[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هو عبد الحميد حمود حميّـد محمود التكريتي ولد في تكريت في أسرة ريفية متواضعة. ألتحق بالمدرسة شأنه في ذلك شأن أقرانه الآخرين، ولكنه في وقت ما ضاق بأعبائها، فأدار الظهر لها وهو لم يزل بعد على مقاعد الدراسة الابتدائية.
في إحدى الأيام وأثناء زيارة صدام - الذي لم يزل نائباً للرئيس- لتكريت كان الشاب عبد في الخامسة عشر تقريباً قد لمح صدام حسين بزي بدويٍّ وهو يقود قارباً في نهر دجلة في إحدى الزيارات، فاقترب عبد من الضفة وقال:
- سيدي نائب الرئيس..إني أرغب في خدمتك كحارس شخصي.
ولكن لم يعطه صدام أي اهتمام.
تخرج من الكلية العسكرية، وبدأ مشواره كأي جندي عادي في الحرس الجمهوري الخاص بعد أن أنهى مشواراً قاسٍ من التدريبات العسكرية المكثفة والشاقة، يتلقى الأوامر دون أي نقاش، لا مكان للتعب أو التمارض فالقائد يمكن أن يخرج في جولة أو مهمة في أي وقت، وطبيعة العمل تفرض عليه الغياب عن البيت فتراتٍ طويلة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حيث بدأ حياته المهنية بالرئاسة كعضوٍ أوّلاً‘ ثم مرافق وبعدها قائداً لوحدة المرافقة ثم مديراً لمكتب صدام وسكرتيره الخاص. تدرج في سلم الرتب العسكرية في فترة قصيرة حتى وصل لرتبة نقيب، فقد بدأ المشوار الحقيقي من هنا، حيث سمع عنه صدام حسين الكثير، فبدأ الأخير يتتبع سيرته الذاتية وحياته العسكرية عن كثب، وبعد طول تتبع قرر استدعائه وضمه إلى وحدة المرافقة الشخصية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت بدايته مع حسين كامل ابن عم وصهر صدام ومرافقه الخاص، وما هي إلا سنوات حتى يُعيـّن حسين وزيراً للتصنيع العسكري، ثم واصل مشواره مع أخيه صدام كامل.
على طول الجولات والمهمات التي كان يرافق بها صدام حسين أثناء الثمانينيات بدايةً من الزيارات المتكررة إلى جبهة الحرب أثناء الحرب العراقية الإيرانية مروراً بزيارة المدن ودخول بيوت العراقيين وزيارة ثكنات الجيش وزيارة الكويت أثناء الاجتياح نهايةً بمرافقته في الاجتماعات الدولية استطاع عبد معرفة أطباع صدام وطريقة التقرب منه.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وبداية أحداث اجتياح الكويت استطاع عبد حمود التفـرّد بالمهمات وبمرافقة صدام بعد عزل كلاً من صباح ميرزا أقدم حارس شخصي لصدام، وارشد ياسين صهر صدام ومرافقه وقائد طائرته الخاصة للأسباب مجهولة في عام 1991م، وسطع نجمه أكثر بعد اغتيال صدام وحسين كامل صهرا صدام في عام 1995م لهروبهم إلى الأردن وكشفهم أسرار عسكرية ونووية، وإعدام صدام بعض الحراس لشكه فيهم.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعد عام 1996م صار عبد حمود أقدم وأقوى حارس شخصي لصدام وكان أشبه بيده اليسرى حيث كان من النادر أن تشاهد صدام حسين في الجولات الداخلية أو المناسبات أو حتى الاجتماعات الرسمية بدون أن تشاهد عبد حمود خلف صدام، كان دائما ما يقف في الخلف بوجهه العابس وشاربه الغليظ حاملاً رزمة من الأوراق والملفات متخصراً بمسدس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثم زاد وثوق صدام به بعدما اكتشف عبد حمود في إحدى العروض العسكرية وفي اللحظات الأخيرة محاولة لاغتيال صدام بواسطة دبابة مفخخة دبرها ضباط عراقيون في الجيش وبتواطؤ حارسين شخصيين لصدام، كان ذلك كافياً ليرقه صدام من رتبة عقيد إلى رتبة لواء ويناديه في أغلب الأحيان بـ "الرفيق المخلص الأمين".

