اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Jasmine collar

Jasmine collar



التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور   Empty
مُساهمةموضوع: التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور    التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور   Icon-new-badge14/1/2012, 21:15


التطير والنبوءة والاعتقاد في مملكة آشور
التطير والنبوءة والاعتقاد في مملكة آشور

لازالت تنتشر بيننا الاعتقادات بالفأل والطالع وقراءة الكف والخرز الازرق والتطير والسحر والتعويذات والارواح الشريرة والجني الطيب والجني الشرير والقراءة لاخراج الجني الذي يركب الانسان وحتى يتزوجه. وقوة تجذر هذه الاعتقادات ترجع في الحقيقة الى عهد قديم من تاريخ منطقتنا وتصل الى فترة السومريين المبكرة، غير اننا نجد تطورها الى مستويات اعلى في فترة المملكة الاشورية التي نستعرضها.

علم الفلك والعلاقة مع الالهة
حسب المخطوطات الاشورية يبدو ان الالهة كانت على الدوام ترسل العلامات لتكون رسائلها الى الملك الاشوري، حيث تعبر فيها عن رضاها او غضبها من الاوضاع. تقريبا نصف الوثائق التي جرى العثور عليها تتحدث عن احداث وعلامات على غضب الرب جرى ملاحظتها في السماء او على الارض واستدعت التطير. العديد من الفلكيين الموزعين على نقاط مختلفة في المملكة الاشورية والبابلية كانوا مشغولين بحراسة الفضاء السماوي لصالح الملك، مما كان يبرهن على سعة تأثير مشاعر التطير على الحياة اليومية. قصة النبي يونس الذي جاء الى نينوى بنبوئته سببت تطيرا واسعا في المملكة وتقدم مثالا نموذجيا على طريقة تأثير التطير وكيفية تعاطي الانسان معه بجدية حتى لو جاء عن آلهة الاخرين. كيف كانوا يجتمعون لتفسير مجمل معاني العلامات التي انشغل الله بإرسالها اليهم؟ وكيف كان الملك يختار التنبوءات الافتائية الصحيحة للوصول الى قرار سياسي يحظى برضى الاله ودعمه، على الرغم من ان التبوءات كانت سيل من المعلومات المتناقضة ؟

علامات آتية من السماء

من حيث ان القمر والكواكب كانت تتحرك ببطء بمدارات على خلفية النجوم وصفحة السماء الثابتة كانت تبدو للاشوريين وكأنها حركة راقصة لها هدف ومعنى وغاية وكأنها ساحة حرب مخطط لها بها هجوم وانسحاب ( وهو المعنى ذاته الذي كان العرب يفهمون من خلاله حركة الاجسام السماوية في عهد النبي، ومثال على ذلك نجمة الغول) .

مدينة بابل كانت تملك نظام مراقبة دائمة للسماء منذ القرن الثامن قبل الميلاد مهمتها فك الطلاسم المعقدة لحركة الكواكب بالترابط مع الفصول وإستحضار المعنى السري لحركة الكر والفر الدائمة. غير ان نخبة القصر الاشوري في القرن السابع قبل الميلاد لم تكن في وضع يؤهلها لاستخلاص استنتاجات خارج اسقاطات بيئتها البشرية. التفسير تصوروه ان الالهة تستخدم النقاط المضيئة المتحركة لكتابة مخططاتها عن مستقبل الاحداث على الارض وسير الفصول من خلال تحريكهاالاضواء الى ازمان محددة، وبالتالي فالقدرة على قراءة كتابة الالهة يفتح الطريق لقراءة المستقبل. ومن حيث ان كل كوكب كان في ذاته احد افراد الالهة من وجهه المضيئ، انطلاقا من تصورهم ان الالهة هي النور، لذلك فإن صفحة السماء في الليل تعكس لنا زاوية من زوايا جدول حركة تقرير القدر الالهي حيث يجري تصميم مصير الارض.



الصورة اعلاه للملك آشور بني بعل وهو يلبس قلائد الارباب الاربعة المعنيين بعلامات السماء وهم الرب سين (حركة القمر) والرب شماش (الشمس) والرب حداد (الريح) وعشتار ( حركة الكواكب الخمسة) عثر عليه في قصره في نمرود ويقف امام شجرة المعرفة

حكماء آشور لم يتركوا لنا اثارا تتحدث عن طريقتهم في فهم حركة الالهة ( الكواكب) في مسرحها السماوي عدا ماوصلنا عن مركز الملاحظة في نينوى حيث الملاحظين كانوا يعملون في مجموعات كل منها مؤلفة من عشرة اشخاص.
بعض الاحداث على صفحة السماء كان يجري التطير منها وتصبح علامة سيئة الدلالة وغالبا تأتي هذه العلامات في الصباح الباكر عند الفجر او في المساء عند الغروب، اي بالذات في اللحظة الاولى و الاخيرة من ظهور او اختفاء القمر والكواكب والنجوم، الذين يشكلون الشخصيات الالهية.

