مشكلة تأخر النطق عند الأطفال

مشكلة تأخر النطق عند الأطفال



مشكلة تأخر النطق عند الأطفال من المشكلات الشائعة التي تسبب قلق وخوف الوالدين علما ان قابلية الأطفال في تعلم الكلام أو البدء به تختلف من طفل لآخر حسب العوامل الاجتماعية المحيطة.

ولتأخر النطق أسباب مرضية ونفسية متعددة يتوجب تشخيصها وعلاجها في سن مبكرة تلافيا لنشوء مشكلات أخرى ترتبط بها كالتأتأة والتلعثم بالكلام.

في هذا السياق يبين الدكتور معتصم العبد أخصائي طب الأطفال ان تأخر النطق بمعناه العلمي هو تأخر الطفل بنطق كلمة ذات معنى في الوقت الذي يفترض به ذلك فبعض الاطفال يستطيع أن ينطق كلمة واحدة ذات معنى في الشهر الثامن من العمر ثم يتطور الكلام لديه تدريجيا دون تأخر أو عيوب بينما لا يستطيع البعض الآخر النطق بكلمة ذات معنى إلا بعد الثالثة أو الرابعة من العمر مع ظهور بعض العيوب في كلامه بالسنة الخامسة.

ويوضح العبد أن تأخر النطق مرتبط بالاضطراب اللغوي أو الإخفاق في اكتساب اللغة الذي يحوي مظاهر وأشكال عديدة ومتنوعة قد يكون في جانب فهم اللغة والتعليمات الشفهية أي في الجانب الاستقبالي من اللغة وقد يكون في جانب إنتاج اللغة والقدرة على التعبير اللغوي وقد يشمل كلا الجانبين معا علما أن اضطراب اللغة التعبيري يشمل القدرة على تكوين الكلمات واستخدام القواعد الصوتية وقواعد النحو والقدرة على استعمال اللغة بشكل صحيح.

ويلفت الدكتور العبد إلى أن مشكلة اضطراب اللغة تختلف عن مشكلة تأخر الكلام فقد يحوز الطفل على قدرات لغوية عادية إلا انه يعاني من صعوبة أو عسر في النطق فاللغة هي قدرة ذهنية مكتسبة يتواصل بها الفرد مع الآخرين وهي مجموعة معارف تشمل المعاني والمفردات والقواعد التي تنظمها بينما الكلام هو حركة أعضاء النطق في إنتاج الأصوات اللغوية ووسيلة تعبير عن اللغة إلى جانب ان اضطرابات النطق تختلف عن الاضطرابات اللغوية من ناحية الأسباب والمظاهر والتعامل معها ومن ناحية التقييم والعلاج.

وفيما يتعلق بأسباب تأخر النطق عند الأطفال يشير العبد إلى أن ضعف المستوى العقلي وانخفاض معدل الذكاء من أهم أسباب تأخر الكلام حيث ان هناك صلة وثيقة بين الذكاء الطبيعي للطفل وبين الكلام كما أن التخلف العقلي يؤثر كثيرا على تطور الكلام لأن الطفل المتخلف عقليا لا ينتبه لما يقال له لانخفاض مستوى التركيز وعدم تمكنه من محاكاة وتقليد الآخرين بالكلام مبينا أن الطفل المتأخر عقليا يكون متأخرا في بعض نواحي النمو الأخرى كالجلوس والمشي والعديد من المهارات اليدوية ما يستلزم عدم التسرع في الحكم على حالة الطفل العقلية إذا لم يترافق تأخر الكلام بتأخر في النواحي المذكورة لأن فهم الطفل واستيعابه للكلام الذي يسمعه أهم في تقييم حالة الذكاء عنده من عدم مقدرته على النطق.

ويذكر الطبيب من أسباب تأخر النطق أيضا مشاكل نقص السمع فالطفل يتعلم الكلام عند سماعه من الآخرين لذا من البديهي الا يستطيع الطفل تعلم الكلام إذا كان مصابا بخلل في حاسة السمع إلى جانب عوامل عائلية كوجود حالات تأخر بالكلام في العائلة لا سيما عند الأب أو الأم اذ ان الكلام كغيره من أشكال النمو الأخرى يعتمد على نضج النخاعية بالأجزاء التي تتحكم بعملية الكلام في الجهاز العصبي.

وتسهم العوامل البيئية في تأخر النطق فقد لوحظ أن الأطفال الذين يتربون في المؤسسات والمعاهد التربوية بعيدا عن أمهاتهم غالبا ما يصابون بتأخر في الكلام حسب العبد مبينا ان السبب قد يكون سوء المعاملة وعدم اهتمام المربين بتدريب الطفل على الكلام فضلا عن سوء تصرف الوالدين في معاملة الطفل بما يتعلق بالكلام ببداية تعلمه وانتقاد طريقة نطقه من المحيطين ما يؤدي إلى إصابته بخيبة تؤخره عن النطق وفي بعض الحالات الى تأتأة.

