الزحف إلى القطارة
ليوم هو يوم العين وأهل العين وحتى أولئك الذين ليسوا من العين فهم ليسوا بمعذورين، فالكل يعرف الطريق إليها ويدرك مكنون الحب الذي يسكن فيها، ولا يوجد في هذا الوطن من لا يعشق هذه المدينة الخضراء ولا يذوب شوقاً في هواها، وهي التي تستضيف اليوم مباراة منتخبنا الأولمبي أمام كوريا الشمالية في إياب الدور الثاني لتصفيات أولمبياد لندن 2012.
اليوم ينطلق الشوط الثاني وبعد أن انتهى الأول هناك في بيونج يانج بتقدم منتخبنا بهدف نظيف، واليوم نجد أنفسنا لا نريد توجيه النصائح أو الإرشادات لهذا الفريق، فكلنا نعلم أنهم يعرفون ما عليهم ويحفظون عن ظهر قلب ما يفترض بهم فعله، ويدركون أن المهمة لن تكون يسيرة والأمور لم تحسم بعد، ولكنهم أهل لها، وقادرون على تقديم ما هو أفضل من مباراة الذهاب أو على أقل تقدير مثلها.
اليوم هو يوم الاختبار، ويوم الامتحان واليوم يكرم الجمهور الإماراتي ولا يمكن أن يهان، وهو يوم الرهان ونحن نراهن على شباب الإمارات في داخل الملعب ونراهن على أشقائهم الذين لن يتركوهم أو يخذلوهم، فاليوم لا عذر لكم إن لم تحضروا كلكم وإن لم تمتلئ القطارة بكم وإن لم يعل صخبها من ضجيج حناجركم، وإن لم يكن في خارج الملعب أضعاف أضعافكم، أي عذر اليوم لن يكون مقبولاً، فاليوم هو يوم الوفاء وكلمة شكر نقدمها على الأقل لهذا الفريق أو منتخب الأمل.
ومنذ سنوات عديدة منذ أيام عدنان وزهير وعبدالرزاق وبقية عقد الجيل الماسي دخلت الجماهير الإماراتية في خصومة طويلة مع المنتخب الأبيض، كانت أياماً تحضر، وأياماً أُخر تغيب، وعلى الرغم من العتاب المتكرر والغياب غير المبرر، فقد كانت وما زالت تحمل الكثير من الحب والولاء لأصحاب القمصان البيضاء، فهذا هو منتخب الوطن، ولكنها لم تكن ترى في الأسماء التي تعاقبت من يذكرها بذلك الجيل، حتى جاء عامر وعمر وحمدان وذياب وأحمد خليل.
حتى جاء هذا الفريق الذي تأبط أفراده النجاح وأصبح رفيقاً لهم في الحل والترحال وتعلقت بهم القلوب وارتفع بهم سقف الآمال، واليوم كما أسعدونا يجب أن نسعدهم وألا نتركهم لوحدهم، فهم يلعبون من أجلنا ويقاتلون في سبيل تحقيق أحلامنا، واليوم لا عذر لكم ولا عذر لنا.
في الختام:
لا تذكروا الجو والرطوبة وتناسوا درجات الحرارة وتذكروا هذا الفريق الذي طالما أسعدكم تارة تلو التارة، فاليوم هو يومكم لن يكتمل إلا بكم فهو يوم الزحف إلى القطارة.