يوميات صائم .. ببصمات مختلفة
في الحديث القدسي الثابت " وما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضته عليه ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه "
من هذا المعنى حرص الصالحون دائما على تقوية تلك الصلة الشفافة بينهم وبين خالقهم .. فيسعون لتطهير سجلاتهم العملية وسجلاتهم القلبية , ويسعون لترك بصمات حسنة على الحياة والكون والأشياء وكانوا كثيرا ما يتألمون عند ذكر ذنوبهم وتقصيرهم في حق ربهم
كان شداد بن أوس إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم, فيقول: اللهم إن النار أذهبت مني النوم فيقوم فيصلي حتى يصبح.
وقال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور من البكاء, لا يجترئ أحدٌ منا أن يسأله عن شيء إلا دفعه.
قال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك.
وقام تميم بن أوس الداري - رضي الله عنه - بآية يتلوها حتى أصبح: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ...} [الجاثـية:21] الآية
وكان تحت عيني ابن مسعود مثل الشراك البالي من كثرة القيام والبكاء.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لقد رأيت أصحاب رسول الله e فلم أر شيئًا يشبههم قط, كانوا يصبحون شعثًا غبرًا بين أعينهم كركب المعزى, فإذا صلوا مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح, فكأني بالقوم باتوا غافلين.
والمتدبر في مشاعر الصوم سيجد أنه شرع لنا فيه من الأعمال الصالحة ما يكون سببا في تكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا . وثانيها : أن الله تعالى فيه يوفق إلى العمل الصالح ولولا معونة الله وتوفيقه لما تيسر ت لنا الصالحات , وثالثها : أن الله أعد به - فضلا منه - الأجر المضاعف على الأعمال الذي يشي بنا إلى يوم منتهاه العتق من العذاب..
وفي عبودية الصيام صار العابدون قسمين :
أولهما من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى يرجو عنده عوض ذلك في الجنة فهذا قد تاجر مع الله والله لا يضيع أجر العاملين
وأما الطبقة الثانية : فهي طبقة من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه فتدبر في ذلك المعنى واستحضر الحديث الرباني له صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " إن للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه " . متفق علية
وهذه بعض الأعمال التي ينبغي للصائم أن يسارع ويسابق للقيام بها ليتقرب إلى الله عز وجل:
- قراءة القرآن," ينبغي وضع ورد يومي لقراءة القرآن".
- الترديد مع المؤذن والدعاء بعد الأذان.
- التبكير للصلوات الخمس, وإدراك الصف الأول.
- الجلوس بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس وصلاة ركعتين.
- أذكار الصباح والمساء.
- الصلاة على الجنائز.
- عيادة المريض"في المستشفى أو البيت". ولا يشترط أن تعرف المريض.
- الصدقة, ولو بجزء من الريال, ((هناك جمعيات أو مراكز)).
- حضور مجالس الذكر.
- تلمس حاجات الفقراء والمحتاجين.
- أداء العمرة, عمرة في رمضان تعدل حجة.
- أداء صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف.
- زيارة الأقارب, صلة الأرحام.
- صلاة التهجد.
- السحور.
- ركعتي الضحى.
- السنن الرواتب.
- تفطير الصائمين.
- القيام بواجبات المنزل, والوظيفة, وغيرها.
- الإعتكاف.
- إشغال اللسان بالذكر والتسبيح
اسال الله العلى القدير ان يتوفنا على كلمه التوحيد ويرزقنى حسن التدبر انه سميع بصير .