ويعطي الطبيب أهمية بالغة لدور الجو الأسري المتوتر وشجار الوالدين حيث انه يؤثر سلبا على نفسية الطفل وقد يتسبب بتأخر الكلام أو ظهور بعض مشاكل وعيوب النطق مبينا الى ان العائلات ذات المستوى الثقافي والاجتماعي العالي والوضع الاقتصادي الجيد يكون تطور الكلام لديها أسرع.

ويلفت العبد إلى ان التوءم قد يتأخر بتعلم اللغة عن الطفل المولود بمفرده وهذا التأخر يصيب احد التوءمين فقط ولا يصيب الاخر ويعزى السبب إلى ان التوءم يقلد احدهما الآخر عوضا عن تقليد الكبار الذين يتحدثون اليه إضافة إلى ان نسبة تأخر النطق عند الأطفال الخدج أعلى بكثير من النسبة التي نجدها عند الاطفال الآخرين.

كما ان وجود خلل أو سقم في بعض تراكيب الأعضاء التي تؤثر على الكلام كانشقاق شراع الحنك وسوء الأطباق بين الفكين تؤثر على النطق خاصة اذا رافقها صغر بالفك السفلي علما انه اذا عولج الانشقاق بسن مبكرة فان الطفل لن يتأثر بشئ.

ومن الاسباب المرضية التي تؤخر عملية الكلام عند الاطفال اضطراب التوحد الذي يصفه العبد بأنه اضطراب بالتواصل فمن أكثر ما يلاحظ عند الأطفال المصابين بالتوحد الكلاسيكي هو وجود عجز نوعي وكمي في التواصل الشفهي وغير الشفهي وكثيرا ما يأخذ اضطراب اللغة عند المصابين بالتوحد صفات معينة ومميزة.

ويبين أن الطفل الاول الذي يولد بالعائلة يتكلم أسرع من إخوته وأن الاناث أسرع في تعلم الكلام من الذكور الذين هم في نفس السن والبيئة لافتا الى أن بعض الأدوية المركنة المنومة وأدوية الصرع ونمط تربية الطفل واللسان المربوط بدرجة شديدة تمنع الطفل من تحريك لسانه داخل فمه وجميعها تسهم في تأخر النطق عند الطفل إضافة الى اصابة الام بأمراض فيروسية وطفيلية اثناء الحمل يرافقها ظهور مشكلات حركية وعصبية اخرى علما انه ليس من السهل دائما تحديد سبب معاناة الطفل من اضطراب في اللغة أو الإخفاق في تعلم واكتساب اللغة اذ ان هناك عدد من الحالات يبقى السبب غير معروف حتى مع اتباع أدق الوسائل في التشخيص والتقييم.

وينوه الدكتور العبد الى دور تلعبه الازدواجية اللغوية أو الثنائية اللغوية بمعنى وجود أكثر من لغة في البيت كأن يستخدم الأب لغة تختلف عن لغة الأم ما يسبب اضطراب في تعلم اللغة لوجود اختلاف بين الأنظمة اللغوية المستخدمة في كل لغة مثل مبنى الجملة والقواعد الفونولوجية وغير ذلك من المظاهر اللغوية وهذا الاختلاف يشوش الطفل ويضعف قدرته على اكتساب اللغة ويتسبب في حدوث خلط بين اللغتين.

ويشير الى العوامل المساعدة في اكتساب اللغة ومنها الاستعداد الفطري والذي يطلق عليه اسم الملكة اللغوية الاستعداد الفطري لتعلم اللغة وتشمل الاستعداد الذهني أو العقلي الذي يمكن الدماغ من القيام بوظائفه في تعلم اللغة من خلال التعامل مع المدركات الحسية الواردة إلى الدماغ من الحواس المختلفة خاصة حاستي السمع والنظر والقدرة على وتصنيف وتخزين واسترجاع هذه المعلومات أو المدركات كما تشمل القدرة على ملاحظة وتقليد الآخرين في نطق أو ترديد النماذج اللغوية.

ويختم الدكتور بتأكيد أهمية التشخيص المبكر ومعرفة السبب الحقيقي وراء مشكلة تأخر النطق عند الأطفال خاصة اذا كان الطفل يعاني من تخلف عقلي او نقص في السمع تلافيا لتعريض الطفل لعلاجات خاطئة قد تؤدي إلى ظهور مشكلات أخرى.

انا اللي بشوفه امر طبيعي

في اطفال كتير بتتأخر لحتى تحكي وتنطق

ومافي اي مرض او شي



يعطيك العافية هشام

الله يعافيكي يا الحلم