الراتب يصلح المراتب
بوعي وهمّة وهبّة الحاكم في إيقاظ روح التفاؤل والفرح لدى الإنسان وبشفافية الإحساس بما يجيش في خواطر الناس وما يشغل بالهم، يأتي توجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بصرف رواتب موظفي الحكومة قبل حلول شهر رمضان لفتح النافذة أمام الناس لقضاء حاجات الشهر الكريم ولإصلاح ذات بينهم وما يعانيه الضنِك ساعة العسر والابتسار.. قرار يوجه الحياة نحو الارتياح والانشراح ويبعد الضيق والقلق ويشرع الأبواب لأرباب العائلات لأن يوفروا ما تحتاجه الأسر دون حاجة لأسِر البنوك وتراكم الديون والشعور بالاختناق جراء الإحساس بوجود كائن متوحش يطارد ذهابهم وإيابهم.
شهر رمضان شهر له طقوسه وعاداته وتقاليده وقيمه الخاصة به كشهر يتميز على الشهور الأخرى باحتياجات إضافية غير ما يحتاجه الناس في الشهور الأخرى.. هذا الشهر المبارك يأتي وعيون الناس محملقة في الأسواق وما تعرضه من مواد استهلاكية ملفتة ومدهشة ومذهلة ومتعبة في كثير من الأحيان.. هذا الشهر يجد الناس وبخاصة النساء ضالتهن في التعبير عن الفرح واستهلال الليل بإعداد ما لذ وطاب وتجهيز الأولاد والبنات بملابس الحبور، إضافة إلى ذلك فإن الشهر الكريم يتلوه عيد وللعيد مطالب ومناقب بعضها موجب وبعضها سالب، ولكن لا أحد يستطيع أن يوقف عجلة الزمن فهي تمضي كالنصل على أعناق من يطلبون أن يكونوا في أحسن حال صباح عيد الفطر ومن يعدون أنفسهم وأبناءهم لأن يصبحوا أول أيام العيد بالملابس التي تغير المزاج وتفرج عن مشاعر البهجة والفرح والسرور بمناسبة لا تزور الناس إلا مرة واحدة في السنة.. صحيح أن المبالغة أحياناً تقصم الظهر وتفرغ كل ما في الجيوب ولكن لا نستطيع أن نخلط الأسود والأبيض ويجب أن نقول للناس لا تسرفوا ولو غرفتم من البحر، ولكن أيضاً يجب أن نقاسمهم فرحة المناسبة ونتمنى لكل من يمد لهم يد المساهمة في إشاعة الفرح والخير والصحة والعافية وطول العمر لأن لا خيار على الحب ومن يشعر بهموم الناس هو إنسان عاشق لسعادة الآخرين يستحق من الجميع أن يقولوا: اللهم مدّ رئيس دولتنا بالعمر المديد واجعله ذخراً وسنداً.. وبلادنا تزخر بمفاصل وفضائل العمل الخير لأنها تحظى بقيادة لا تدخر جهداً في تقديم كل ما يسعد الناس ويشيع السرور في نفوسهم، ولذلك فإن هذا البلد يهنأ بحاكم يضع سعادة الناس أولوية جوهرية وشعب يقاسمه هذا العطاء الشعوري الرائع والناصع الذي أبدعته بيئة إماراتية نمت على ثقافة الحب وترعرعت على قيم الوفاء.