روائح وعطور
انواع الروائح
ويوجد اكثر من 200 نوع من الروائح في الطبيعة يشمها المرء احيانا وتكون في الاثير فلا يعرف مصدرها بل تدخل في القلب مباشرة وقد تكون عبير زهرة او اريج ازهار شجرة وهذا ما يسمى بسحر العطر، لذا كانت مدام بونبادور الفرنسية تصرف الاموال الطائلة من اجل الحصول على عشرات الانواع مجرد ان تشتمها كما كانت تكثر من شراء مراهم العطر من اجل اغراء الملك الفرنسي لويس الخامس عشر وجعله رهينة اهوائها.
واستخلاص العطور يتم بعدة طرق لكن الطريقة الاكثر رواجا هي التقطير، بعدها يخلط بالدهن الحيواني كالمسك او غيره كي تزيد فترة بقاء العبير فيها ولا يتبخر السائل ايضا. لكن هناك زهور لا يمكن استبدالها بمستحضر تجاري مثل زنبقة الوادي والليلك لذا يجب الاستعانة بها .
تنوع العطور
ومع مرور الزمن اصبح للعطور ابواب منها الكولونيا وماء العطور او ماء التوليت وتكون مخففة وتحتوي على ما بين الـ20 والـ30 بالمائة من مستحضر الزهور، لكن تحضير عطر واحد يحتاج الى خلط اكثر من خمسة انواع من الزهور او عناصر العطر مع كمية معنية من الدهون التي تثبت الرائحة.
واول صناعة عطور عرفت في اوروبا كانت في مصنع جيكي جيرلان عام 1889 وكان عطر الورد ثم ظهر عطر النرجس الاسود وفي عام 1920 عرفت سيدات باريس عطر شانيل Chanel N5، وفي سنة 1940 كان اول عطر مخفف ويعرف حاليا بالماء العطر وهو L Air du temps رافق ذلك ظهور الصابون المعطر.
اغلى الروائح
يعتبر المسك والعنبر من اغلى العطور على الاطلاق التي منحتها الطبيعية للانسان. ويعتمد العديد من صانعي العطور على هاتين المادتين ويشترونها باموال طائلة عندما يريدون انتاج عطر مميز وباهظ الثمن حيث يستعملون المادة المستحضرة منهما.
وبقي مصدر حجر العبر مجهولا واعتقد البعض ان هذا الحجر الرمادي اللون ذو الرائحة الجميلة ويعثر عليه على شواطيء جنوب المحيط الهادي واستراليا من فعل جني بالبحر، لكن مع مطلع القرن التاسع عشر تم كشف النقاب عن هذا السر، حيث عثر صيادو الحيتان على العبر في جوف امعاء حوت البوت او حوت العبر وهو من الحيتان الضخمة جدا وتتغذى باسماك التونا.
واستخدم العنبر قبل البخور في المعابد وبيوت اغنياء مصر القدماء قبل قرون عديدة لكن ايضا كمادة شافية وليس كعطر.
ويكون العنبر عادة اساسا لكل خلطة عطر لدى صناع العطور المعروفين. والسبب في ذلك انه والى جانب رائحته العطرية يعتبر مثبتا لروائح الزيوت العطرية التي تستخرج في اغلب الاحيان من الزهور ويبطأ من تبخر اثيرها لكن وبسبب اسعار العنبر المرتفعة جدا يستخدم اليوم في عطور خاصة.
ولقد جنى سكان شواطئ استراليا والمحيط الهادي من جمع حجار العنبر في مطلع الحرب العالمية الثانية اموالا طائلة حيث باعوه الى تجار العطور الفرنسييين، لكن اليوم يكاد يصل وزن ما يجمع في احد جزر الهادي الى مائة كلغ في السنة لذا لجأ التجار الى المواد الكيمائية لصنع العطور عدا عن ذلك فان عدد حيتان البوت قد قلة. ويصل ثمن كلغ واحد من العنبر الى اكثر من 8000 يورو وتستخدمها شركات عطر عالمية مثل Rochas و chanel وguerlain.
واشار كتاب متخصص بالعطور الى ان نساء احد القبائل الزنجية في السودان بشكل خاص يدهن اجسامهن بعشب عطر لا يعرفه غيرهن ويبلغ من نجاح هذه الوصفة انهن يتوصلن الى اجتذاب الرجال الاوروبيين فيرضون حتى مشاركتهم حياتهن القبلية.
وحذر الكتاب الرجال من رائحة التبغ والسجاير لانها تصل الى انف المرأة رائحة كريهة خاصة اذا كانت غير مدخنة. واشار الى ان العطر لم يعد مقتصر على النساء بل والرجال على حد سواء والدليل على ذلك المليارات التى تصرف سنويا في العالم من اجل شراء الروائح.
في نفس الوقت ذكر الكتاب الى ان كل رائحة تتخذ طابعا خاصا حسب الشخص الذي تفوح منه وتتجانس مع جلده، وان قوة تأثير الرائحة يكون افضل في النفس كلما كانت منسجمة مع رائحة الجسم الطبيعية.
جزر القمر
ومن الجزر التي تشتهر باجمل الزهور ذات العطور الفواحة جزر القمر واكتشفها البرتغاليون عبر بحثهم عن طريق للتجارة الى الهند وجزر الهند الشرقية اي اندونسيا حاليا. وتوصف جزيرة انجوان بالجزيرة المعطرة لكثرة الزهور والثباتات العطرية فيها.
وتشتهر جزر القمر بالازهار المختلفة الانواع التي تصدر معظمها الى فرنسا لتستخلص منها اثمن انواع العطور وبعض المستحضرات الطبية واشهر الزهور فيها يلانغ بلانج التي تملا الجزر وتمثل نسبة كبيرة من دخلها القومي.
تحديد سعر العطر
وما يحدد جودة العطور وارتفاع سعرها هو نوع المكونات التي استخدمت فيها والزهرة التي استخرجت منها مادة الخام ، ايضا عدد المواد التي يتكون منها العطر فهناك عطور فيها اكثر من 50 مادة يتم خلطها معا.
واهم انواع الزهور هي القرنفل والورد والزنبق والفل والياسمين وازهار واوراق اللفندر والبنفسج وخشب الارز السدر وجذور الايرس ، كما تلعب الحيوانات دورا في صناعة العطور.