احداث اخرى مثل الكسوف والخسوف يمكن ان يحدثان في اي وقت من الليل. ولكن تماما مثل حركة الكواكب لايمكن للمراقب العادي فك تشفير الاشارات السماوية حتى لو كانت ممكنة الرؤية بالعين المجردة.

جميع الاحداث الغير نمطية كانت تفسر على انها علامات تهديدية سيئة، ويجري التطير منها، وفك شفرتها ( اي المعنى الذي تضمنه من وجهة نظر قراءة الطالع) يجري توثيقه في موسوعة كبيرة تسمى Enuma Anu Enlil ( تعني: ايام آنو وانليل) وهو نوع من ارشيف للظواهر الفلكية ومعانيها التي يفتي بها الكهنة لتصبح نوعا من كتاب قتاوي وكل واحدة من الظاهرة مع تفسيرها تسمى آمين (هل هي مصدر كلمة امين الدينية اليوم!!) ، ليصبح الكتاب نوعا من الصحف المحفوظة المقدسة حيث فيه علامات مرسلة من قبل الالهة، ومنه تستخلص استقراءات منمطة تصف مقاصد الالهة . هذه التنبوءات المسجلة على حوالي سبعين خرطوشة طينية جرى تصنيفها في مجموعات على اساس الزمن ومكان الظاهرة التي جرى ملاحظتها.
مثلا الخرطوش 59-60 يتكلم عن سلوك كوكب الزهرة على مدار السنة وتأثير هذا السلوك على حياة الانسان، كتعبير عن مقصد الرب من هذه الحركة.

يقول هذا الخرطوش:" إذا ارتفعت الزهرة الى موقع آ ب ( يعني الشهر العاشر بالتقويم الاشوري): سيكون المطر غزير وسيكون هناك مجاعة واضرار.
إذا كانت الزهرة في الشهر آ ب ( الشهر الخامس، بالتقويم الاشوري، ويطابق الشهر السادس-السابع بالتقويم الميلادي) ولها على الدوام ( فلاره: مجهولة المعنى) بيضاء: المجاعة ستجتاح البلاد او الملك سيصبح اقوى والارض (..؟).
إذا كانت الزهرة في الشهر آ ب وكانت مظلمة على خط الافق او دخانية: ستكون نهاية عيلام. واللقاء بجيشها سيحدث في ذلك الشهر او سيحدث بالسلاح.
اذا الزهرة كانت مظلمة في آ ب: الملك سيكون عظيم والارض تكون خصبة.

في الوقت الذي استخدم منجمي الملك قسم صغير من تنبوءات هذه الانسكلوبيديا الفلكية والتنبوئية في إدارة شؤون القصر نجد ان الفلكيين كانوا يستخدمونه في حدوده القصوى بل واضافوا المزيد من التنبوءات الجديدة اليه على ذات النمط . نرى ذلك على خرطوشين طينيين عثر عليهم في مكانين مختلفين وعليهم تنبوء (فتوى) ليس موجودا في " الانسكلوبيديا الكبرى الاصلية" يقول الخرطوش:" إذا اختفت الزهرة للغرب في الشهر آ ب من اليوم الاول الى اليوم الثلاثين ستهطل الامطار والمحصول سيكون وفيرا".

نرى ان هذه الفتوى او النبوءة التي جرى اضافتها لم تكن موجودة في معجم الفتاوي ولكنها من نفس النمط، غير انها تقدم شئ جديد ومتناقض مع فتوى سابقة لها. على العكس من الفتوى السابقة تتضمن هذه النبوءة امطار ومحصول وفير عوضا عن الاضرار. بذلك نرى انه على الدوام بالامكان تعبئة الفراغات في الانسكلوبيديا الافتائية بملاحظات جديدة من ارض الواقع.

علامات إلهية آتية من الارض
الالهة ارسلت ايضا علاماتها ورسالاتها على شكل ولادات غريبة ( مشوهة) واحداث ارضية اخرى نتائجها كارثية وجرى تسجيلها في خراطيش انسكلوبيدية اخرى تسمى شوما ازبو وشوما آلو Šumma izbu, Šumma alu.
الاحداث في هذه الجداول التأريخية اقل منهجية على الرغم من ان مواطني المملكة الاشورية كان مطلوب منهم تقديم تقارير الى القصر عن الاحداث التي تشكل تهديدا عاما محتملا على الامة. نلاحظ ان حكماء القصر كانوا غير متحمسين كثيرا لآمينات ( فتاوي) الاحداث الارضية بالمقارنة مع اهتمام الملك ايشا هاردون لها. في رسالة من الملك ايشا هاردون الى مستشاره وكبير علمائه في شؤون الطقوس والهزات الارضية Issar-šumu-ereš نجده يعنفه لتسلل نمس الى القصر بعربة المستشار ويسأل المستشار الفلكي بلاسي عما إذا كانت توجد آمين تخص الغراب إذا دخل البيت وسبب التطير لدى سكانه. وكان ينظم مباريات لقراءة "شوم ايزبو" على نمط مسابقات قراءة القرآن اليوم.

