لا تقطف الابتسامة من وجوه الموتى ولا المطر يحمل على أجنحة البعوض
ولا القمح يحصد بمناجل من ريش ولا حبات اللؤلؤ تجنى من الأصداف الميتة
ولا تبقى القصائدإذا كتبت على الرمال
ولا المعروف مفيد إذا كان مع الضباع ولا الحسنة تنفع معالمنافقين
ولا الثلج يفيد إذا هطل فوق الصخور ولا الحوار يجدي مع من كانت عقولهم مسقوفة
ووجد العطر للشم لا للشرب والأحذية لانتعالها لا لوضعها فوق الرؤوس
وظهور الحمير كانت وستبقى للركوب عليها لا لتزيينها والتمتع برؤيتهاولاتحتاج البراكين إلى سلالم كي تخرج من باطن الأرض
ولا الغيوم تستجدي عطف الخفافيش لحمل ثلوجها إلى قمم الجبالولا اللحم ينمو على الخشب اليابس ولا الأجنحةتظهر على أجساد الجراذين وظهور الضفادع
ولا الدبس يجنى من بيوت الثعالب ولا العسليجمع من أوكار الضباع وجحور العقاربوقد نجد بين الوحول ما لم يؤثر في طبعهالوحل وثياباً نظيفة لا تدل بالضرورة على طبع نظيف أو عقل راجح
والشجر العالي قديخرج أحياناً ثماراً رخيصة وقد لا نجد في أعماق البحار ما نبحث عنه من جواهر
وربما وجد طفل صغير عند الشاطئ صدفة في داخلها لؤلؤة كبيرةوما يؤكل بسهولةقد يصعب على المعدة هضمه
وقلم من ذهب ليس بالضرورة أن يخط صاحبه كلاماً ثميناًوقلم من خشب ربما كتب به صاحبه ما لا يقدر بثمنالضوء مهم إنما ليس للخفافيشوالماء مفيد لكن ليس للصخور
وبعض العواصف قد تكون ضرورية أحياناً لأخذ الخفيفوقلع اليابس من حولناوعندما ترفرف الصقور بأجنحتها لا تعود ترى أمامها سوىالقمم والفضاء المفتوح
وقد تمر في طريقها وهي ترتقي الجبال بالأرانب والثعالبوالحشرات الزاحفة والأفاعي المتلوية
لكنها لن تعبأ برؤيتها ولن يؤثر عواؤهاوزحفها على رفرفة أجنحتهاوتمر السحب الفارغة ولا تترك خلفها شيئاً حتىظلالها تأخذها معها ولا تلبث أن تتلاشى والسحب المخصّبة بالثلج والمطر ستتركوراءها مواسم من الورد وحقولاً من الزيتون
هناك في حياتنا من يمرق مروق السحابالفارغ
وهنالك من يأتي ليبقى في كل شبر من الأرض التي مر فوقهاويبقى الجمربعد النار إذا كانت النار قد جاءت من خشب طيب غير مسوس
ولا يبقى تحت الخشب المريض بعد ذهاب النار عنه إلا الرمادولا يترك الموج خلفه على الشواطئ سوى الصدفالفارغ والسمك الميت
أما الحي فقد يعود ليركب الموج ويدخل البحر من جديد....