خُذْنِى
خُذْنِي من العَرَض الدنىّ
لجوهرِ النّورِ العَلِىْ
خَلّصْ نسيجي مِنْ
غرائزِهِ وبُثّ النورَ فِىْ
طَوّفْ بروحي فى سَنَا
ملأِ المعاريجِ النَّقِيْ
خُذْنِى من الوَجِعِ المُسَوّر
بالزمانِ الصَّيْرَفِيْ
مِنْ جُمْلَةٍ نَارِيّةٍ
عَجْفَاءَ ليستْ ذَاتَ رِىْ
خذنى إلى قُدُسٍ تَنَزَّهَ
ما رآهُ سوى نَبِىْ
خذنى لإنسانى فأنْسى
أننى كُنْتُ النَّسِىْ
بِدَمِى على دَرَجِ الوُصُولِ
وجُرْحِىَ العاصى الوَلِىْ
يَهْذِى الوجودُ على حُدُودِى
والبَقِىُّ هو البَقِىْ
فمتى تقومُ الرُّوحُ في
بُرْدِ الرُّؤى يأتِى القَصِىْ
هَوْنَا أَظَلُّ بوحدتى
يا ويْلَتِى أبْكِى عَلَىْ
الحُسْنُ ملهاتِى ومأساتى
شَقَائى بالشَّقِى
أم كيفَ أنْسَى ما حَيِيْتُ
وأنْتَ فىَّ وأنْتَ فِىْ
**
خذنى إلى مَلأِ البَقَاءِ
ولُجَّةِ النُّورِ السَّنِىْ
واجْمَعْ قُوَى رُوحِى على
قَبَسٍ حَبَوْتَ بِهِ الصَّفِىْ
يَغْتَالُ فى نفسى الهوى
ويُعِيدُ بادِئتِى إلىْ
كم فى الترابِ تمرّغَتْ
وتَلَحّفَتْ من كُلِّ غِىْ
خذنى لبادئتى الطَّهُورِ
وحَطِّمِ الضَّعْفَ البَغِىْ
أشعِلْ بذاتى جوهرى
الأسْمَى ومنْشَأىَ التَّقِىْ
وخُذْ بناصيتى إلى
حِصْنِ البقاءِ السَّرْمَدِىْ
واغْسِلْ خَلايايَ مِنَ
العِشْقِِ المَقِيتِ النَّرْجِسِىْ
كم بى حنينٌ للِّّقَاءِ
بِشِقِّىَ الباقى الذَّكِىْ
فأفِرُّ من ضعفى إليْهِ
يَلُفُّنِى الكَنَفُ القوىْ
كم بالترابِ يَتِيْهُ بعْضِى
ذلكَ الغِرّ الدّعِىْ
بَعُدَتْ خُطاهُ وليس يدرى
أنَّهُ البعْضُ العَيِىْ
ويَجُرُّ بادئتى على
صَخْرٍ بتجوالٍ عَتِىْ
مستوثقاً باللامدى
ويَعُبُّ فى نَهَمِ الفَتِىْ
تدعوه بادئتى هباءً
وهو فى عَبِقِ الدَّوِىْ
**
خذنى لفيضِ النورِ وانْصُرْ
بعضِىَ الأسْمَى التَّقِىْ
فكم يُعَانِى ذلكَ
البعضُ الشّجِىُّ مِنَ الخَلِىْ
إمّا تلمْلِمْنى أَفِقْ
وتَعَرّفَتْ نفسى عَلَىْ