هذه الصورة جزء من آمين عن علامات الارض، من مجموعة شوما الو، وتقول" إذا كانت البلدة على هضبة ( عند ظهور العلامة) فإن سكانها سيعانون من الكآبة".

وقد وصل تشاؤم وتطير الملك الى حدود انه حتى المستشار الفلكي لم يعد يتحمل هذا السلوك الملكي فرد على اسئلته قائلا:" وعن سؤال الملك عما إذا كان هناك آمين جاهزة تفتيه في معنى إذا سقطت صاعقة على مدينة ايهومبا وعبثت بالارض الاشورية، اجيب: لماذا تبحث عن المشاكل؟ ولماذا يراني الملك ( في بحثه) وكأنني دفة السفينة؟ لايوجد شر في القصر، والملك لم يزر في حياته ايهوميا ولا مرة واحدة( فماذا يعنيه من الامر)؟".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Jasmine collar

Jasmine collar



التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور   Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور    التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور   Icon-new-badge14/1/2012, 21:16



تأثير التطير والنبوءة على قرارات القصر

في تقارير القصر الادارية نجد انهم استخدموا عشرة آمينات فقط من مجموع آمينات الفتاوي الجاهزة الواردة في الصحف المحفوظة، في حين ان تقارير العلوم الفلكية استخدمت اكثر من 550 واحدة. غالبية الامينات الاخيرة كتبها الفلكيين ولكن الكثير منها من انتاج كبير الاطباء وباحثين اخرين.
200 من هذه الآمينات لها خصوصية خاصة حيث تستخدم فقط عندما يكون القمر بدرا او هلالا في يومه الاول والبعض الاخر له استخدامات غير واضحة وتبدو لنا متناقضة، وذلك يعقد اتخاذ القرار الذي يقوم عادة عليها في النظر لمعنى الحدث.
مثلا عندما صار المريخ مرئي عند الافق بعد الغروب في عام 670 قبل الميلاد جرى اعلام الملك على الفور. هذا الامر يجب تفسيره من قبل المستشارين، ولكن صعب عليهم الاتفاق على تفسير موحد. بالنسبة للفلكي بولوتو رأى ان الخبر يدور عن اهمية الاقتراب من جوبيتر. بالنسبة لنابو موشيسي اعطى الاهمية لقدوم شهر تموز وبالنسبة لاشاريدو الصغير كانت العلامة بحدوث ذلك في برج الجوزاء. ان العلامة السماوية التي اتفقوا على اهميتها وانها هي علامة الالهة فسرها كل واحد منهم بشكل مختلف.


(في الصورة اعلاه يظهر شخصان يشاركان في إقامة طقوس صيد الاسود)

من سيصدق الملك والعلماء انفسهم فشلوا في الاتفاق على فهم موحد للعلامة؟
وكيف سيتم إتخاذ قرار سياسي على هذه التناقضات؟
من المنطقي الاعتقاد ان مثل هذا الاختلاف اقرب ان ينتج عنه المصائب من عدم التفسير على الاطلاق وكان من الافضل للملك تركه، ومع ذلك بقيت هذه المنظومة بعظمتها وسلطتها، لماذا؟
هل كانت النخبة الحاكمة من الاغبياء ام انهم كانوا مصرين على الاستمرار بالتظاهر من اجل التمسك بالعادات والتقاليد؟
الدراسات الانثربيلوجية لاتقترح اي حل.

منظومات النبوءة والافتاء وفتح الطالع منذ تشينغ الاول والى الصحف اليومية الحديثة اليوم تلعب في تسويق الفتاوي والنبوءات على العلاقة البسيكولوجية نفسها.
الزبون يسأل عن النصح وبباله مسألة خاصة تقلقه وتجعله يتطير منها او مشكلة لابد لها من حل ويخشى من سوء نتائجها، الآمينات المسطرية الجاهزة تكون عادة فضفاضة وبدون تعريف محدد وتقدم "اقتراحات" وليس اجوبة حاسمة. ربط الفتوى او النبوءة بالموضوع الموجود في ذهن السائل يقوم به السائل نفسه عن غير وعي منه وبعملية نفسية، ليقوم بإختيار الآمين الانسب له من مجموع التناقضات. بمعنى اخر المقولات الجاهزة في مجمع الفتاوي والنبوءات تصبح تطير وشئوم فقط إذا تطابقت مع مزاج الزبون في حين ان بقية التفسيرات المختلفة يجري تناسيها.

