مَن مِنا من لم يختلف مع من حوله
سواءً كان يعرفهم أو ممن لا تربطه علاقة مباشرة معهم
وليس الإختلاف بين البشر وليد الحضارة إن صح التعبير
بل إن الاختلاف شيء طبيعي ووارد في كل زمان ومكان
وفي كل الشعوب بمختلف مشاربهم وألوانهم
لكن من المؤلم أن يرتقي هذا الاختلاف إلى عداوة
وربما بغضاء وكُره أبدي
هذا ما يجعلنا نعيش في مُحيط سلبي
فما أن تختلف مع أحدهم حتى تُفتح بينكم أبواب العداوة والمكائد
وهذه السلبية ستيزيد يوماً تلو آخر
وعندها سنكون في حِيرة في أمرنا
فإما أن لا نختلف مع من هم حولنا
وهذا من المستحيلات
وإما أن نتقبل هذا الاختلاف ونتقبل تبعاته التي ستتحول يوماً من الأيام إلى عداوة
ولن نجد تلك المنطقية المُناسبة بينهما
والتي هي نقطة توازن إجتماعية في تركيبتنا الاجتماعية
وعندما نرجع للوراء في تلك العصور التي يبكي من عاشها على لذتها وروعتها
عندما نعود للوراء نرى أنه حتى الأعداء لم يفقدوا الاحترام المتبادل بينهم
فلم يكن العدو يقلل من خصمة إن كان يستحق الثناء والمدح
والقصص التي تُروى عن ذلك كثيرة وكلنا قد سمعت بعضها أو أغلبها
إذاُ فلنراجع حساباتنا
ولنراجع تلك المقاييس التي نعتمد عليها في معاملاتنا فيما بيننا
حتى لا ننحدر إلى تلك الهاوية التي قد يصعب الروجع منها في يومٍ من الأيام
فمهما اختلفنا فيما بيننا
ومهما اختلفت وجهات النظر
ومهما كُنا على قناعة تامة بأن الحق معنا وليس مع من نختصم معه
فلنحرص على أن لا يرتقي ذلك الاختلاف إلى عداوة
ولنحرص على أن ينعدم الاحترام مع من كانت بيننا وبينه مخاصمة
حتى وإن كان الاختلاف قد تطور إلى عدواة لا سمح الله
فمن الأفضل أن لا نفقد الاحترام مع اعدائنا
فاحترامنا لهم لا يعني إلا أننا نحترم ذاتنا قبل كل شيء
وليكن هذا الاحترام دليلاً على تواضعنا الذي حثنا عليه ديينا
وليكن ذلك الاحترام فعلاً أكثر مما هو مجرد حروف ننطقها فقط