الترهيب من الافطار في شهر رمضان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: صيام رمضان ركن من أركان الدين وفرض من فروضه التي لا يسع المسلم الجهل بها أو إنكارها. وقد دل على فرضية الصيام
قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. [البقرة:183]. وقوله تعالى:{ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}. [البقرة:185].
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ). [ رواه البخاري ومسلم ]. وقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي سأله:"أخبرني ماذا فرض علي الله من الصوم ؟ فقال: ( صيام رمضان ). [رواه البخاري ومسلم].
وقد أجمعت الأمة على فرضية صيام رمضان، وأن منكر ذلك كافر مرتد عن الإسلام. قال صلى الله عليه وسلم: ( عُرَى الْإِسْلَامِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلَاثٌ عَلَيْهِنَّ أُسُّ الْإِسْلَامِ، مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَالصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ ).[ رواه أبو يعلى وأسناده حسن، انظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي 1/376 ].
ومن تركه تكاسلاً فهو فاسق، قال الذهبي:"وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال".
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الإفطار في رمضان حيث قال: ( مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ ). [رواه البخاري في "صحيحه" تعليقاً، والحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" ]. ومع ذلك فهو مطالب بالتوبة والقضاء عند جمهور الفقهاء.
لذا نحذر من الإفطار في رمضان من غير سبب أو عذر يبيح ذلك، فإننا نرى تهاونا وتفريطا في الصيام، فكثير من أبناء المسلمين لا يصومون بحجة عدم القدرة وقد توافرت فيهم شروط التكليف، ومنهم -وللأسف- من يتباهى بذلك فيفطر في المدرسة والشارع وأمام الناس، وفي ذلك إثم عظيم لوجود المجاهرة بالإضافة إلى معصية الفطر.
على الآباء والمسئولين أن يأخذوا دورهم في التوجيه والإرشاد والإجبار لمن يملك سلطة ذلك وإلا سيحملون وزر التقصير يوم القيامة. قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }. [ سورة التحريم: 6 ].
والله تعالى أعلم