الفتوى والنبوءة النمطية الجاهزة يمكن ايضا ان تكون اداة للمساعدة على تحفيز البحث والتفكير وتوفير الوقت وبالتالي تخدم الزبون ان يركز على المشكلة مثلا ليؤكد ردة فعل كلاسيكية او يقدم بديل، مما يحرره من معالجة المشكلة في كل مرة من بدايتها. وفقط إذا فشلت الفتوى او النبوءة في تقديم جواب من المرة الاولى يمكن إعادة الامر من جديد بإستخدام فتوى اخرى. في بعض الاحيان يمكن استخدام النبوءات الغير مرغوبة، والتي يتجاوزها الزبون، لسوط الزبون بها للتأثير على نفسيته واخافته وحمله على الموافقة على اقتراح لم يكن سيوافق عليه. بذلك تكشف لنا سلوكية الشعوب السابقة عن المصدر التاريخي لظاهرة الكتب السماوية والفتاوي والنبوءات والتنجيم، بمحتواها السلوكي والمعرفي المنمط، وهي ظاهرة نرى انعكاسا لها في القرآن في سورة الفلق وسور اخرى وقصة يونس (راجع الحاشية الثانية)

الهرمية التي تسمح بتبوء اقرب الامكنة الى الالهة سبب اخر لبقاء وتجذر مؤسسة الفتوى والتنبوء في ظروف الملك الاشوري، حيث يواجه الملك المجازفة بسقوط مركزه الاجتماعي ايضا وسقوط الهرمية الاجتماعية التي تعطيه رونقا، ولذلك لابد للهرمية ان تبقى حتى يكون هناك قمة. والملك ، على إعتبار انه هو الذي يجلس على قمة الهرم السياسي والاجتماعي لايجوز له ان يبدو بمظهر الضعيف او غير قادر على اتخاذ قرار والا يصبح لامعنى لوجوده. الرسائل الالهية المنذرة بالغضب تعطيه ومستشاريه الفرصة لايجاد مشكلة تحتاج الى مخرج ثم يعالجها ويعرض النتائج بدون ان يرى احد لحظات فقدانه اعصابه او حكمته امام الناس الاقل منه مستوى. إضافة الى ذلك فإن تراكم الامينات وتعقيدها تعطي الحاجة لان يكون القادر على فك هذه الطلاسم متعلم من النخبة ويملك الة سحرية تعطيه شرعية، تماما كما في حالة رجال الدين وعلاقتهم بالعلوم الفقهية اليوم.
إضافة الى ذلك فإن هذه المنظومة تسمح لقرارات الملك ان تملك شرعية إلهية وبالتالي لاتعطي فرصة لبقية الحاشية للجدل فيها او الطعن او الاختلاف في الاراء او الخروج عن سلطته بدون الاتهام بالخروج عن سلطة الله آشور، وهي اللعبة نفسها التي لازالت في الاستخدام بفعالية حتى اليوم في دول مثل السعودية وايران
الامينات ( الفتاوي، التنبوءات) الجاهزة زاد استخدامهم في عهد الملك ايشار هادون وآشور بني بعل بفضل رفعة الملوك الاجتماعية الفائقة التي دعمها وحافظ عليها تعليمهم العالي وقدرتهم على الكتابة وإنتمائهم العملي الى نخبة الحكماء والتي تتجلى بمظاهرها في قضاء الوقت والاهتمام وصرف الموارد على العلوم التنبوئية.

اليوم من جديد يعود علم التنبوءات والفتاوي الى الواجهة ليصبح جزء مهما من مؤسسات الدول المتقدمة الصناعية والدينية على السواء. وفي حين يكون مؤشر على الوزن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للاولى يلعب دور الاداة في ترسيخ نفوذ النخبة الحاكمة وتسلطها على العامة في الثانية وشرعنة السلطة تماما كما كان الامر في عهد مملكة آشور. التنبوءات اليوم تشكل عاملا حاسما في قرار الحرب والسلم في الدول المتقدمة وفي الانتخابات وفي اتخاذ القرارات الغاية في الاهمية مثل الاستثمارات الاقتصادية.


العرافة والتنجيم والاضاحي
التنجيم فن قراءة العلامات السماوية التي تحركها الالهة وتدل عليها قادمة من بوابات العالم السماوي الى عالمنا الارضي . الالهة يمكنها ايضا ان ترسل علاماتها من خلال الاحلام اوالالهام اوالوحي الى اي شخص من ابناء شعب آشور. ولكن احيانا لايكفي الوقت لانتظار الرسالة الالهية. الملك مثلا قد يحتاج الى حل معضلة سياسية عاجلة او انه غير متأكد ان الكلام المطروح وهو إلهام الهي في المسألة. في ظل هذه الظروف يمكن ان يوصي على نبوءة مقابل هدية او اضحية لله للحصول على جواب بنعم او لا على سؤال يتوجه به الى الله آشور/ انليل. الباحث عن العلامة يقوم بفحص الاعضاء الداخلية للاضحية المذبوحة على اسم آشور على امل العثور على العلامة الجالبة للتطير ولحساب مجموع السئ والجيد من العلامات واستنتاج الاكثر احتمالا ان يكون انعكاسا لمزاج الرب ومقاصده.

