قد تستغربون قرائي الأفاضل من هذا العنوان الذي سيتبلور في أذهانكم بأن خصصت جزاءا من قلمي للقطط وخاصة بذكر حكاياتنا معهم ...هل فعلا لدينا حكايات مع القطط؟!!
أعتقد أن بعضكم سيتذكر مواقفا سأذكرها وسيضحك كثيرا أو قليلا لما سيذكر..أحب أن أذكركم بالفيلم الكارتوني المشهور جدا(توم وجيري) فكلنا شاهده وكنا نضحك كثيرا لما يحصل في الحرب بين توم وجيري في الإيذاء والإطاحة في الفخاخ المجهزة لكل منهما
وكانت النهاية دوما انتصار الفأر جيري على القط توم إلا في عدة حلقات بسيطة كانا يتسامحا
فعلا مضحك لكن تعلمون أن هذا الفيلم ربى فينا وفي أطفالنا وحتى على بعض الشباب العداء العجيب ضد القطط وبطرق جدا كثيرة منها:
عندما تكون القطة في احد العمائر السكنية يقوم أحد الذين يريدون المتعة بالوقوف على الباب الرئيسي للعمارة ولآخر في صديقه أعلى الدرج وتبدأ القطة بالدوران حتى تصاب بالدوار من الحجز المفرض عليها..
وآخر يقوم بدهس ذيلها حتى يريد معرفة شعور القطة بماذا؟!!....وآخر يقوم ببل بعض المناديل بالماء حتى يقوم برميها على القطة
لقد فعلنا ذلك وأكثر وحتى لو لم نفعل فقد فعلها أغلب أصدقاءنا وأقاربنا وأولاد جيراننا بلا شك .. قد لا يكون هناك مشكلة لدى البعض فيما سبق أو أنها عرضية ...لكن المشكلة الكبيرة فعلا أنها تناقلت عبر أجيالنا وخاصة أطفالنا بشكل كبير وخطير
فمن أطفالنا من يقوم بضربها بالجزم أكرمكم الله والحجارة والبعض يريد ضربها بالسكين للأسف..
هنا يجب الوقوف كثيرا ومعالجة الأمر لأنها كارثة إن تربي أطفالنا على القسوة والعدوانية منذ الصغر حتى على الحيوانات ..أليست القطة من مخلوقات الله تعالى في الأرض؟!!ألا تعتقدون أحبتي الكرام أن هذه القطط لن تحآجنا عن الله سبحانه يوم القيامة!!
الكل يعلم ودرسنا في مدارسنا بأن دخلت امرأة النار بسبب هرة ودخلت بغية الجنة بسبب كلب!!
في صحيح مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت؛ فدخلت فيها النار؛ لاهي أطعمتها وسقتها إن هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض))
وقال رسول صلى الله عليه وسلم: ((بينما كلب يطيف بركية، قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها، فاستقت له، فسقته إياه، فغفر لها به)) رواه مسلم في صحيحه.
وتعلمون بأن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي بأن كنيته هي أبو هريرة بسبب حمله هرة صغيرة في جزء اليد من ثوبه
لقد عني الدين الإسلامي الحنيف بأمر هذه البهائم وأمرنا بالرفق معها ..لقد ربى فينا الدين القيم الرحمة في التعامل مع جميع المخلوقات في الأرض
فيجب علينا أن نقوم بغرس التربية الصالحة في قلوب أبنائنا مع الحيوانات وخاصة القطط الذي أصبح عداء أطفالنا لها ملحوظ ومنتشر جدا
يجب أن لا نتأثر بتيار عداء توم وجيري المستمر ..يجب أن لا نسمح بأن يقال بأن ديننا دين قسوة وعنف حتى مع البهائم
أتمنى أن تنتهي حكايات عدائنا مع القطط وان تكون من الماضي الذي لا يذكر وان نرعى حق الله سبحانه في هذه البهيمة فلا ربما عانقت شكواها السماء وسمعها رب الأرباب حتى يجيب ندائها فهو العدل سبحانه لا يظلم مثقال ذرة..