صباحكِ قدسي
أرقّ وأجملْ
.
ومثلُ اكتمالِ
البدورِ وأكملْ
.
صباحكِ أندى العيون اللواتي
نظرنَ إليكِ إلى قدميكِ
فصرنَ كفجرٍ بجفنٍ جميلٍ
وهدبٍ رقيقٍ
وطرفٍ مـُـكحـّلْ
.
فكيفَ بمنْ كانَ بينَ يديكِ
يـُـقبـّـلُ في كلّ صبحٍ ثراكِ
ويرجو رضاكِ
وفي ثوبكِ السندسي
تسربلْ
.
صباحكِ أجملْ
وليلكِ مهدٌ لحلمِ عيوني
تنامُ جفوني
على كتفيهِ
وتغفو كطفلٍ ينامُ قريراً
على صدرِ أمّ
فليلكِ قدسي منَ الشـّهدِ أصفى
وأحلى وأشهى
كخمرِ الجـّـنانِ لذلكَ أثملْ
.
وإنّ القداسة
ملكُ يمينكِ
والطـّـهرُ شيـّـدَ قصرا بوجهكِ
يا أختَ مريمَ في الإصطفاءِ
ونورُ التـــّـجلي فيكِ تغلغلْ
.
أليسَ إليكِ
تـُـشدّ الرّحالُ
ونقرأ بين سطوركِ عزّاً عظيما
وعهدا نفاخرُ فيهِ البرايا
ومجداً قديماً
ونصراً مكلـّـلْ
.
وأرضكِ معراجُ
أهلِ السـّماء
كأنّ على كل بابٍ ملاكٌ
وآثار خطوٍ لكلّ عظيمٍ
وآياتُ ملكٍ وعلمُ إمامٍ
وفي كلّ دربٍ نبيّ ومرسلْ
.
هنالك مهوى
فؤادي وعيني
وقلبي الذي في هواكِ مـُـكبـّـلْ
.
هنالك بيتٌ
صغيرٌ قديمٌ
يصلـّـي لربٍّ كريمٍ عظيمٍ
بمحرابٍ ذكرٍ
يسبّح ليلا ويسجدُ طوعاً
قبيلَ الشـّـروقِ
ويرفعُ نحوَ السّـماءِ يديهِ
فيدنو منَ الملكوتِ
ويسألْ
.
هنالكَ أمــّي
تزيلُ الغبارَ عنِ الصـّبحِ فجرا
وتدعو الغيومَ لتغسلَ وجهي
فتأتي الغيومُ
هناكَ وتهطلْ
.
وأسمعُ صوتَ البلابلِ تشدو
بـُـعيدَ الأذانِ
فيبدأ دفؤكِ يسري بروحي
فأشعرُ أنــّي ملكتُ النـّـجومَ
وأنَّ ثريـّا السّـما تتوسلْ
.
ويخفقُ قلبي
باسمكِ دوماً
ونبضي يردّدُ خلفَ البلابلِ
صباحكِ قدسي
أرقّ وأجملْ
.
أتدرينَ قدسي
لماذا هيامي
لانـّـكِ أنتِ بعيني عروسٌ
وما لكِ مهرٌ كأيّ عروسٍ
سوى الرّوحِ منـّـا
ومنْ يا حبيبةَ قلبي
ســـــيبخلْ
.
فحبــّكِ فرضٌ
على كلِّ حرٍّ أبيّ أصيلٍ
وعنديَ حبــّـكِ يا قدسُ أكبرْ
وحبــّــكِ حتـّى كتابٌ
منزّلْ
.
حبيبة قلبي
خذي الدّمَ منـّـي
مقدّمَ عشقٍ بدونِ شروطٍ
وأكتبُ روحي ونفسي وعمري
لأجلكِ يا قدسُ مهراً
مؤجــّــلْ
..
.