الاصول القديمة للنبوءة وكشف الطالع
التنبوء وفتح الفأل لم يكن حديث الاكتشاف في مملكة آشور. في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد ، عندما كانت السنوات يستدل عليها من خلال اسماء الاحداث السياسية التي حدثت بها، ( وهو امر بقي شائعا في العالم العربي حتى بداية القرن العشرين)، نجد مثلا وثائقا تقول:" في السنة التي جرى فيها اختيار كاهنة انليل من تيس "، او "في السنة التي جرى فيها اختيار ابن الملك ناما من قبل تيس ليكون كاهنا لاينانا في معبدها في اوروك". ورود تعبير تيس في النص على الاغلب يقصد به الضحية التي ذبحت لتكون احشائها هي الدالة على رغبة الرب الاعظم التي ساعدت الملك في إتخاذ قراره بتعيين الشخص المختار من قبل الارباب.
قراءة الاحشاء تشبه قراءة الكف اليوم حيث " العرافين" يقرؤون خطوط الكف التي جرى مسبقا تسميتها ووصفها بأحداث تخص الفرد مثل خط طول العمر وخط الزواج وعدد الاطفال. الامر نفسه نجده في عهد الاشوريين حيث توجد رسمة للكبد والرئة وخطوطها واسمائهم وعلاقتهم بالاحداث اليومية للانسان، حسب الرسمة التالية:

رسمة لمخطط قراءة خطوط الكبد والرئة

في القرن السابع عشر كان المتنبئ ( العراف) في مملكة ماري عضو في العائلة الملكية بالزواج. كان على الدوام يقوم بعمليات قراءة الطالع والنبوءة المرتبطة بها بطلب من الملك ويقدم النصائح السياسية.
عندما كانت الملكة تنقل النصائح التنبوئية التي تسمعها من وصيفاتها وخدمها، الى الملك كانت ترفق معها على الدوام شعر او شئ من منزل قائل النبوءة. إذا راقت النبوءة للملك فإنه يقدم الاشياء الخاصة بالمتنبئ الى متنبئه الخاص الذي بدوره يقوم بإجراء طقوس داخلية عليها لاختبار مدى مصداقية صاحبها ويستخرج منهم مقدار الحقيقة في النبوءة. في وثيقة من القرن السادس عشر قبل الميلاد من مدينة سيبر البابلية نرى ان كاهن معبد اور، في مناسبة رأس السنة، يقوم بطقوس كسؤال لله البابلي ليخبره عما إذا كان هو وعائلته سيحيون بخير وصحة في الاشهر الاثنى عشر القادمة.

طقوس التحضير لعملية التنبوء وكشف الطالع
عملية التنبوء لاتنحصر في فتح بطن الاضاحي وانما تتضمن ايضا الاناشيد الدينية والادعية والطقوس. الرسائل الباقية تشير الى ان عمليات تحضير دقيقة تسبق عملية التنبوء ولا غنى عنها. الاضاحي المختارة يجب ان تكون سليمة ومعافاة قدر الامكان. السبب ان الهدف هو ان الله سيقدم علامة إرادته على شكل بعث الخطأ في الضحية السليمة وليس تقديم ضحية مليئة بالاخطاء مسبقا وبالتالي مشكوك ان تكون العلامة من آشور العظيم. والقائمين على الطقوس يهتمون ان يكون المكان نظيفا ولائقا وطاهرا. وتطهير موقع الطقوس يحدث بغسل المكان وتبخيره بالروائح الطيبة وحلق الشعر ليكون الجميع طاهرين وجميلين وجاهزين للوقوف بين ايدي الالهة للدعاء. عندما يضع الكاهن خرطوشة سؤال الملك الى الرب شماس ( الاله الشمس) والرب حداد( الاله الريح) آلهة النبوءات والحكمة يسألهم بخضوع ان يصفحوا عنهم إذا كانت الاجراءات ليست بالكمال الذي يتناسب وعظمتهم، او لكون خطأ ما قد حدث بسبب عدم الانتباه او النسيان او الاهمال.

(هذا اللوح الطيني هو خطوط الكبد والرئة والرسمة السابقة مخطط عنها)

لايهم إذا كانت الاجراءات الطقوسية تجري في مكان مخصص لها داخل معبد او في الهواء الطلق تحت رعاية اله الشمس واله الريح. الملك الاشوري كان يستخدم التنبوءات ايضا لاتخاذ القرارات العسكرية والحربية. في لوحة مكتوبة من الملك سرجون الى الاله آشور عن حادثة جرت في عام 714 قبل الميلاد تخبرنا عن حادثة بعد قراءة احداث السماء وتوثيق آمين " تنبوء" يبشر بالخير اعطى سرجون موافقته على تنفيذ الخطة العسكرية لمسيرة الجيش التي حصلت على مباركة الاله شماس بعلامته السماوية. الجدارية الحجرية على القصر تصور ايضا المتنبي اثناء عمله في المواقع العسكرية. وبغض النظر عن مكان حدوث الطقوس الا انها لاتجري في الايام التي تغطي فيها السحب الشمس ولكن يمكنها ان تستمر الى الليل لتكون موجهة الى الرب القمر سين وعائلته من النجوم.

