اخى ..القارئ..من فترة وانا دائما أكرر (وسأكرر) أن الحياة غدت مكلفة، فلم يعد هناك شيءيمكن ممارسته من غير كلمة (إدفع)، ولو التفت يمينا أو يسارا أو درت حول نفسك فستجدأن كل الجهات تطالبك بالدفع، ولم يعد دخل الفرد مغطيا لاحتياجاته الأساسية قبل التكميلية. .
وعندما تتحول الحياة إلى لفظة واحدة (إدفع).. سيتغير معها سلوك الفردوالجماعة.. تغيرا جذريا.. يستبيح فيها المرء بعض المفردات الأخلاقية بالدهس والتقليل منشأنها في ظل حياة شرهة تمتص القيم التي نهض بها المجتمع في فترة زمنية سابقة علىهذا المتغير الاقتصادي المتسارع من غير أن توجد آليات لخلق حياة (شعبية ) تمكن الأفرادذوي الدخول المتواضعة من العيش في جحيم الغلاء الفاحش ومتطلبات الحياة اليومية ..هذا القول ربما لا يكون مستساغا لدى أصحاب الملاعق الذهبية، وهو كذلك حينمايستعيرون المثل القائل: (مد رجليك على قد لحافك)، ولأن الأرجل تمددت واللحاف حافظعلى قصره، ولم يعد هناك من يلتفت إلى من يجاوره غدت الحياة أكثر شراهة ..هذاالوضع الذي تعيشه فئات كبيرة من أفراد المجتمع هم بحاجة ماسة إلى تضافر جهودالوزارات مجتمعة.. للنظر في مثل هذه الأوضاع والعمل الجاد ..لإيجاد حياة أقل كلفة مماهي عليه والحلول الممكنة ليست صعبة المنال.. حينما تتوافر النية الصادقة لحلالاختناقات الاجتماعية التي تواجه الأفراد ..هذا الوضع المعاش ليس طبيعيا وينذربأخطار جمة في المستقبل القريب ما لم تتوفر حلول حقيقية وجادة. .واعتقد قد حان الوقت للتفكير والعمل على خلق حياة شعبية تمكن الناس منالعيش وفق طول اللحاف الذي يحمله الفرد ..والحياة الشعبية تعني تبني الدولة(بكافة وزاراتها مجتمعة) لإيجاد احتياجات الأفراد وفق دخولهم ومستوياتهم المعيشية ..كيف يمكن عملهذا .....؟..إن تجارب الدول المجاورة (والأكثرفقرا منا ) استطاعت أن توجد الحلول لطبقات مسحوقة من أبنائها( ببناء المساكن الشعبية التي تعود ملكيتها للدولة.. وبيعها للمواطنين بأسعار زهيدة ) وتبني خلق الأماكنالترفيهية الشعبية، والتمويل الغذائي الشعبي، والمواصلات الشعبية، التعليم الشعبي،العلاج الشعبي، والكتاب الشعبي. .أي أن تقوم الدولة بخلق حياة معقولة لكي يتحركالأفراد ضمن إطارها الممكن ..أما ما نعيشه الآن بأننا مواطنون في مستوى معيشي واحد..فهذا يقود الجميع لإشكالية اجتماعية وأخلاقية لن يطول زمن انفجارها. .وقبلهاعلينا أن نتخلص من ثقافة أن السعودي او الخليجى هو إنسان ثري قادر على أن يعيش تحت أي ظرف ممكنه (وكأنه الرجل الخارق *) أوأي تصاعد معيشي ..وجل المواطنين ما زالوا يعيشون داخل إطار هذا المفهوم المغلوطالذي قادهم إلى أن يكونوا معلقين من رقابهم في أقساط طويلة المدى ..ولا أحد يتنبهلصراخهم ومطالبتهم بالغوث ..واخيرا ياساده..انا اسف اذا كنت قد تعديت حدودى ..ولكن مثلكم يسمح لى..واسف مرة اخرى على الإطالة..ودمتم فى حفظ الرحمن...................