كل عام وأنتم بخير
أسدل الموسم الكروي ستائره، منهياً واحداً من الأعوام «الكبيسة» بالفعل، فقد عشنا معكم هذه السنة، موسماً استثنائياً بكل المقاييس، ليس كمثله من الأعوام، ففيه كانت كأس العالم للأندية بأبوظبي، وفيه كانت كأس الخليج باليمن، وكأس الأمم الآسيوية بالدوحة، ودورة الألعاب الآسيوية بجوانزو الصينية، والكثير من الفعاليات التي اجتمعت في عام واحد، إضافة بالطبع إلى دوري المحترفين الذي شهد الكثير من التوقفات، ليطول معها الموسم، قبل أن يكتب كلمة النهاية منذ أيام ويسلم اللقب إلى الجزيرة، كاشفاً عن بطل استثنائي أيضاً.
كل عام وأنتم بخير، وللحق، فقد كنتم أحلى ما في الموسم، مثلما أنتم دائماً، فبكم حلّق «الاتحاد الرياضي» في عام استثنائي أيضاً، حقق خلاله فضي خليجي 20 لأفضل ملحق رياضي، وذهبي آسيا، وجائزة الصحافة العربية، وصاحب أفضل تغطية في عدد من الفعاليات الأخرى، مؤكداً ريادته، والأهم، مؤكداً حضوره في الشارع الرياضي الذي بات «الاتحاد» من علاماته الأصيلة.
بالطبع، فإن نهاية الموسم الكروي، لا تعنى أن الموسم الرياضي بأسره قد انتهى، لأن ذلك عملياً لا يحدث، فالبطولات يسلم بعضها بعضاً، والساحة الرياضية، في الإمارات بالذات غنية وثرية وفعالياتها لا تنضب، ولكن ختام موسم الكرة، يعني أن الفرصة باتت تسمح بالتقاط الأنفاس، والاستراحة لبعض الوقت، بعيداً عن الجري خلف المباريات، وخلف النقطة والثلاث.
كما أن نهاية الموسم، لا تعني أننا سنغيب عنكم، ولكن قد تغيب تلك الزاوية لبعض الوقت، اعتدنا أن نقضيه أيضاً نعمل ونتأمل، كيف كانت رحلة العمل في موسم انقضى، وكيف نراها ونتمناها في موسم قادم، وهو ما يعني أننا وإن غبنا عنكم، إلا أنكم شغلنا الشاغل، ولا مانع بالطبع من بعض الوقت للاستجمام، فمثلما يستريح اللاعبون والمدربون، ومثلما تحصل الجماهير على «استراحة محارب» قبل الموسم الكروي الجديد، نحتاج نحن أيضاً هذه الاستراحة التي نجدد خلالها نشاطنا، ونعود أكثر شوقاً للعمل.
واليوم، وأنا مقبل على هذا «البيات الصيفي»، كان طبيعياً أن أراجع نفسي، وأن أختزل الكثير من المشاعر التي تراكمت على جدار القلب طوال الموسم، لأحدثكم بها، وبالرغم من كثرتها واختلاطها أحياناً، إلا أن أعمق ما فيها، وأكثر ما استحوذ عليّ، هو هذا الخاطر الذي بدا كالاكتشاف، وهو أن هذا «الصباح الجديد» كان إطلالتكم أنتم عليّ، وبالرغم من أنني من يكتب، إلا أنكم كنتم البطل الرئيسي، فمنكم كان القلم يستمد مداده، ومنكم كنت أستمد أفكاري، وحتى حالاتي الوجدانية التي كانت تتشكل تبعاً لانفعالاتكم وتعليقاتكم.
اليوم، أرى من الواجب أن أحتفي بكم أنتم، لأنكم كنتم «موسمي» الحقيقي.. كنتم الفرق واللاعبين والأبطال، ومن توجتم بالذهب والفضة والبرونز، وصدقوني إن قلت لكم إن هذا اللقاء كل صباح، كان أيضاً لقاء لي بكم، فكما تقرأون كنت أقرأ.. أقرأ تعليقاتكم، وأتصفح وجوهكم فيها، وأستمد منها القوة والمراجعة.
كل عام وأنتم بخير، وكل يوم وأنتم بخير، وكل ساعة وأنتم بخير، ومثلما بات التواصل معكم أحلى عاداتي، أتمنى لكم من كل قلبي أحلى الأيام، وكل الصحة والسعادة.
كلمة أخيرة
لا تتخلوا أبداً عن التفاؤل، وحتى إن غابت الشمس، دعوها تشرق في قلوبكم، واجعلوا من «صباحكم الجديد» دائماً، فرصة لبداية جديدة، و«أشوفكم على خير».