معاينة الاضاحي المقدمة للالهة كانت عملية ليست سهلة ويقطر منها الدم. الحكيم المخول بالبحث عن العلامات الالهية في بطن الضحية كان يساعده كاتب لكتابة ملاحظاته عن التشوهات الداخلية والنمو الغير طبيعي وبقية الاضرار وتهيئة التقرير الاخير. البداية تبدأ من تسجيل الملاحظات الخارجية عن حالة الكبد والمرارة ثم يتم الانتقال الى الرئة ( كوحدة واحدة). لدينا صور تشير الى ان الاشوريين كانوا يملكون موديل للكبد والرئة مؤشر بعناية ويستخدم لتعليم علم النبوءات تماما كما في علم(!) قراءة الكف اليوم، وبالتالي يقدم العلامة التي تكون مؤشر على الشر. بالتأكيد مفردات هذا الفن تطورت على مدى الاف السنوات ولكن في وقت ايشارهادون وسنحاريب كانوا يستخدمون الموديل في شكله الموضح في الصورة اعلاه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Jasmine collar

Jasmine collar



التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور   Empty
مُساهمةموضوع: رد: التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور    التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور   Icon-new-badge14/1/2012, 21:16


فن قراءة الآمين وتفسيره

بشكل عام يكون التنبوء الطيب ، والذي يسمى اليوم الخيرة في بلاد الشام، تعبيرا عن سلامة الاعضاء في الجانب الايمن من جسم الحيوان والاضرار في الجانب الايسر. ولكن الامر ليس بهذه السهولة نظريا. الملاحظات التفصيلية جرى تدوينها والتحريمات التي ترتب عليهم جرى جدولتها في كتاب فقهي يسمى bārûtu. في الفترة الاشورية التاسعة كانت هناك 99 خرطوشة نمطية مصنفة في في تسعة فصول حسب اعضاء الحيوان المعاينة إضافة الى قسم اخير يتضمن الاستنتاجات النهائية والتعليقات. فقط نصف المعلومات جرى نشرها في المجلات العلمية الحديثة ولكن محتويات الخرطوشة رقم 6 تعطينا فكرة عن البنية والتعقيدات في هذا الكتاب :
"إذا كان خط الرسمة المجرور من مركز قمة المحطة Station (راجع الرسمة التوضيحية للكبد والرئة في الاعلى لترى موقع المحطة) الى بوابة Gate ( راجع الرسمة) القصر Palace (حسب موقعه في الرسمة) واشارة السلاح متوازية معه: هناك قائد سيغادر بلاده.

إذا خط الرسمة مجرور من منتصف قمة المحطة الى بوابة القصر واشارة السلاح تشير اليه: هناك قائد سيدخل البلاد.

إذا كان خط الرسمة مجرور من منتصف البوابة الى المحطة : الالهة سمعت شكوى في البلاد.

إذا كان الخط بين المحطة والممر bath, : احد الالهة سيطلب ضحية او بخور من رجل.

إذا خط مر مرتين من المحطة والممر: احدى الزوجات ستحصل على موت زوجها.

إذا الخط مر ثلاث مرات بين المحطة والممر : احدى الزوجات كتبت (لعنة) مرات ومرات طالبة موت زوجها، (قائلة) "اقتل زوجي وزوجني". " انتهى الخرطوش السادس.

في فترة ادارة الملك ايشارهادون وفترة طويلة من عهد اشور بني بعل لم يقم المتنبئون بتدوين نبوآتهم في الوثائق الملكية وفقط الاسئلة التي وجهوها الى الاضاحي هي التي وصلت الينا. غير انه منذ عام 652 قبل الميلاد اصبح حكماء اشور بني بعل يكتبون تقارير مفصلة عن تنبوءاتهم تسمح لنا بتصحيح الفرق بين النظرية والتطبيق. افضل الوثائق حفظا تشير الى انه في الوقت الذي يتضمن التقرير جميع العلامات التي لصالحنا ( الايجابية) وضدنا ( السلبية) فإن الحكماء يرفقون الامين (الفتوى) تقريبا فقط عندما تكون غالبية العلامات الملاحظة ليست في صالح المتنبئ له وايضا عندما يكون الاستنتاج النهائي ليس ايجابيا.

النبوءات والتنجيم والملك

بعض المؤرخين دافعوا عن قناعات ان المركز الاجتماعي للتنبوءات والتنجيم قد سقط في القضاء التاسع للمملكة الاشورية لوجود رسائل قليلة موجهة من المنجمين والمتنبئين الى الملك. غير ان هذه المعطيات تشير في الواقع الى العكس تماما: لكون الملك نفسه هو الذي طلب التنبوء لم يكن هناك حاجة لدى منجم وفاتح الفأل الخاص للملك ان يقدم نموذجا بالطريقة الرسمية وخطيا كما يفعل البقية، لان النقاش جرى وجه لوجه.


صورة صفحة من اللوح المحفوظ من مجموعة الفتاوي او الامينات من نهاية الدولة المتوسطة

على خلفية ان اشور بني بعل كان مهتما بالعلوم يصبح مفهوما اساب طلبه للتنبوءات كتابيا حتى يتمكن من تحليلها ومقارنتها مع الاساس الذي جرى استنتاجها على اساسه. ومع ذلك كانت التنبوءات والامينات هي الاساس لجميع الاتصالات الملكية مع الالهة و في قرارات الملك السياسية والعسكرية والطبية والادارية. في الجانب الطبي نجد ان التنبوءات تحملت المسؤولية الرئيسية لتقرير شكل العلاج والتشخيص والتنبوء بحالة المرض، وهي امور احتاجت الى تنبوءات روتينية لتأكيدها بإستمرار كما يشير الى ذلك بالتفصيل قسم الطب في المملكة الاشورية.

