل مأساويّ، حدثاً فريداً في تاريخنا الأدبي.)، ويضيف المؤلف (عاش ديك الجن في أوساط أسرة متعلمة معروفة، تقلّب بعض رجالها في أعمال الدولة، كما أسلفت، فكان من الطبيعي أن يُدفع الصبي إلى المسجد، حيث حلقاتُ الدرس ومجالسُ العلماء. وفي المسجد تَلَقَّى علوم عصره، فوعى علوم اللغة والأدب والدين والتاريخ، وحصّل كَمّاً جيّداً من المعارف، كان موضع فخره، فهو يقول :

ما الذّنْبُ إلاّ لجدّي حين وَرَّثني علماً وورَّثَهُ مِن قبلِ ذاكَ أبي

ولقد انصبّ اهتمام ديك الجن على اللغة والأدب والتاريخ، وكان له منها مكوّناتٌ ثقافية ممتازة، ظهرت بوضوح في شعره. فوعيه لعلوم اللغة جعله مالكاً لناصيتها، قادراً على التصرّف بها، واستيعاب مفرداتها، وتوظيف دلالاتها المعنوية لإبراز أفكاره ومعانيه، مع سلامة من اللحن، وقدرة على ترتيب المفردات في أنساق لغوية سليمة، تجري على سنن العرب. كما قرأ ما وصل إلى عصره من آداب العرب السالفين، ووقف طويلاً عند الشعر الجاهلي عامّة، وشعر الصعاليك خاصة. وقد أعجب بالصعاليك وفلسفتهم القائِمة على التمرّد والرفض، بل لقد فاق صعاليك الجاهلية في تمرّده ورفضه، فرأى فيهم أطفالاً رُضّعا إذا ما قيسوا به. فهو القائل يصف نفسه:

وَخَوْضُ ليلٍ تخافُ الجِنُّ لُجَّتَهُ ويَنْطوي جيشُها عن جيشه اللَّجِبِ

ما الشَنْفَرَى وسُلَيْكٌ في مُغَيَّبَةٍ إلا رَضِيـعا لَبـانٍ في حِمىً أَشِبِ

لقد عاش ديك الجن قمة الثقافة والازدهار الحضاري في العصر العباسي، وكان على الشاعر أن يكون مثقفاً، مُلِمّاً بفنون عصره وعلومه، ليتمكن من السير في زحمة حركات الإبداع والتجديد، وقد استطاع أن يكون واحداً من شعراء عصره المثقّفين المبدعين والمجدّدين. ولا يخفى على العارفين التطوّرُ الكبير الذي وصل إليه فنّ الموسيقى في زمنه، وما استتبعه من تطور في فنّ الغناء، وانتشار المغنيّن والمغنيّات من كلّ لون وجنس.لقد خطّ هذا الفن لنفسه طرقاً واضحة المعالم، وكان له علماؤه ومجيدوه، وكان لـه عشاقه ومؤيدوه. وديك الجن واحد من عشاق الغناء والموسيقى، فالشعر والموسيقى فنّان متواشجان، وهما جناحا الغناء، وبهما ينهض، كما أنّ موسيقى الشعر عنصر هام من عناصر بنائه الفنيّ. أقبل ديك الجن على الغناء إقبال المشارِك المبدع، فتعلم العزف، وأتقن قواعد الغناء، ولقد غدا ما تعلمّه في هذا الباب، جزءاً من مكوّناته الثقافية والفنية. كان حسن الصوت، مجيداً للضرب (بالطُّنْبُور)، وكان يتغنّى بشعره، لنفسه، أو لندمائه الذين كانوا يتحلّقون حوله في مجالس الشراب، فيلتذّ بشعره وغنائه، ويلتذّ بما يحدثه من إعجاب في نفوس سامعيه).

إن تشيّع ديك الجن لا يعني أنه كان إنساناً متديّناً، مطبقاً لما أمر به الإسلام أو نهى عنه، لقد كان هناك انفصال تامّ بين انتمائه السياسي ومواقفه الدينية. يقول أبو الفرج على لسان ابن أخي ديك الجن : " كان عمّي خَليعاً ماجناً". (أما (تشكّكه) بوجود اليوم الآخر والحساب، فقد اتّخذ طابعاً أكثر حدّة، وصل به إلى الانفجار والتصريح بعدم إيمانه بالقيامة والبعث. وربما كانت هذه الحدّة نابعة من التمرّد والتحدّي، والتصدي للوعّاظ الذين يلاحقونه في كل مكان، مذكّرين بالموت والحساب، والجنة والنار. إنه في البداية يجنح إلى مناقشتهم مناقشة تنطوي على الكثير من الاضطراب والقلق والتردّد والشك، فإذا كانوا كاذبين في ادّعائهم بوجود الحياة الآخرة، فقد أَمِنَ ونجا من العقاب عمّا اقترفه من آثام، أما إذا صدقوا فإنه سينجو أيضاً، لأن الله هو الذي ابتلاه بهذه الآثام، وهو الذي سيسامح ويعفو، وما ذنبه فيما قدّر الله لـه ؟! ثم ينفجر بغتة، معلناً عدم إيمانه بالقيامة، قائلاً:

