ام على قلوب اقفالها
الحياة ينبوع لا ينضب وشمعة لا تنطفي مليئة بالأحزان والأفراح, نواسي
بعضنا حين الحزين وتهني بعضنا في أوقات الفرح , هكذا يجب أن نكون دوما
متوادين متحابين كلا منا يحس بألم الآخر وأحزانه ويفرح لفرح إخوانه
وجيرانه, فهذا أمر عظيم يجسد روح الترابط ومعنى التآخي الذي ورثناه من
عهد المهاجرين والأنصار. أصدقائي, إن تلك المحبة وذلك الإحساس يملي
علينا أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا, فنكون عونا وسترا لبعضنا البعض.
فالإنسان محتاج دوما لأخيه ولا نتصور أن أحدا يعيش لوحده أبدا. وللأسف
فان الكثير منا قد تناسى هذا الأمر وجعل يركض خلف الحاق الاذية بإخوانه.
ولعلي هنا أتطرق إلى موضوع طالما أزعجني, وأحس بالألم حين أراه يتكرر
دون أمل في أن ينقطع. إخواني أحدثكم عن مشكلة المقاطع التي تنشر على
اليوتيوب. فكثيرا ما نرى صورا, أنسانا الضحك والقهقهة أن
نقول لها " هذا غلط".
ويتعدد السيناريو لهذه المقاطع , مثلا: شاب يعمل مقابلة مع رجل كبير في
السن ويقوم بالسخرية منه والحط من قدره لكي يضحك هو وأصحابه,
وهذا آخر يستغل براءة الطفل ليصوره وهو يغني ويرقص. قمة التخلف
والتبلد الحسي أن نقوم باستغلال أمثال هؤلاء من اجل الضحك والمتعة.
أنا متأكد انك لا ترضى أن يكون اخو ك أو قريبك هو الضحية فلماذا يرضاها
على أخيك المسلم. هل استحضرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو يقول: "أحب لأخيك ما تحب لنفسك" إنها فعلا مشكلة أن يكون المجتمع
ضحية لأمثال هؤلاء الذين لا هم لهم سوى الاستهزاء بالآخرين والتجني عليهم .
فهل ندرك خطورة هذا الأمر أم على قلوب أقفالها!!!