--------------------------------------------------------------------------------
هلا أبديتِ حنينكِ في أيامي الصعبة ؟
إن وجوه الناس تكلّس فيها اللين
وتمازج فيها عصب الكره بأوتار الشدة ...
وأنا مازلتُ طرياً جداً ... مثل الطين
لاأفقه فهم تعابير القسوة
طفلا ... قد أضنتني رياح خماسين ..
-2-
أتعجب كيف تركتي كياني
يتوسط تراب الأرض طويلاً
وأنا مازلتُ أعاني نقص التكوين ...
وتمييز المكشوف من المستور
وانا مازلتُ كما انتِ عهدتِ ...
طفلا من صدركِ شرب العطر المنثور ..
لكني اليوم بلا أمل ... وبدون عطور . ..
اتقمص شخصيات القصص الأزلية
ملكاً أغراه العشق .... فمزقه السيف المسحور
ماذا قد يبقى للعاشق لو فارقه المعشوق
غير خرافات الأحلام المنثورة تحت غطاء الليل ...
ومهزلة الأمل المسحوق
وبعض محض تلاميح الذكرى تتدفق كالسيل ...
-3-
إني مالملمتُ ترانيمي من أيام الخير ...
لذا لابد من الاسئلة الهمجية
والتراتنم بأيام اليأس ...
فهلا أبديتِ حنينكٍ قبل تمزق أحلامي
في هذا الرأس ..
كل الأفكار الميؤوسة تأتي حين يفيض الشوق
والشوق تملكني حتى الضلع السابع فوق الصدر ...
كيف أراوغه ؟
كيف أغتال خرافات الأفكار المسمومة
في بوابة أزماتي ...
حين أكون بعيداً عن روض عناقكِ سيدتي ...
كيف أمسح صبغته من عمق ضميري
كيف أمزقه وهو الضلع الحوائي بصدري ...
إن زمان الشدة قد عاد
وانا أزحف تحت سلاسله منسحق الأبعاد ...
حتى بات يشق عليّ سماع نداء الفرح الغائب
لاتندهشي إن جئتك ملهوفاً ... أتحزم بالأزمات
فهي شعاري كنهر جراح في الأجساد ...
-4-
أمسح بؤسي في بارقة الأيام
وأحاول ترويض همومي ...
يسبقني الفشل الأبدي
لأن الحب هدايات للنفس
لا يأتي إلا حين يشاء
واذا ماقرر أن يأتي .. وإذ جاء ..
سأرقص حتى أنسيكِ وجودكِ في هذا العالم ...
-5-
مازلتُ أكتب همومي سطراً سطراً ..
وامارس مهزلة الإيحاء ..
فلعل دواويني تمسح ما يعلق في الذهن من الأسماء ..
وتروي ظمأي الصحراوي ..
لكن بعد ممارستي
أفشل في كل الأشياء ...
إلا أني أبقى ألهث أسمكِ ترتيلاً قبل النوم ...
هند ... هند ... هند ... هند ... هند ...
ياقيصرتي الأبدية