الطقوس عند الاشوريين
يقول المثل: الاطهار هم الذين يخافون الرب، ولكن من اين جاءت طقوس الطهارة الى المملكة الاشورية ولماذا هي طاهرة ولماذا لعبت دورا كبيرا للملك؟

المراسلات الملكية الاكاديمية ممتلئة بالاشارة الى حفلات طقسية جرت بحضور الملك او بمشاركته. بعض هذه الطقوس، مثل التتويج او الدفن، كانت طقوسا عامة مفتوحة للجميع. بعضها ، مثل احتفالات عيد رأس السنة وعيد الخصب كانت اعياد ملكية ودينية عادية وسنوية. غير ان طقوس اخرى كانت تجري من اجل الحصول على رضى الرب او ليحجب غضبه بعد ان ارسل علاماته من واظهر المتنبئ انها علامة نبوءة سيئة مما يسبب تطير يتطلب العلاج. مسألة التطير نجد ترسخها في نفوس الشرقيين منذ القدم حتى ان اهل قريش يقولون للنبي محمد اننا تطيرنا بك..


طلسمان ضد الجني Lamashtu الذي يخطف الاطفال الرضع الى العالم السفلي

السنة الاشورية الجديدة تبدأ في الربيع في اليوم الاول لظهور الهلال بعد ان يتساوى الليل والنهار. هذا الامر يجري الاحتفال به في اعياد تستمر احدى عشر يوما وتسمى اعياد akitu وهي احتفالات تدلل على الاعتراف ان الرب آشور هو الاكبر وان الملك يمثله بكل تواضع على الارض. حسب وثيقة بابلية كانت الاحتفالات تصل الى قمتها عندما يقومون بقضاء الليل بأكمله بترتيل سورة الخلق الى آشور ( مردوك في النسخة البابلية) ويتحدث عن انتصاره على قوى الشر والفوضى والتي منها خلق عالم الانسان. بعد ذلك يجري غسل المعبد بدم الاضاحي ثم يتقدم الملك الى امام صنم الرب بكل خشوع وتواضع حتى يمنح الغفران. هذا الطقس السنوي الدوري تكمن اهميته في انه عبارة عن تجديد العهد مع الله آشور الاكبر يجدد تفويضه ويمنحه الشرعية بالحكم من قبل الرب. هذه الاحتفالات تجري في معبد خارج نينوى قام الملك سنحاريب بتجميله بما جلبه معه من حروبه من الممالك الاخرى. يوم تساوي الليل مع النهار يجري الاحتفال به ايضا.

حسب سورة الخلق كان اول ماخلقه الرب آشور هو السماء التي حركها. النجوم ( التي كانت في حقيقتها آلهة) صعدت وجلست في اماكنها على مدى السنة في حين كان القمر يقوم برحلة من 30 يوما بين الظهور والغياب في رقصة مع زوجته الشمس. الفلكيين الملكيين كانوا يراقبون حركة الالهة في السماء من اجل التقاط اية اختلالات او اشارات وكانوا ينصحون الملك بإضافة شهر من اجل ضبط الايقاع بين القمر والشمس. المنجم الاكبر للملك ايشارهادون ماردوك شاكين شومي كان، في عام 670 قبل الميلاد، ينصح بإضافة شهر سادس قبل احتفالات الخريف. كان ذلك في اللحظة الاخيرة من التحضير للاحتفالات والامر بتأجيل الاحتفالات وصل الى بابل متأخرا حيث ان الكاهن الاكبر مار ايشار كتب ردا يقول فيه انه امر بتأجيل الاحتفالات في الوقت الذي كانت الاحتفالات في يومها السادس.

طلب الغفران والصفح
في قلب احتفالات السنة الجديدة akitu يصبح الملك طاهراً من جميع الذنوب التي ارتكبها في العام الماضي بعد تقديمه الاضاحي وتقدمه من آشور طالبا الغفران والرحمة وإقامته طقوس الرب. غير ان الالهة لن تنتظر بالضرورة هذه المناسبة الكبيرة لتظهر غضبها: لقد كانت الالهة في تواصل مستمر مع الملك بواسطة العلامات التي يرسلونها عن غضبهم او رضاهم، هذه العلامات يمكن ان تظهر في السماء او على الارض. إذا لاحظ فلكيي الملك ( المنجمون) ظاهرة تخل بالنظام اليومي او لاحظ العارفون العلامة على الارض او ان المتنبؤون حصلوا على جواب سلبي من بطن الاضاحي او إذا اصيب احد افراد العائلة المالكة بالمرض عندها يكون الوقت قد حان لارضاء الالهة بالتراتيل والصلوات وتطهير المكان والانسان من رجس الارواح الشريرة.


