ليلة من دماء
افتح باب غرفتي التي تطل على شاطئ البحر انظر لغروب تلك الشمس الصامتة غريب أمر ذلك البحر وشاطئه حزين حتى تلك المياه المرتطمة على رمال البحر كان لحنها حزين مخيف .. وغابت تلك الشمس واصبح الليل خافت متوشح بوشاح الغربة الحزينة بدون قمر منير كليلة اختفى بريق القمر وهو وسط السماء يغوص لينير لنا بنوره شبق النور الإلهي ..
اذهب لغرفتي مجددا أحاول أن أنام أتقلب يمينا تارة يسارا تارة أخرى ولكن جفون عيني تأبى أن تنطبق حتى أنام !! .. فتحت نافذة غرفتي انظر لتلاطم أمواج البحر لكنه صامت لا يتحرك رغم أنه الشتاء والهواء عاصف بتلك الليلة لكن ؟!
لم استطع مقاومة ذلك الشعور القاتل أحس دموعي ستسقط من ضيق صدري بتلك الليلة ..
اقتربت من شاطئ البحر كان مخيفا والجو كان قارصا والبحر صامتا أكاد أموت لم اعتد أن أرى ذلك البحر بصمته الغريب كأنه كتلة جليد غطت سطح البحر وأوقفت حركته انتابني الشك اقتربت أكثر من البحر ولامسته بأصابعي حتى أتأكد أنه ماء وليس جليد لأني لم أعتد هدوء هذا البحر وصمته ولأنه لم يهدأ يوما ما ا يهيجانه الرائع وبسحره المتناغم وسط تكسر ورقصات الموج الدافئ ..
سرعان ما اقشعر بدني عندما لمست الماء وسرى شعور بأوصالِ لما أكد يوما أشعره إلا بهذه الليلة شعور مخيف يكاد يزلزلني ويفجر أعماقي لمعرفة ما بالبحر؟ اجلس على شاطئ البحر أخلل رماله بين أصابعي ببطء وتثاقل وحزن وعيناي ترقبان مرت البحر، حتى رأيت نور بين مياه البحر ورماله وكأنه بداية فلم أو شيء ما ، ما هو لا اعلم ؟
بداء ذلك الضياء كنور شمس .. أو كنور قمر في ليلة تمامه .. لم أستطع فتح عيني من قوته نحوه وجف ريقي ،تخيلت رمال البحر كصحراء قاحلة جافة لا مياه هناك مذ رأيت ذلك النور كأنه يريد أن يخبرني بشيء ما كأنه يريدني أن أتبعه حيث يريد ،تحركت ببطء خلف الضوء وأنا في خوف علني أجد شيء حتى ارتاح من تفكيري الذي أصابني بالجنون ..
كان السكون يعم الأرجاء لا اسمع غير حركات قدمي وفجأة سمعت صوت قرع طبول بصوت خافت وكأنه الصوت آتٍ من بعيد وكلما ابتعدت عن الشاطئ يرتفع ذلك الصوت اكثر فأكثر وبعدها امتزج الطبول بألحان البوق الحزين أريد معرفة من أين يأتي ذلك الصوت
ولما هاج البحر بعد ذلك الصوت ..
رأيت شخصاً نعم لقد رأيت شخص ما يدق على الطبل وأخر يعزف بالبوق بحزن شديد وخلفهم أطفال يبكون ونساء تصرخ وكان الموقف جدا حزينا .. رغم ذلك تحرك ذلك الضوء قليلا بناحية أخرى من ذلك الشاطئ الحزين .. حتى ينفجر من وسط الماء نور اكبر من ذلك النور وإثر خروجه هاجت الرياح وأصبح الليل كئيب وتحطم هدوء السماء بهطول أمطار غزيرة من دماء ليغرق ذلك الشاطئ من تلك الدماء الحمراء الثائرة الحزينة ولكن لما بكت تلك السماء دماء ولما تحول ذلك الشاطئ إلى ثورة هائجة بهذه الليلة !!