ربيع الأول هو الشهر الثالث من السنة القمرية أو التقويم وسمي بذلك لإنه صادف موسم الربيع. كان يسمّى في الجاهلية خَوَّان أو خُوَّان.
شهر ربيع الأول
أول من أحدث بدعة المولد النبوي
لا شك أن الصحابة رضي الله عنهم هو أشد الناس محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباعه وأعلم الناس بالسنة ، وهم رضي الله عنهم مع حرصهم وشدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عنهم على الإطلاق إن أحدا منهم احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يؤثر كذلك عن القرون المفضلة الأولى أن أحدا احتفل بالمولد . فلم تسجل حادثة واحدة في كتب التاريخ تدل على وجود مثل هذا الأمر في تلك القرون .
مما يعني أن أمر هذا الاحتفال استحدث بعد هذه القرون المفضلة .
وأول من أحدث هذه البدعة هم الباطنية وبالأخص قوم يعتبرون من المؤسسين للدعوة الباطنية يقال لهم بني القداح ويسمون أنفسهم بالفاطميين ، وينتسبون زوراً إلى ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فجدهم هو ميمون ابن ديصان القداح وكان مولى لجعفر بن محمد الصادق وميمون هذا من الأهواز وهو أحد مؤسسي المذهب الباطني الخبيث وذلك بالعراق ، ثم ارتحل إلى المغرب ، وانتسب هناك إلى عقيل بن أبي طالب وزعم أنه من نسله ، فلما دخل في دعوته قوم من غلاة الرافضة ادعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق فقبلوا ذلك منه على الرغم من أن محمد ا بن إسماعيل بن جعفر الصادق مات وليس ذرية . وممن تبع ابن ديصان القداح رجل يقال له : حمدان قرمط وإليه تنسب القرامطة .
ثم لما توالت الأيام ظهر المعروف منهم بسعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون بن ديصان القداح فغير اسمه ونسبه وقال لأتباعه : أنا عبيد الله بن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق فظهرت فتنته بالمغرب .
قال بن خلكان في وفيات الأعيان : ( وأهل العلم بالأنساب من المحققين ينكرون دعواه في النسب ) .
وفي سنة 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة ، والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين ، محاضر تتضمن الطعن والقدح في نسب الفاطميين – العبيديين - وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر هو : منصور بن نزار الملقب ب" الحاكم " حكم الله عليه بالبوار والخزي والدمار – ابن معد بن إسماعيل بن عبدالله بن سعيد –لا أسعده الله – فإنه لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيد الله ، وتلقب بالمهدي ، وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج ، لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ولا يتعلقون بسبب وأنه منزه عن باطلهم ، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور . وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في أنهم خوارج كذبه ، وقد كان هذا الإنكار لباطلهم شائعا في الحرمين ، وفي أول أمرهم بالمغرب ، منتشرا انتشارا يمنع أن يدلس أمرهم على أحد ، أو يذهب وهم إلى تصديقهم فيما ادعوه ، وأن هذا الحاكم بمصر –هو و سلفه – كفار فساق فجار ، ملحدون زنادقة ، معطلون ، وللإسلام جاحدون ، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون ، وقد عطلوا الحدود ، وأباحوا الفروج ، وأحلوا الخمر ، وسفكوا الدماء ، وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف ، وادعوا الربوبية ،
كتب في سنة 402 هجرية وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير . ا.هـ
فأول من قال بهذه البدعة – بدعة الاحتفال بالمولد النبوي – هم الباطنية الذين أرادوا أن يغيّروا على الناس دينهم ، وأن يجعلوا فيه ما ليس منه ؛ لإبعادهم عما هو من دينهم فإشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة ، والبعد عن شريعة الله السمحة وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المطهرة .
وقد كان دخول العبيديين مصر سنة 362 هـ في الخامس من رمضان ، وبدعة الاحتفال بالمولد عموما ، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا إنما ظهرت في عهد العبيديين ، ولم يسبقهم أحد إلى ذلك .