الصوْمُ للحيران طوْقُ نجاةِ .. .. وطريقهُ الهادي إلى الجنَّاتِ
وعليه معراجُ اليقين إلى الهدى .. .. يمتدُّ فوق مهالِك الشهواتِ
ويُطَهرُ الإنسان حتى إنه .. .. روحٌ يكادُ يُضيءُ في الظلماتِ
ويرى على نور الحقيقة عالمًا .. .. مُتألقَ الأعماق والجنباتِ
فيه الحياة تراجعت أدرانها .. .. وتطهرت من حمأةِ النزواتِ
وغدتْ كدار الخلد طيبَ ريحُها .. .. نفسُ الملائِكِ طافَ بالرَّحماتِ
إن ضاقت الدنيا وقل ضياؤها .. .. ومضت مسالِكُها إلى العثراتِ
وتنوعتْ فيها الكُروبُ وعُبِّئتْ .. .. ترْمي قلوبَ الناسِ بالحسراتِ
وتزيدُ في ليل العذابِ شُجونهُ .. .. تنساقُ أمواجًا من النكباتِ
وتُهيلُ فوق النيراتِ غبارها .. .. فتردُّ نور الكونِ للظلماتِ
فإذا بخطْو السائرينَ على اللَّظى .. .. يمتدُّ في دربٍ من الجمراتِ
زكَّى الصيامُ لها عزيمة صابر .. .. يمشي على رمضائها بثباتِ
يسعى ويؤمنُ أن ربَّك قادرٌ .. .. والنصرُ بالصبر الجميل مُواتِ
مهما طوانا الليلُ في أعماقِه .. .. فالفجر منتظرٌ على العتباتِ
ولنا بموصولِ الكفاح خلاصنا .. .. يأتي بما نبغيه من ثمراتِ
وصيامُنا يُحيي مواتَ حياتِنا .. .. ويدُقُّ نبض الرُّوح في العزماتِ
ويضيءُ في كلِّ الدروب علامة .. .. تهدي بها ما اعوجَّ من خُطواتِ
ويعيدُ في غبش الحياة بريقها .. .. لترى وتّمْعنَ صادق النظراتِ
فتهمُّ تكتسحُ الطريق وتستوي .. .. تطوي الذي قد فات من وقفاتِ
يا رب !! في ألق الصيام ونوره .. .. وطهارة الأنفاس في الصلوات
أدعوكَ من قلبٍ لفرطِ صفائهِ .. .. تتطهرُ الدعواتُ بالعبراتِ
ألا ترُدَّ عن المحجةِ قاصدًا .. .. حثَّ الخُطى مُتوهِّجَ اللهفاتِ