القلائد لم تكن للزينة وانما وظيفتها مثل وظيفة الخرزة الزرقاء فهي تعويذة وتميمة لطرد الارواح الشريرة

التراتيل الدينية يقوم بها كهنة خاصين يطلق عليهم اسم Kalu, وهم من خدمة الرب ايا EA, وهي وظيفة قديمة في التاريخ نجد اثارها في الالفية الثالثة قبل الميلاد. التراتيل تشبه الاناشيد الصوفية والمسيحية وقصص الندابة الشيعية منظمة بكلمات تعبر عن الالم من سخط الالهة والاعتذار وطلب الصفح على مااقترفته ايديهم من ذنوب، على الطريقة السلفية. عندما تكون العلامة السماوية فأل شر فإنها تسبب تَطير وهي ظاهرة معروفة تخلق الشك والتردد ولازالت جزء من وعينا حتى اليوم. ولازالة التطير والقلق الذي يسببه يبدأ فريق التراتيل اناشيد التعظيم والنقر على الدفوف للرب المناسب من مجموع الارباب، حسب نوع العلامة، والاستغفار منه وطلب الرحمة وتخفيف القدر. مثلا عند الاعتقاد ان العلامة سببها كوكب المريخ يبدء طقس النقر على الدفوف متوجها الى رب المريخ Negral, وهو إله الحرب وقوة التخريب. مثل هذه العلامة ذات الفأل السئ جرى توثيقها بضعة مرات في عهد الملك ايشارهادون من قبل عدد من الفلكيين وكهنة اييا. إذا كانت العلامة آتية من المريخ فهي مرسلة مباشرة من الرب نيغرال عندها ينتشر عادة مرض الطاعون وامراض وبائية اخرى ولذلك فعملية التطهير لاغنى عنها لارضاء الالهة ورفع شرها عن البشر. هذا التطير ومفاهيمه نجد ان القرآن ورثها ويعكسها في عدة آيات ومنها في سورة الفلق (راجع الحاشية الثانية).


البوراق المجنح كان حارس بوابة القصر ضد الشياطين والجن الذين يتلصلصون السمع ويحيكون المؤامرات الخفية

التراتيل والندابة الموجهة الى الارباب النجوم والسماء طقوس لم تكن موجودة في لدى الاكديين الذين اسقطوا السومريين ولكن كانت موجودة في احدى لهجات اللغة السومرية المسماة Emesal والتي كانت تستخدم كاللغة اساسية في القرن السابع قبل الميلاد والتي ورثها الاكديين عن السومريين واصبحت تستخدم من قبل الكهنة للطقوس الدينية وحدها، واستمر استخدامها حوالي الف سنة. العديد من التراتيل الدينية ونصوص الرقية ايضا ورثها الاشوريين عن سابقيهم.
كهنة اشور لايدونون اسماء مؤلفي التراتيل والاناشيد ولكن نعلم ذلك من بضعة تراتيل على خراطيش طينية من مكتبة آشور بالمقارنة مع 60 من التراتيل ذاتها على كتالوج اقدم. لذلك فإن الندابة الموجهة الى الاله نيغرال كان نصها التالي:
"الطوفان الذي اغرق زرعنا ماذا يمكن لنا ان نعرف عنك؟
ايها السامي، الطوفان الذي اغرق الزرع، ماذا يمكن لنا ان نعلم عنك؟
آه، الاله نيغرال البطل العظيم تمجد اسمك، انت الكبير ، ثور جامح، قادر بجلالة، انت السيد.
المنتصر الكبير، سيد الرعية وهاديها الى صراطها، القدير، الاعظم والمنتقم

ويستمر النشيد بهذه العبارات محاولا تهدئة غضب الله وتليين قلبه وإعادته الى رشده.

الخراطيش التي وصلتنا ترسم لنا صورة عن طريقة اجراء الطقوس حيث يكون ناقري الدف مختبئين عن نظر الثور الضحية. الحيوان المقدم ضحية للاله يجب ان يضحى به في مكان طاهر. هذا الامر تشرحه التعليمات التالية:
انت ستقوم بالهمس في الاذن اليمنى بواسطة قصبة جميلة فتقول" ايها الثور الكبير، الثور المختار، الذي يدوس على المكان الطاهر".
وانت ستهمس في الاذن اليسرى، بواسطة قضبة جميلة فتقول:
ايها الثور، هل انت من سلالة آنذو Anzu (آنذو إله ليس كمثله شئ، نصفه اسد ونصفه نسر)؟
بعد قتل الثور يجري سلخه ومعالجته وفي النهاية يجري تغطية الفم بالطبل مع أوتاد بيضاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التطير و النبوءة و الاعتقاد في مملكة آشور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قوة الاعتقاد الإيجابي
» الاعتقاد بأن النرجيلة أقل خطرا من السيجارة مجرد أسطورة
» مملكة اجسادنا
» مملكة ماري
» مملكة هرمز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: غرائب عجائب غوامض :: اسرار و امور غامضة-
انتقل الى: