استوصوا بالنساء خيراً
تاريخ النشر: السبت 30 يوليو 2011
كانت الحكاية ولا تزال تؤكد أن المرأة هي المخلوق الوحيد الذي يتسم بالهشاشة والضعف، وفي الوقت نفسه يمتلك من القوة وقدرة التحمل ما يعجز عن احتماله أقوى الرجال، حتى لانقول أقوى المخلوقات فنكون مبالغين أكثر مما يقتضيه الحال، المرأة بحكم تكوينها الجسدي كائن رقيق وضعيف وهش، خلقت هكذا لحكمة أرادها الله تعالى، ومع ذلك فإن الألم الذي تحتمله أثناء عملية الولادة لا يمكن أن يتصوره أحد، كما يقول العلماء الأميركيون الذين اخترعوا أجهزة لقياس الألم تشابه مقياس ريختر لاختبار قوة الزلازل.
إن أقصى درجة يسجلها المقياس لاحتمال الألم هي 10 درجات، وهو أقصى درجة للألم، وقد اختبرت قوة الاحتمال لدى كثير من الأشخاص المعروفين بقدراتهم العضلية الخارقة، كالمصارعين والملاكمين وغيرهم فلم يحتملوا أكثر من 6 درجات، لكن حينما قيست آلام الولادة وفق هذا المقياس، وجد العلماء أن الجهاز قد سجل أقصى درجاته أي 10 درجات بالتمام والكمال، فتخيلوا قوة احتمال هذا المخلوق الرقيق، الهش، الضعيف، الذي لا يتوانى بعض الرجال في اتهامه بقلة العقل وقلة الفهم وقلة الـ.....!!
المرأة رغم ذلك بحاجة إلى آليات فطرية تعرفها هي لابد من اتباعها كي تحتمل الكثير من الضغوط، وكي تواصل مسيرة الاحتمال للكثير من الآلام، إن المرأة التي ينظر البعض إلى ثرثرتها على أنها نقيصة، وإلى اهتمامها ببعض الأمور البسيطة أو التافهة كالتسوق والشراء والغوص في تفاصيل صغيرة و.... إن هذه التفاصيل ربما تكون ضرورية لمنحها تلك الطاقة الضرورية للاستمرار والاحتمال.
لايبدو السفر ترفاً للمرأة، ولا الخروج من المنزل، ولا جلسات الثرثرة مع الصديقات ولا تلك المشاوير التي تدور فيها على المحال وحوانيت التجزئة لتشتري أشياء قد لا تستعملها، لا يبدو كل ذلك تفاهة ولا قلة عقل، ولا ينبغي للرجل أن يقرأ تلك السلوكيات على أنها شؤون نسائية تافهة، العكس هو الصحيح، فالمرأة بحاجة لأن تنفس عن نفسها، وبحاجة لأن تمد نفسها بقوانين خاصة بها تعينها على احتمال مطالب الزوج وضغوط تربية الأبناء وتعقيدات بيئة العمل، ومطالب الحياة العائلية والاجتماعية، وكل تلك الإشكالات الصحية القاتلة التي تعرض لها على الدوام خاصة في حالة الحمل والولادة والرضاعة ومطالب تربية الطفل، في ظل متطلبات أخرى ملحقة بهذه الأعباء، فمن ذا يستطيع أن يحتمل ذلك؟ ثم عليها في الوقت نفسه أن تتجمل وتعيش حياة اجتماعية طبيعية دون تذمر ولا صراخ ولا شكاوى، بينما يذهب الرجل إلى العمل ويعود ليضع رجلاً على رجل متهماً المرأة بأنها وبأنها... فإذا ضجت بما تعاني وخرجت تثرثر أو تتسكع في مكان ما اتهمها بأنها تنشغل بالتوافه!!
أن تنشغل بالتوافه، خير من أن يصيبها مرض قاتل من حيث لا تدري، لأنها تبتلع كل ضغوطها مرغمة حتى لايشعر بها أحد، فالمرأة التي تعاني بصمت وتبتلع كل هذه الضغوط، ولا تجد من يعينها أو يخفف عنها ويتفهمها كما يجب، غالباً ما تقع ضحية واحد من أبشع أمراض هذا العصر... السرطان والعياذ بالله الذي يفتك بأكثر أجزاء جسدها ضعفاً: الصدر والرحم وهما أكثر أمراض السرطان فتكاً بالنساء، لذلك أوصى نبينا الكريم بالنساء خيراً، فقال: استوصوا بالنساء خيراً!!.
موضوع: استوصوا بالنساء خيرا 
30/7/2011, 10:15
