إذا كانت لديك 1000 دولار، ولا ترغب فيها وأردت أن تواكب الموضة الثقافية الجديدة، فما عليك إلا إصدار كتاب،حتى إن أردت أن تصدر كتابك عبارة عن بياض فقط دون حرف واحد ، فلا مانع لدى الدور أن تنشر لك طالما أن لديك 1000 دولار .
أصبح نادرا أن تجد دارا تراهن على القيمة الأدبية والإبداعية والعلمية، وأصبح الكتّاب مثل الأبقار تدر الكلمات، والنقود للدور النشر، وهم محرومين من كل الخيرات ، حتى إنهم يدفعون قيمة العلف !
تعامل الدور سواء المحلية والعربية في قمة المسخرة، واذا تعاملت مع دار/مكتبه معروفة وفروعها في كل مكان وقد أرسلت سيقولون لك بالحرف : " عملك جيد و له قيمة أدبية، لكن من الناحية التسويقية لن ينجح الكتاب، ولهذا السبب نعتذر عن نشره ، لأننا مؤسسة تجارية، نهتم بالربح المادي أولاً وأخيرا" !
وبالفعل هذه المكتبة أو الدار تنشر كتابا سيئة لكنها مربحة!
لا يوجد عندنا رهان على جودة الكتب، دورا ومؤلفين، حتى المؤلف المنبغي عليه أن يراهن على جودة ما كتب أو يلقي به في سلة الهملات!
لا بد أن يكون لنا موقف ، ألا ندفع لكي ننشر ، راهن على كتابك ، ثق تماما أن الدار التي يعجبها عملك ستنشر من غير مقابل مادي، وبعض الدور تدفع للمؤلفين لكي ينشروا عندهم، مع حفظ حقوقهم ، لا بد أن نكوّن قوة ضغط ، لا ينبغي أن ندفع مالا أبدا للنشر ، إن أغلب الدور العربية تهمش المؤلف وتتعامل معه كفريسة ، تهضم حقوقه، تكذب عليه وخاصة في الحقوق ، وأعرف مؤلفين اكتشفوا بطرق غير مباشرة أن الدور تتلاعب بحقوقهم التي لا تتجاوز الـ 10 % !!
وحتى نخرج من هذا التلاعب والامتهان، لا بد أن نملي نحن شروطنا على الدور لا العكس.
بالنسبة للدور المحلية إذا أرادت أن تعيد الثقة فعليها الاهتمام بصناعة الكتاب وبقيمته، أن تهتم بالنشر والتوزيع في نطاق واسع ، أن تحفظ حقوق المؤلفين.
إذا كنت مؤلفا وتحترم ذاتك وقلمك، فلا ترش الدور من أجل أن تنشر!