أين أنتِ
منذ تسعةً وثلاثون يوماً أُواجه فرسان اليأس وحدي
وقد وجهوا سيوفهم نحو قلبي ولازلت أصمد
متمسكاً بجوارح سكنت جوفكِ وأهملتها
أين أنتِ
يا وثيقة سعادة ونبض الإلهام
تُنسى الوجدان وباقي الأحلام
لتُرى أقمار عاهدت مداراتي بضيائها يُقبل ولا يغيب
تُأنس وحدة ليلي وتضيء ظلمة أعماقي
أين أنتِ
فأنا لازلت غريق الهوى، سقيم القوى
شاذ الحال بمن حولي قاسم الروح نصفين
أحدها تسكنكِ والآخر تُميتُني أشواقاً
حتى أستفيق بروحٍ منتشية عطر جوفك
أين أنتِ
إضاءات تلك المسرحية أسئت تقديرها
فتظلمت أنفاسكِ بستار غاية مهملة
أدركت حينها نهاية قصتي بلحن اليأس في صوتكِ
حقاً شعرت بزفرات ساخنة تلتهم ملامحي
قسوت لشدة لؤم تفاصيلها فنالت فراقاً
يقودني للموت
أين أنتِ
لم أجد في ملاجئ الأرواح جسداً يؤويني
حتى أتقنت فن السير على الأقدام
بحثاً عن موطن تنزوي فيه طقوسي
لأُشيد بمقطوعة عهدكِ أملاً يزجيك
أين أنتِ
يا مذاق التوت يا بلسم الروح
ومضة عينيكِ خادعتني يوم وداعها
فلم أدرك بأنه وداعنا الأخير
أعتدنا الخصام بملهيات الدنيا
واعتدنا العودة ساعة المغيب
ولو كنت أعلم بأن تلك الليلة هي موعد وداع أخير
لبقيت منتشياً همساتكِ حتى بلوغ الفجرِ
أكثر من أي وقت
أين أنتِ
فرت دمائي عن جوف قلبي للهيبٍ بها
هو أصل ظلام مسورة من بعد رحيلكِ
ولسوف أمحوا باقي الصور قسوة عزيز
حتى أُبيت ليلي وحيد الروح بلا خيال
ولتحترق أقدام بحثي في ظلالكِ
ولا تسأل أين أنتِ