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مرت السنون وزاد وثوق صدام به فرقاه إلى رتبة فريق وعينه مديراً لمكتبه ثم سكرتيراً خاصاً وقائداً لوحدة المرافقة، ويُقـال أن صدام أطلق يده وأصبح نفوذه في الدائرة السياسية أكبر من نفوذ نجلا صدام وكان يُصدر الأوامر للوزراء بدون الرجوع لرئيس الجمهورية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان يحمل شهادة في العلوم السياسية حول الإستراتيجية الإسرائيلية إزاء العالم العربي، ثم ناقش أطروحة دكتوراه خصصها لتحرير جزيرة الفاو العراقية من قبل الجيش العراقي أثناء الحرب مع إيران، ظل هذا الرجل الهاوي لرياضة الكاراتـيه ممسكاً وبشدة زمام الحراسة والسكرتارية طوال تلك الفترة، حتى في أثناء جولات مفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل ظل يرافقهم في أغلب الجولات، لينقل إلى صدام ما يحدث.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

توسعت صلاحياته ليشمل الديوان الرئاسي وليصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الأمن القومي ورئيساً لمنظمة الأمن الخاصة، وصار عبد مفتاح الوصول إلى الرئيس، فقد كان الوزراء يهابونه وعلى شبه استعداد لإطاعة أوامره، فلم يكن يتردد في مخالفتهم الرأي، ففي إحدى المهمات التفتيشية لمفتشي الأمم المتحدة لم يتردد عبد في توجيه إنذار إلى الفريق عامر رشيد وزير النفط، الذي كان يريد أن يحل محل المترجم في ترجمة المحادثات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كان شاربه الكثيف الذي يقطع وجهه، يمنحه مظهراً من القسوة والعبوس، عرف عنه الانضباط والدقة، ولم يكن متردداً في أن يفصل في الحال الكسلاء أو من ليس لهم كفاءة في إدارة العمل. كان عبد متزوج من قريبة مهندسة، وأباً لستة أطفال أعطى ذكورهم أسماء الخلفاء الراشدين:عمر وعلي وعثمان وأبو بكر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جعلته خبرته الماضية كحارس سابق مرهف الحس لأي خطر، فقد كان على أهبة الاستعداد لأن يموت من أجل رئيسه، فقد كانت الثقة بينهما كاملة مطلقة، ودائماً ما كان ينادي صدام حسين بـ "سيّـدي" احتراماً وتوقيراً له. في أثناء الغزو الأمريكي عام 2003م ظل عبد في كل الأوقات يرافق صدام حسين في الاجتماعات والجولات وتحت القصف، حتى قبل يومٍ واحد من سقوط بغداد شوهد مع صدام، وبات المطلوب الرابع على قائمة المطلوبين، حيث تم القبض عليه بالقرب من تكريت في 19 يونيو 2003م.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عُـذّب واضطهد من قبل الأمريكيين ليقر عن مكان اختباء صدام، لمعرفتهم بالموقع الحساس الذي كان يشغله قبل الحرب، فقد كان يعرف أسرار النظام وبعض مخابئ الرئيس الهارب، ولكن ظل هذا الجنرال المخلص ذو الخمسة عقود صامداً وفياً لقائده وحزبه إلى يوم القبض على صدام حسين.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثم جاء دور المحاكمات التي تابعها كثيرون داخل العراق وخارجه حيث ظهر عبد في قفص الاتهام خلف صدام تماما وكأنه اختار مكانه بنفسه، حيث كانت تلك المرة الأولى التي يلتقي فيها عبد بصدام حسين منذ سقوط بغداد، دهشة طغت وجه الرجلين، لكن اقتصرت على السلام فقط.
دافع عن منصبه وعن قائـده صدام، وقال انه يعتز بالمسيرة التي خطاها بدايـةً من الحراسة مروراً بالمرافقة نهايةً بالسكرتارية. حُـكم عليه بالإعدام في قضية تصفية الأحزاب الدينية وقضايا أخرى.
هذه هي مسيرة رجل ظل مخلصاً لقائده ووطنه وحزبه طيلة أكثر من عقدين.