هيَ الدُّنيا وقد نَعِموا بأُخرىوتسويفُ النّفوسِ من السَّوافِ

فإنْ كذبوا أمنتَ، وإنْ أصابوافإنّ المبتليـكَ هو المعافـي

وأصدقُ ما أبثُّك أنَّ قلبـي بتصديقِ القيامةِ غيرُ صافي

إن هذا التصريح وأمثاله دفع الناس إلى اتهامه بالإلحاد (على أنّ من أطرف المواقف من ديك الجن ومعتقده، موقفَ أبي العلاء المعري الذي كان متعاطفاً مع أخيه في الشعر، ولذلك فقد منحه البراءة من تهمة الإلحاد. يقول في (رسالة الغفران) : " ورأى بعضهم عبدَ السَّلامِ بنَ رغبانَ المعروف بديك الجن في النوم، وهو بحُسن حال، فذكر له الأبيات الفائية التي فيها : هي الدُّنيا وقد نَعموا بأخرى وتسويفُ النفوسِ من السَّوافِ

أيْ الهَلاك. فقال : كنت أتلاعبُ بذلك ولم أكن أعتقدُه.) وعندي ملاحظة لغوية هنا: إن كان السواف جمع سافٍ فالمعنى هو الغبار مع الرياح القوية وهو السافِ، ومن معاني السوافِ الحوادث والهلاك. من المنطق المفهوم أن ندرك خوف الشاعر من الحكومة لأنه ناصرَ المعارضة الشيعية، لكن خوفه المرأة والشك فيها! (ولكن الاستغراب ينتفي، والدهشة تزول إذا عرفنا أن خوفه نابع من هذه المعرفة الكثيرة للنساء. إن هذه المعرفة وَلَّدت في نفسه الشَّكَ بوفاء المرأة أو قدرتها على الوفاء) كما كتب الحجي. يبدوا لي أنه بسبب عصيانه وإدمانه لم يعرف الفاضلات. وعرف الكثير من الساقطات وبنات الهوى والمال والموال، وأهل مجالس المجون والخمر، وما إلى ذلك. (لم تكن لديك الجن علاقات واسعة برجالات عصره، فهو لم يبرح بلاد الشام قطّ، كما تقول معظم كتب التراث، وأغلب الظنّ أنه قضى معظم أيام حياته في مدينة حمص وسط سورية، ولم يَفِدْ على بلاطات خلفاء الدولة أو وزرائه وأمرائه، لأنه لم يكن شاعراً مدّاحاً متكسّباً بشعره) ربما لتوجهه السياسي ومزاجه النفسي وظروفه. ورغم ذلك كان معروفا بالشعر ومشهورا بالمجون. و من شعره المقتطفات التالية: بكاكَ أَخٌ لَمْ تَحْـوهِ بِقَرابَةٍبَلَى إنَّ إِخْوانَ الصَّفَاءِ أَقَارِبُ

وأَظْلَمَتِ الدُّنْيا التي كُـنْتَ جَارَهَا كأنَّكَ للـدُّنْيا أَخٌ ومُنَاسِبُ

يُبَرِّدُ نِـيْرانَ المَصَائِبِ أَنَّني أَرَى زَمَناً لَمْ تَبْقَ فيهِ مَصَائِب و أيضا: أَمَالِيْ عَلى الشَّوْقِ اللَّجُوجِ مُعِينُ إذا نَزَحَتْ دَارٌ وَخَفَّ قَطِينُ

إذا ذَكَرُوا عَهْدَ الشَّآمِ اسْتَعَادَنِي إلى مَنْ بِأَكْنَافِ الشَّآمِ حَنِينُ

تَطَــاوَلَ هَذا اللَّيْلُ حَتَّى كأَنَّما على نَجْمِهِ أَلاَّ يَعُودَ يَمـِينُ و أيضا: طَلَبُ المَعَاشِ مُفــرِّقٌ بينَ الأَحِبَّةِ والوَطَنْ

