يحدث في المول
لجدتي - رحمها الله - عبارة كانت ترددها كثيراً، تقول
“الحياء قطرة ف الويه، لو طاحت ما تنلقط” ترجمة عبارتها الحكيمة تلك أن الحياء كالقطرة، لو سكبت من صاحبها لا يمكن التقاطها، وتعني بذلك أن لك موقفاً في حياتك “قطرة” حياء، لو تخليت عنها نزع الحياء منك.
في جولة سريعة بأي مول قريب، ترى وجوهاً كثيرة بلا تلك القطرة من الحياء، يمكن أن أعدد بعضها، ولربما مر عليكم الكثير منها.
-آسيوي في محل ماكياج، يضع المساحيق على وجهه، ويربط خصره بحقيبة تملؤها فرش الميك أب، يتضاحك بنبرة أنثوية، ويطلي أظافره بالأحمر، يمضغ علكة وينادي من يمر أمام المحل “قمان.. تراي نيو بروداقت”.
-فتاة تتجول في المول ممسكة بالآيفون، “كاسية عارية” تحت العباءة الخفيفة، ترتدي “ميني جيب” تحت عباءة “ستريج”، وترتفع قمبوعتها مترين فوق رأسها، وبوت طويل يصل لركبتها فتبدو وكأنها وصلت المول على خيل ربطتها أمام الباب.
-مراهقة تصبغ شعرها بلون أبيض، وتزم جسدها بملابس فاضحة، ترتدي عباءة دون غطاء رأس، تتجول مائلة على كتف فتاة تناقض أنوثتها شعرها محلوق ولا تضع المساحيق وترتدي شريطاً أسود على رقبتها، ينتهي بجمجمة!
-أب متقاعد، يبحث عن ابنته التي دخلت المول معه وأمها تقف مرتجفة في الركن، أخواتها يعلوهن بعض التوتر، بينما شقيقتها الصغرى تنزوي في مكان بعيد وتهمس في الهاتف: يالله تعالي بسرعة. أخاف ابويه يقول روحوا السيارة وتشوفج امي نازلة من موتره في الباركن!
-شاب مسلم يسمع صوت المؤذن يعلوا من السماعات، لا يفكر بالصلاة، ويشغل عقله مدى وضوح لباسه الداخلي خلف البنطلون المنخفض، يرتدي سماعة يرتفع منها صوت أجنبي مجلجل، فيردد معه أغنية الراب، ويخرج مع شلة من منكوشي الشعر.
-امرأة وصلت من العمر عتيا، ما زالت ترتدي الملابس التي تكشف الصدر والذراعان والأفخاذ، وتصبغ شعرها باللون الفاقع، وتضع مساحيق المراهقات، وتدخن بشراهة، وحين تذكرها بالعمر تقول: صباح موب أحسن عني!
-رجل يخفي شيبه بصبغ أسود، يقضي نهاره كله وبعض المساء أيضا متجولاً في المول، يلاحق الصبايا و”يتميلح” أمامهن، يريد الوصول إلى فتاة بعمر ابنته، يراها تجديد الشباب وتراه “خروفا” تسلب منه المال.
-فتيات هربن من الكلية، يدخلن بوجوه مغطاه، مرتبكات، متعثرات، يدخلن دورة المياه ويخرجن منها بوجوه مصبوغة وشعور منسدلة ويتوجهن فوراً للمكان الذي يجلس فيه ذي اللحية المصبوغة، يلفتن انتباهه، وبعد عشر دقائق تأخذ إحداهن رقمه: ليدفع فاتورة المقهى وتذاكر السينما وحقيبة فاخرة لأكثرهن جمالاً!