طر المفاعلات النووية في البحر يقلق جمعيات البيئة
بينما يشغل الموضوع النووي كافة دول العالم، مع تزايد المخاطر المثارة حول ملفاته على الصعد كافة، قررت روسيا بناء مفاعل نووي عائم لتغذية مناطقها القطبية التي تعاني من صعوبات في الحصول الطاقة مع بداية شتاء كل عام.
شركة الطاقة النووية الروسية "روسنرجاتوم" التي تعتزم البدء ببناء المفاعل العام المقبل، ستتمكن عبره من تزويد 200 ألف روسي يسكنون أقصى شمال البلاد بحاجاتهم من الطاقة بأسعار زهيدة.
وكان سكان تلك المناطق يعانون مع بدء الشتاء القطبي من صعوبة إيصال مصادر الطاقة من وقود وفحم حجري إليهم، مما يجعل حياتهم اليومية شديدة الصعوبة.
ولفت مراقبون إلى أن المشروع الروسي ليس جديداً بالكامل، مشيرين إلى أن شركة "وستنكهاوس" الأمريكية، قامت بوضع تصميم مشابه في أوائل السبعينيات لأغراض مماثلة، لكن تطورات لاحقة أملت عدم استكمال المشروع.
وفي المعلومات التي رشحت عن المشروع الروسي، أن سفينة خاصة سيتم تزويدها بمفاعلين لتحملهما إلى مياه المناطق القطبية لشمالية،حيث سيتم وصلهما إلى شبكة الكهرباء المحلية.
أما مخلفات المفاعلين فسيتم تخزينها في مستودعات خاصة على السفينة على أن يجري تفريغها كل عشر سنوات، وذلك على امتداد حياة المفاعل المقدرة بحوالي 40 عاماً.
وتعتزم الشركة الروسية بعد إيقاف عمل المفاعلين، إيداعهما مستودعاً خاصاً بعد استبدالهما بآخرين جديدين، بينما سيتم إعادة تدوير السفينة.
وأثار الإعلان الروسي زوبعة من المواقف المعترضة من جمعيات بيئية عالمية مثل "غرينبيس" والجمعية النرويجية "بيلونا" وغيرهما من الجمعيات، التي أبدت مخاوف شديدة من الانعكاسات البيئية للمشروع.
الجمعيات أثارت مخاوف متعلقة بوجود المفاعل على سفينة في عرض البحر، حيث قد تؤدي الاهتزازات إلى تسرب إشعاعي إلى مياه البحر، أو أن تؤدي حرارة المفاعل إلى إذابة قاعدة السفينة وتسرب المواد المشعة إلى البحر متسببة بكارثة بيئية.
أما الخوف الأكبر الذي عبرت عنة الجمعيات فكان تسبب عاصفة هوجاء، مثل تلك التي تهب في المنطقة، بانقطاع أسلاك الطاقة، مما قد يؤدي إلى اختلال تموجات الطاقة في المولدات والتسبب بانفجار مماثل لانفجار مفاعل تشرنوبيل.
وحاولت الشركة الروسية تبديد تلك المخاوف بتأكيدها أن المفاعلات المزمع بناؤها يتم استعمالها منذ زمن على متن كاسحات الجليد الروسية، مما يؤكد بحسب الشركة الطابع الآمن لعمل تلك المفاعلات على متن السفن في الظروف الجوية القطبية.
غير أن علماء أشاروا أن التأكيدات الروسية غير كافية، إذ سيتم استعمال المفاعلات لتوليد طاقة كهربائية بينما كان تصميمها الأساسي بهدف توليد طاقة دافعة لكاسحات الجليد، فضلاً عن مرور أكثر من أربعين عاماً على تصميم تلك المفاعلات التي لا يعرف ما إذا كانت بنائها يلتزم بمعايير السلامة الحالية