ومُصَيِّـرٌ جَلْدَ الرِّجَالِ إلى الضَّراعَةِ والوَهَنْ

حتّى يُقَادَ كَما يُـقاد النِّضْوُ في ثِنْيِ الشَّطَنْ

ثــمَّ المَنِيَّةُ بعــدَهُ فكأنَّهُ مالَمْ يَكُـنْ

إذا شَجَرُ المودَّةِ لَمْ تَجُدْهُ سَماءُ البِرِّ أَسْرَعَ في الجَفَافِ

و قبل ختم هذه المقالة أود أن أضيف لما كتبه الحجي ما كتبه بعض القدماء مثل ياقوت الحموي صاحب معجم الأدباء من قول (أبو تمامٍ: من كل أزرق نظارٍ بلا نظرٍ إلى المقاتل مافي متنـه أود

كأنه كان ترب الحب مذ زمنٍ فليس يعجزه قلـب ولاكـبد

وعليه وقع المتنبي وسبق إلى ذلك ديك الجن أيضاً في قوله:
قناً تنصب في ثغر التراقـي كما ينصب في المقل الرقاد


قصه ديك الجن وورد بنت الناعمه

*خرج ديك الجن وصديقه بكر بين الحقول والكدر يأخذ منهما مأخذه..
بين البساتين .. وكانا قد دخلا ارضاً تابعة لأحد الديرة النصرانية عن غير وعي منهما .. سمعا بين ظلال اشجارها اصوات صبايا يتسامرن ويتراقصن ويغنين .. فاقتربا من الجمع .. واصاخا السمع حتى خرجت تنهيدة من ديك الجن لجمال الصوت الذي سمع .. فانكشف امرهما ..
اقتربت الصبايا منهما ..وهددتهما احداهن بان تصرخ فتجمع علبه اهل الدير لينالا عقاب كشف سترهن والتعدّي على حرمة الجمع في مكان مخصص للدير واهله فقط ، هنا قال لها ديك الجن وقد فتن بجمالها وبياض خديها ، اوتدرين لمن البيات التي كنتِ تتغنين بها منذ قليل .. قالت هذه لشاعر يدعى ( ديك الجنّ) فقال لها أنا ديك الجن ... فلم تصدقه قائلة ان ديك الجن اكثر شهامة ومروءة من هذه التصرفات ولا يعقل ان تكون انت .. واذا كنت انت فاتني بابيات تثبت ذلك من وحي افكارك الان .. فقال لها ..بصوته المتهدج الذي خالطه الوجد والجوى اللاعج ..:
قولـي لطيفـك ينثنـي
عن مضجعي وقت المنام
كي استريـح وتنطفـي
نار تؤجج فـي العظـام
دنـف تقلبـه الأكــف
على فراش من سقـام
أما أنـا فكمـا علمـتِ
فهل لوصلك من دوام ؟
سرت الحسناء .. لكنها لم تصدق بعد .. وقالت له باستطاعة اي هاوٍ قول ذلك مرة واحدة او حفظ الأبيات .. فهلاّ غيرت القافية ..
قال :
قولـي لطيفـك ينثنـي
عن مضجعي وقت الرقاد
كي استريـح وتنطفـي
نار تؤجج فـي الفـؤاد
دنـف تقلبـه الأكـف
على فراش مـن قتـاد
أما أنـا فكمـا علمـتِ
فهل لوصلك من معاد ؟
بدات الحسناء عندها تتيقن ولكنها طلبت منه تكرار تغيير القافية كي تقطع الشك باليقين ..فقال :
قولـي لطيفـك ينثـنـي
عن مضجعي وقت الهجوع
كـي استريـح وتنطفـي
نار تؤجج فـي الضلـوع
دنـف تقلبـه الأكــف
على فراش مـن دمـوع
أمـا أنـا فكمـا علمـتِ
فهل لوصلك من رجوع ؟ ...
وكرر ذلك مرة رابعة .. ايضاً .. فأعجبت الغادة الحسناء بشاعريته .. وقد كان اسمه قد سبقه اليها فوقعت في غرامه كما هام بها .... وبارك لهما هذا الحب صديقه بكر .. الذي كان يفديه بروحه ودمه ليراه سعيداً ...
تزوج العاشقان ... ديك الجن الحمصي .. وورد بنت الناعمة
وكانت حياتهما عسل وشهد وحب ووفاء .. وصديقه بكر بن رستم أكثر منهما سعادة من فرط حبه وإخلاصه لــ ديك الجن .. رفيق صباه ودربه .. وكذا ديك الجن كان يثق بصديقه ويسر له بكل صغيرة وكبيرة ..
لم يعجب هذا الوضع شيطان اسمه ( ابو الطيب ) ابن عم ديك الجن .. فبدأ يتردد على بيته ويتودد من ورد في غياب زوجها ديك الجن بحجة سؤالها ان كانت تحتاج شيئاً .. وهي تصده وتصون غياب ديك الجن .. فبدأ الشيطان يخيط في رأس أبي الطيب مكيدة .. ينتقم بها من ابن عمه وينفث سموم حقده .. خاصة وانه كان يخاف ان تذيع ورد سرّ مراوداته لها ومحاولاته اليائسة للنيل منها ..فيفتضح امره ..
