الإنفعال الزائد في رمضان
من الخطأ الإعتقاد بأن الصيام هو السبب وراء الإنفعال والعصبيه الزائده لدى الصائمين
بل على العكس فالصيام شعيره دينيه تدعم الجهاز النفسى للإنسان فتساعده على السيطره والتحكم فى سلوكه
والقدره على ضبط النفس عند الغضب .كما يساعد على تقويه وشحذ الضمير والذات المثاليه.
فالتزام الصائم بالإمتناع عن الطعام والشراب والملذات يتطلب جهدا ايجابيا قويا يصدر عن ضمير صاف
للجمع بين التزام الأعضاء وضبط المشاعر
والصوم يزيد من قوه الضمير الذى يعد اكبر نعمه منحها الله الانسان
ويرجع هذا السلوك السلبى خلال هذا الشهر الروحانى الكريم الى عده اسباب
منها : ان تكون البنيه النفسيه للصائم نفسه مشتعله دائما ، وبالتالى تكون مهيأة للإنفعال فى كل الاوقات
فيمارس هذا الشخص ميكانزم الإسقاط بطريقه لا شعوريه فيأخذ من الصيام حجه لتحليل هذا الإنفلات النفسى
إلا ان النصيب الأكبر من التوتر والعصبيه الزائده يكون لأصحاب العادات السلوكيه المتطرفه فى تناول المشروبات الغنيه بالمواد
المنبهه والمخدره كالنيكونتين والكفايين .. وهى مواد لها تأثير على الجهاز العصبى ،
خاصه انه اعتاد الانسان تناولها فى اوقات منتظمه وبجرعات عاليه فى الأيام السابقه للصوم ؛ لذلك تكون تلك
الفئه من الصائمين هى الاكثر عرضه لتغيير المزاج العام فيثورون لأتفه الاسباب .
ولعل السبب فى ذلك ان هذه المواد المتوفره فى الشاى والقهوه والسجائر
مواد ذات طبيعه نفسيه . فعندما يتعرض الجهاز العصبى لنقص تلك المواد تتغير
افرازات الغدد التى تحافظ على توازن وحده الجسم _النفيسى لذلك فأيه تغييرات تؤثر على الجهاز
العصبى
و من المتوقع ان يكون للصيام تأثير سلبى واضح عليهم ؛ لذلك انصح كل فرد ان يمارس سلوكا معتدلا فى تناول المنبهات خاصه
قبل شهر رمضان . فقد اثبتت الدراسات الطبيه الحديثه وجود علاقه طرديه بين كميه المنبهات التى يتناولها الشخص
وبين معدل التوتر والعصبيه التى يصاب بها عند الإمتناع عنها .
وليضع كل انسان نصب عينيه دائما ان الصيام من اعظم ساحات الجهاد الروحى للإنسان فى الاسلام وعليه الا يخرج من
هذه الساحه مهزوما لفشله فى التحكم فى توتراته وانفعالاته التى كثيرا ما تفسد الصوم