إليك أكتب ..إليك أنت أيها المتعجرف بلا هوية ..أيها الأحمق
الممتطي جوادا خشبيا لا تعرف أين لجامه ..أنت أيها المغرور
بلا هدف ..أيها المتعالي بلا أرض واقعية تطؤها قدماك ..أنا
أعترف أنني أحببتك يوما أو ربما تخيلت نفسي أفعل ذلك ..
عندما حفيت قدماك بحثا ورائي وقفتُ احتراما وقلتُ لك أنا هنا
لكنك للأسف لم تكن أنت هناك ..عندما لهثت خلفي تماما
كالمجنون صعبت في البدء علي ..فحاولتُ أن أسقيك أو أصفك
مكان الماء ..لكنك أخطأت مكان الماء ..وأخطأت مكاني أيضا ..
وأنا يومها عرفتُ أنك لا تعرف ماذا تريد ..بل وتتوهم في
ذهنك الخاوي أشياءً يصعب علي مثلك إدراكها من امرأة مثلي
فأنا أيها المتخم غرورا ..لا تُغريني ألاعيبُك ..ولاصفاقتك ..ولا
عبثك ..ولا تفاهاتك التي تملأ أفكارك البالية مثل أي شيء
فاقد القيمة وعديم الجدوي والفائدة أيضا ..أنا أكتب هنا للزمن
الذي أشكره كثيرا لأنه عرفني ساقطا من أيامه مثلك أنت ..
فتعلمتُ منه كيف أقوي علي إلغاء أمثالك من الباهتين ..أنا
أتألم من أجلك لأنك ستستمر حافيا ..وبلا محتوي ..ولن تدرك
كما يقولون أبيضا ولا أسود ..ولا أي لون آخر لأن عمي
الألوان لديك صار مزمنا ..ولأنك ببساطة كنت مندوبا مفوضا
للخيبة وانعدام الضمير ..وسفيرا فوق العادة للغش والتدليس
والكذب المفضوح ..أنت بحق صرت عارا علي كل الرجال أن
يدفنوه في ليلة بلا قمر ...أما النساء فهن أكثر إحساسا بموازين
التدمير التي تحملها أنت وأمثالك ..نحن لسنا ولم نكن يوما
سبايا تختار منا من تشاء لتلهو وتسمع ما لا تعرفه عن حكايات
شهرزاد وشهريار ...نحن من يقود الدنيا من خلف ومن أمام
كواليسها ..ولسنا عاجزات ولا متخذات أخدان ...فانتبه في المرة
القادمة ..لن أرفضك فقط ..بل ويمكنني أن أفعل شيئا آخر ...
( من وحي موقف واقعي لسيدة ..كانت أقوي مما تصور ذلك
المغرور ..فكتبت ما شعرتُ بانها قد ترغب في قوله ..وأعجبها
هذا كثيرا ...فأهديته لها ..ولكم أنتم هنا ...)