كان ديك الجن متلافاً للمال .. فقد انفق كل ما ورث عن ابيه وجده من مال وعقار .... واستدان مبلغاً من أبي الطيب ذات يوم .. قبل زفافه من محبوبته .. فوجد أبو الطيب ضالته بهذا المر .. وبدأ مضايقاته لــ ديك الجنّ بحجة المال وحاجته له والإصرار عليه في اقرب وقت .. ولم تنفع توسلات ديك الجن معه .. فقرر ديك الجن السفر الى سلمية احدى مناطق الشام لمقابلة الأمير الهاشمي فيها ( احمد بن علي ) الذي كان يوده ..لعله يحضر ما يسد به حاجة ابن عمه ويقضي عنه دينه .. اوصى صديقه بكر خيراً بــ ورد .. وودعها وسار مع القافلة ..،
ما ان تاكد ابو الطيب من مغادرة القافلة لــ حمص حتى ذهب بذريعة الإطمئنان عن زوجة ابن عمه الى بيته .. وعاود عليها عروضه السخية بالمال .. والهدايا ..لكنها صدته شر صدود .. واسمعته من الكلام ما يليق بخائن مثله .. وحافظت هلى حب الغائب الرابض في قلبها ... ديك الجن .. فزاد كل ذلك من قهر أبي الطيب .. الشيطان الذي لم يعد يفكر الاّ بطريقة للإنتقام من ورد .. ومن حبيبها .. لبث بضعة ايام .. وعلم ان القافلة في طريقها عائدة من سلمية الى حمص ..فارسل خبراً مفاجئاً لــ ورد مع نفر من مقربين له .. ان ديك الجن تعرض في الطريق هو والقافلة لقطاع طرق وقتلوه .. وان رهطاً من المدينة ذهبوا لاحضاره للدفن ...
لكم كان وقع الخبر صاعقاً على روح ورد وقلبها ... فلا الدمع يفيه حقه كحبيب ولا العويل ...
وكي يستكمل ابو الطيب مخططه الشيطاني .. مع اقتراب وصول ديك الجن للحي .. ارسل مسرعا في طلب بكر .. الذي صدق الخبر بموت صديقه وصعقته الصدمة أيضاً .. لكن ابا الطيب قال له ان ورد في حالة من الحزن والكمد الشديدين وليس لها من شخص تثق به سواك .. فانت الصديق الوفي للمرحوم ابن عمّي .. اذهب اليها وهدىء من روعها وحزنها ريثما تصل الجنازة ونتدبر الأمر ...
ذهب بكر الى بيت صديقه وهو لا يكاد يرى طريقه لغزارة دموعه .. ووصل الى ورد .. يبكي معها حيناً ويهدئ لوعتها حينا آخر ..ومع وصول ديك الجن ... كان اول من استقبله ابن عمه ابو الطيب .. فقال له .. ان زوجتك لم ترع غيابك با ابن عمي .. وقد قضت كل وقت رحلتك تسامر صديقك في بيتك وتخونك معه والامر تفشّى في حمص واصبح فضيحة لنا جميعاً .. فيا للعار ... انهما الآن معا .. يتجرعان الحب الحرام ... هب ديك الجن لبيته ... فوجد صديقه بكر .. ياخذ بيدي حبيبة قلبه ورد .. والدموع في عينيهما .. فظن انها دكوع افترق الخائنين ( حبيبته وصديقه ) بسبب قرب وصوله ... فتدارك سيفه .. وهوى عليهما معا .. فقتلهما .. ليسدل الستار .. على اكثر قصص الحب نقاءً وحسرة عبر تاريخ الشام ... جلس الى جوارهما وهما ينزفان دما .. وقد فارقا الحياة .. يبكي مرّة .. ويتشفّى منهما اخرى .. لقد اعماه القهر والغيرة على حبيبته ... .. وقال اروع قصيدة عرفها الشعر العربي في رثاء الحبيب .. وهو من قتله ..
يا طلعة طلـع الحمـام عليهـا
وجنى لها ثمر الـردي بيديهـا
رويت من دمها الثرى ولطالمـا
روي الهوى شفتي من شفتيهـا
قد بات سيفي في مجال وشاحها
ومدامعي تجري علـى خدّيهـا
فوحق نعليها وما وطىء الحصى
شيء اعزّ علـيّ مـن نعليهـا
ما كان قتليها لأنـي لـم اكـن
