التقنية الجديدة قد تحدث انفراجا في الصناعات الدوائية
للخميرة أياد بيضاء على الإنسانية بالفعل، إذ تلعب دورا أساسيا في صناعة الخبز والجعة، وتضيف للإنسان فيتامينات ب الضرورية، غير أن العلماء يأملون في الاستفادة من هذا الفطر أكثر بجعله مصنعا لإنتاج عقاقير تسهم في إنقاذ حياة البشر.
فقد نجح الباحثون الأمريكيون في استخلاص نوع معين من الخميرة لإفراز مادة كيماوية عضوية يطلق عليها الجليكوبروتين.
والجليكوبروتين وغيره من البروتينات المثيلة تعد مادة خام في العديد من العقاقير الحديثة، غير أن تصنيع تلك البروتينات في الوقت الراهن مكلف كما يتطلب الكثير من الجهد.
ولكن أسلوب الاستخلاص من الخميرة، الذي ذكرته دورية ساينس العلمية، من شأنه أن يؤدي إلى تصنيع أدوية أرخص.
فالجليكوبروتينات لها غلاف سكري له دور أساسي في أدائها لوظيفتها داخل الجسم.
وقد تمكن الباحثون من كلية دارتموث بولاية نيو هامبشاير من إجراء تغيير دقيق على الحامض النووي لفطر الخميرة المعروف باسم بيتشيا باستوريس بما مكنهم من إنتاج صور بشرية لتلك المادة الكيماوية.
ويبدو أن الخميرة قادرة على إنتاج الجليكوبروتينات المثيلة، بما يتفق تماما وحاجة صناعة الدوائيات.
ويمكن أن يفيد الكشف الجديد مجموعة ضخمة من المرضى بأمراض مختلفة من مرضى السرطان وحتى الهيموفيليا.
ويلزم إنتاج تلك البروتينات في خلايا حية، والطريقة الوحيدة في الوقت الراهن لإنتاجها هي باستنباتها في خلايا ثدييات، مثل فئران التجارب، معمليا.
ومن شأن التقنية الجديدة أن تحدث ثورة في طرق إنتاج البروتينات العلاجية، حيث يتم إنتاجها بشكل أفضل وأرخص وأسرع وأكثر أمانا
د.تيلمان جيرنجروس، كلية دارتموث
وتلك العملية شاقة، ولا تنتج تلك البروتينات بكميات وفيرة.
أما الخميرة المعدلة فبإمكانها إنتاج تلك البروتينات على نطاق واسع.
انفراج صناعي
ويقول د. تيلمان جيرنجروس، الذي قاد البحث، "للمرة الأولى، أظهرنا إمكان استخدام الخميرة لإنتاج جليكوبروتينات بشرية معقدة".
وأضاف "ومن شأن التقنية الجديدة أن تحدث ثورة في طرق إنتاج البروتينات العلاجية، حيث يتم إنتاجها بشكل أفضل وأرخص وأسرع وأكثر أمانا، فضلا عن توفير مستوى من التحكم في جودة المنتج النهائي بما لم يتوافر من قبل".
وقال تشارلز هاتشينسون، المدير التنفيذي لشركة جلايكوفي التي كلفت بالبحث، "هذا التطور يأتي في وقته تماما نظرا للتعثر الذي تشهده القدرة الإنتاجية لتخليق المواد الحيوية في الوقت الراهن".