صرخات من الأعماق
قصة قصيرة بقلم : تالا عيسى
عن موقع المهندس
وقفت أمام البحر حائرة و خصلات من شعرها الحريري يتطاير على وجهها, وصوت الأمواج تصفق الصخور بقوة, نظرت إلى البحر طويلاً وكأنها تشكو إليه همومها, مسحت دمعاتها الفضية عن وجنتيها الممتلئتين , صرخت عالياً , بأنفاس متقطعة ثم ركضت تحتضن البحر بقوة ؛ جرت إليه تستجدي عطفه, لم تأبه لبرودة الماء ولا لصراخ الناس, كان همها الوحيد الحصول على الأمان على الأقل البعض منه, وصلت إلى الأعماق فأعتصرها بيده القاسيتين و حطم صدرها ، لم تقوَ على التنفس ولا الحراك ، و لأول مرة تجد الأمان, يا له من شعور رائع.
هكذا انتهت حياتها ببساطه , وارتفعت روحها إلى الأعلى, شاهدت جسدها و الأمواج تتلاعب به و تصفعه مرة و تحتضنه مرة أخرى , رأت الناس وسمعت صرخاتهم وهم يشرحون ما حدث , رأت نورا يتصاعد إلى السماء ، لحقت به وهي ضاحكة, هناك جدتها, أمها, أبيها و لمسات العطف تخفف أحزانها ، و فجأة , سحبها أحدهم بقوة . لا... لا أريد البقاء , لم تعِ ما يحصل إلا عندما فتحت عينيها لتجده ينظر إليها وجهاً لوجه و ابتسامة دافئة تعلو وجهه المذعور ، امسك يديها بحنان لم تعهده من قبل ، ثموضع خاتماً في إصبعها.