سأقترب منك في المساء
بين يدي عينيك المتينتين كالقهوة المرة
ألمس فيك زخة مطر
أو ربما شيئا آخر
هنا... يبدأ اتساعك
ففيك مرات كثيرة من الإياب
ومرة واحدة للذهاب
تسكنين كل عواصفي
تأكلين بعضا من عواطفي
تمشين إلى ساحة المبارزة
و أنت متأبطة ذراعي
وتكونين سببا لوصلي و إنقطاعي
و تلومين لومي
و ترسمين همي
وتسأليني بخبث
أأحبك أكثر أم أمي؟
سأفارقك, وأفارق ضجيجك المرمري
سأفارق انحناء عنقي
لتضيعي في عمقي
سأفارق ظل الصفصاف
وذل الإعتراف
لتكفي عن خبثك المعهود
عن لؤم النساء
عن ألسنة لهيبك الهادفة
أينعي, تفتحي أيتها التعيسة
بعيدا عني
هكذا أنت, تحبين تمزيق الفجر
سأفارقك,
سأفارق طهارة قدميك
سأفارق رائحتك الطرية
حاملا مظلتي الخضراء
وشجاعتي الحمقاء
ارحل...
ستشتم رائحتي مع كل شهيق يدخل إلى صدرك ...
ستلبس كل نساءك فستاني الوردي الذي تحب وسيكون لهنّ ملامحي وسواد عيني وعطر شعري ...
سيقفز اسمي ويمد لك لسانه في كل مرة يوشك فيها الاشتياق على فك أسرك ...
فارقني إن شئت ... اجمع شظايا روحك وامضي ...ملعونا بالحب إلى الأبد ...
بعيدا عنك بعد يوم أو يومين -لا أدري-
فقد تماثلت بالطول عقارب الساعات
تشابهت الحروف فغدت غريبة هي الكلمات
وعلى أجنحةالهواء استقرت طحالب الذكريات
قلب تخثر ما فيه من عوالم
وكائنات رخوة شدت الرحال إلى جسدي
جسدي الذي يتقهقر بدون حرية
فبعيدا عنك سأكون أميرا أو ربما حشرة
فأنت الآن واحدة من أمنياتي المحالة
بعيدا عنك....غريبة هي الشمس
والغد أصبح أمس
بعيدا عنك ....غريبة هي الدنيا
جافة كخريف ورقة صفصاف
مملة .....
كربطة عنق في حفل زفاف
اشتقت ليديك الخضراء
اشتقت لعينيك السمراء
تمطى الوهن و السكون بي
وأنت....
ربما... ربما ما زلت تفكرين بي
أعطيني يديك مرة أخرى
أعطيني هدبيك مرات أخر
قولي مرة واحدة.... أحبك
بعد أن ابتعدت ...
وجدت نفسي كلها إلا يداي افتقدتها ...
صحوتُ على انتشاء شعري يزعجني كما يشاء
في أي حلم جميل نسيتها !!!
يداي بلا ذاكرة ولا تحسنان الكلام ...
كيف ستعرفان الطريق الآن إذ أضعتها؟
كيف كانت أصابعي ...
كيف كان كّفاي لا أذكرهما ...
وسوار الخرز يعانق معصمي ...
والقبلة المحفورة على وجه يدي من ذا يسرقهما؟
تريد يداي فاسأل إذن جيرانك...
هل مرت يدان من هنا؟
فمنذ أن لامستها أنتَ ...يداي لم تعد مني ...
يداي لا أملكهما ...
واحد, إثنان, ثلاثة, أربعة
أمشي مبتعدا عنك, عن السعادة
ودرع من الأحزان يلازمني
خلفي عربة من الوجد
كلما خبا ما في من ألم
زودتني بآخر بجد و كد
على ظهري حقيبة مملوءة بالإعتذار
فيها ما فيها من جمر و نار
سبعة و سبعون ثمان و سبعون
ما بال هذا الطريق لا ينتهي
فزادي خواطر
ومائي غيم غير ماطر
في يدي مطرقة
هي بقايا لحب قد صلبت
ألف ليل الشتاء بدلا من شعرك
و أجرر نفسي بين حياة و موت
طقوس غريبة تمزقني
في صحراء جليدية
أعد حبات المطر
و في بحر لا ماء فيه
أراقب إنعكاس ضوء القمر
أستفيء بنار تظللني
وفراشات حولي تلعنني
أين وصلت بالعد؟
يا كل نهر لا يجف
يداك شاطئان
هل لي بموجة تعيد لي الحياة؟
كيف للبحر أن يمنحكَ أمواجه وقد اغتلتَ الرياح !!!