أبكي إذا سقـط الذبـاب عليهـا
لكن ضننت على العيون بحسنها
وأنفت من نظر الحسود إليهـا .
ارتجل هذه المرثاة وكاد يودع عقله لولا حضور بعض صحبه لمسامرته حتى الصباح ..
انتشر الخبر في ارجاء حمص .. وبكى العاصي لهول الجريمة .. وعاش ديك الجن بعد دفنهما كميت .. خاصة وان ابن عمه ابو الطيب قد دعاه بعد فترة وهو يحتضر وأسرّ له بالمكيده ...وان صديقه لم يخنه .. وحبيبته اطهر من مياه العاصي .. وانه راودها عشرات المرات ولم تضعف وصدته عنها شر صدّ ... فانفطر قلبه من جديد .. وبدأ يخلط كأس خمره .. بحفنة من تراب قبر ورد .. وكاسا اخرى بحفنة من تراب قبر بكر .. ويضع كاس ورد عن يمينه .. وكاس بكر عن شماله .. يرتشف من الكأس اليمنى فيظنها قبلة من شفتي ورد ...ثم يرتشف خد صديقه بكأسه ... ويبكي ... حتى نفذ جسمه .. وعقله ...
ينظر الى قبرها ... ويكرر مرثيته .. ,,,
( يا طلعة طلع الحمام عليها .......)
ثم ينظر الى قبر بكر .... وينشج ...
يا سيف إن ترم الزمان بغدره
فلأنت ابدلت الوصال بهجـره
قمر انا استخرجته من دجنـة
لبليتي وزففتـه مـن خـدره
فقتلتـه ولـه علـى كرامـة
ملء الحشا وله الفؤاد باسـره
عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ
والحزن ينحر مقلتي في نحره
لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده
بالحيّ حلّ بكى له في قبـره
غصص تكاد تفيض منها نفسه
وتكاد نخرج قلبه من صـدره
وقد كانت اخت بكر تترصده وتبحث عنه لتقتله انتقاماً .. فلما سمعت ابياته هذه عفت عنه ورقّت لحاله ... واجابته عليها :
يا ويح ديك الجن بل تباً لـه
ماذا تضّمن صدره من غدره
قتل الذى يهوى وعمّر بعده
يا رب لا تمدد له في عمره.
وهو يبكي بحرقة على القبرين ... ويردد :
أساكن حفرة وقـرار لحـد
مفارق خلةٍ من بعـد عهـد
أجبني إن قدرت على جوابي
بحق الودّ كيف ظللتَ بعدي ؟
اقترب رحيل الشاعر بعد ان فقد كل اتصال له مع السعادة ... وذبل رويداً رويداً ...حزنا وكمداً .. وغصصاً .. على حبيبة فؤاده .. وصديقه الوفيّ ... وأبلغ ما قال قبل رحيله :
بانوا فصار الجسم من بعدهم
ما تصنع الشمس لـه فيّـا
بــأي وجــهٍ أتلقـاهـمُ
إذا رأونـي بعدهـم حيّـا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي , دوواوين الشاعر ديك الجن الحمصي , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي كتابية , ديوان الشاعر ديك الجن الحمصي مسموعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ديوان الشاعر ذيب الشمري , دوواوين الشاعر ذيب الشمري , ديوان الشاعر ذيب الشمري كتابية , ديوان الشاعر ذيب الشمري مسموعة
»  ديوان الشاعر دسمان السبيعي , دوواوين الشاعر دسمان السبيعي , ديوان الشاعر دسمان السبيعي كتابية , ديوان الشاعر دسمان السبيعي مسموعة
»  ديوان الشاعر دخيل الله الدجيما , دوواوين الشاعر دخيل الله الدجيما , ديوان الشاعر دخيل الله الدجيما كتابية , ديوان الشاعر دخيل الله الدجيما مسموعة
»  ديوان الشاعر سعد علوش , دوواوين الشاعر سعد علوش , ديوان الشاعر سعد علوش مكتوبه , ديوان الشاعر سعد علوش مسموعة
»  ديوان الشاعر حمد البريدي , دوواوين الشاعر حمد البريدي , ديوان الشاعر حمد البريدي مكتوبه , ديوان الشاعر حمد البريدي مسموعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قسم الشعر و الخواطر-
انتقل الى: