"معقولة يعني" الشباب أفضل منا؟! يسافرون، "يتكون" على الشواطئ، "يكشتون" في البر، ونحن يُفرض علينا حظر قيادة السيارة بعد العاشرة؟! أليس هذا من الظلم للمرأة، وهضم حقوقها، واحتقار شأنها، وكبت لنفسيتها؟!! نُسجّل اعتراضنا، لا بد أن نسافر ونسهر و"نفل"!!
ثورة، ثورة "سأسافر عز الليل بنفسي".
"معقولة يعني" الرجال أفضل منا، يُسمح لهم بالعمل في الورش، ونُقصَى نحن! لماذا؟! أيملكون عقولاً وقدرات لا نملكها؟!!
وفِّروا فرص عمل خاصة بالمرأة، وستثبت لكم أن إقصاءها قرارٌ خاطئٌ؛ فبدلاً من البطالة وتوظيف أيد خارجية عاملة "تنهب" مالها استفيدوا من طاقات الشابات. غريب أمر هذا المجتمع، أوَصَلَ الحد إلى أن يتحكموا في كل شيء حتى في ذكائنا وقدراتنا؟!
ثورة، ثورة "سأفتح ورشتي بنفسي".
"معقولة يعني" كل نساء العالم دخلن المجال الرياضي، وحُزْنَ قصب السبق فيه، ومن ضمنه سباق الراليات، ولا يزال الأمر محظوراً لدينا؟
نقول للمتشددين وللرجعيين والمتخلفين: بالعكس، هي أكثر رياضة تكون فيها المرأة بكامل "حشمتها"!
ثورة، ثورة بـ"أطعس بسيارتي بنفسي".
"معقولة يعني" أغلب نساء العالم يقدن السيارة بلا تحكمات من أحد، بلا حجاب؛ فهو حرية شخصية! متى يتعلم الشباب أن المرأة سواء كانت مرتدية حجاباً أو لا، بماكياج أو لا، هي أولاً وأخيراً أخته! متى يستوعب الشباب ذلك؟ متى يفهمون؟ أين الديمقراطية؟ أين حرية التفكير؟ نحن نشجب ونستنكر!
ثورة، ثورة "سأخلع حجابي بنفسي".
كما ترون، كلها خطوات ومطالب وثورات لن تنتهي، ولن تقف عند حد معين، إذا سُمح لخرزتها الأولى بأن تفلت! بلا روية، بلا تفكير، بلا التفات لعواقب، بلا نظرة للواقع.. فهي اجتهادات ومطالب لتحقيق حُلْم ومخطَّط معيَّن بكل سبيل ممكن، وبالتضحيات كافة، من باب: "كل الطرق تؤدي إلى روما"!
وبعيداً عن جدليات القبول والرفض، التي تُكلِّم فيها كثيراً، وأخذت حقها بالدليل القاطع الواضح البيّن شرعاً وعقلاً، هناك خطوات لا تخلو من أمور عدة، أبرزها من وجهة نظري:
- اندفاع ورغبة مُلحَّة لإكمال ما يراه البعض نقصاً في المجتمع برأي شبه أحادي؛ كون الأغلبية رافضة، وتعميم "المشكلات الفردية" التي تواجه بعض النساء، خاصة الكبيرات، على الجميع، وسلامة النية المفترضة هنا لا تكفي في النظر للنتائج التي ستنتج منها هذه الخطوات!
إضافة إلى الخبث المفتعل الذي يقف خلفه من يقف في استغلال هذه المواقف أو تحريكها لتحقيق أهداف أبعد.. ولم ينتهِ زمن المؤامرات؛ فالعالم كله يخطط، وإن تعدَّدت الأهداف عدا أكثرية شعوبنا!
لنفترض أن 95% من المجتمع، ومَنْ يعيش فيه من أبنائه والمقيمين، صالحون أتقياء، لكن الكل يعلم أن مفسدة واحدة من النسبة الباقية في هذه الفرضية ستتسبب بكارثة في مجتمع محافظ متماسك، وليس لديه الاستعداد للمساومة ولو بحالة واحدة ليتم اعتياد ما بعدها، هذا إن صحت الفرضية!
إن المطالب غير المدروسة لا تقف عند حد معين، وستضر بالمجتمع أكثر مما تفيد باسم الحرية والتغيير، وستكلفه الكثير من الخسائر على المستويات كافة، بل قد تكون بوابة لفتح ما هو أعظم!
نعم للتطوير والتغيير نحو "الأفضل" في جميع المجالات، لكن ليس بالضرورة أن نجعل من مجتمعنا مستنسخاً من الآخرين في أدق التفاصيل لأجل هذا التغيير المنشود؛ بحجة أن الدول المجاورة طبَّقت! والبعيدة صعدت القمر!
أيها الكرام، قد نختلف في الرأي، ولكننا نتفق على أن الله تعالى قد حبانا مجتمعاً آمناً ومحافظاً و"مميزاً"، فيه من الإيجابيات ما يغطي ويفوق - بحمد الله - الكثير من السلبيات المنتشرة في العالم أجمع! لِمَ نخسر كل هذا وتقوم فتن وصراعات لأجل "سيارة"؟! ما المقارنة التي تستحق أن تقاس بين الربح والخسارة في هذا المجال؟!
* نحن نريد مزيداً من الحرص على مصلحة بلدنا العامة، لا العكس.
*إن تحققت مثل هذه المطالب فلن يتوقف مسلسلها، ولن نصل لحلقة أخيرة فيها