كيف لي أن أعود فأحبَّك
الآن وقد تعلمتَ العَد !!!
الآن وقد تركتَ أميرتك للتنين...
عانقتَ كبريائك ومشيت ...
تركتني وحيدة مع الذهول وشيء من النبض ...
ملّني الذهول ...
واحد ...اثنان ...ثلاثة ...أربعة
غاب النبض ...استنفذتُ آخر أرواحي
شيء ما انطفأ في عيني واتّقد في يد الموت
جلسنا أنا وهو نتراهن..
سيرحل ..
لا لن يرحل !!!
انظريه يصمّه العناد عن نشيج قلبك ...
لا لن يرحل !!!
انظريه يبكي على صدر شجاعته ...
لا لن يرحل !!!
انظريه يعدُّ خطواته مبتعدا بعد أن عدَّ من قبلها أخطائك ...
للهِ يا موت ما أقسى الأرقام !!!
خمسة وسبعون ...ستة وسبعون
تختفي سارية سفينتك المغادرة ...
ويختفي معها كل الألم ...كل الإحساس ...
تحمرُّ وجنتا الموت خجلاً بانتصاره ...
وينتثر حبي القتيل أصدافاًً على شاطئ مهجور ...
لا تملك من الأمواج إلا ...صوتها....
مشيا على الأقدام عدت
مشيا على الكبرياء عدت
أبادر رحلتي بتعب حماس غض
و قد بدا عالمي الكبير... متجمعا في عينين
و أضواء القمر ترقص فرحة.....على غرقي في نجمتين
أراك...هناك
في المكان الذي تركتك فيه
مع قلبي...........
في فمك إبتسامة تضيء كانها قلب النهار
تطلين -كعادتك- بشكل صنوبري
جميلة كرائحة اللون الأبيض
لأشتعل بفرحة غريق حضنته شطآن النجاة
ضميني إلى شعرك حلما مائيا
ضميني إلى عينيك فوضى نجوم
ضميني إلى يديك نبض فراشة
كيف سأفارقك؟
وأنت تعيشين بداخلي في قوقعة صنعتها بيديك
لي وحدي
بأنانية سحقت نعومة الياسمين
فعندما أكون معك
أدرك كيف يعصر الحجر أحس أني فوق البشر
عندما أكون معك
أرى مالا يرى و تسمعين مالا أقول
عندما نكون معا
أرى الأشياء بظل واحد لنورين
فقولي لي يا كل شيء
كيف نكون إثنين؟
دعني أراهما تلكما الرائعتان ولتصمت جميع حروفي بعدها …
دعني أغرق من جديد في أحداقك اللا متناهية
دعني أبني لي عشاً بين أهدابك …فلا تفوتني دمعة …
ولا حبات الماء الباردة حينما تنثرها في الصباح على سريري …
كتبي …وزجاجات عطري المخبأة في بيتي الجديد …
امنحني مشهدا مختلفا للعالم مع كل رفة لعينيك…
لا بأس بالدوار عادةً بدلا من البكاء …
أتذكر كيف كنا واحدا !!!
كجنين وأمه …
كيف صوتك يصلني دافئا …عميقا …
وتهدهدني كل يوم دقات قلبك حتى أنام ؟
كيف تتكاثر خلاياي من دمك …
وكبف كنتُ اذ أمل الظلمة أركل الجدران من حولي …
لأذكرك بأنني ما زلت هنا …
وربما أيضا لأضحك من كونك تحبني رغم أنني مزعجة !!!
افتح ذراعيك يا حبيبي …
ضمني علني أعود هناك
فأهرب من الضوء والضوضاء …
وأنسى تفاصيل مرارة اليتم …