ورقة من دفتر العمر..
طرقاتٌ خفيفة على باب الذاكرة كانتْ كفيلة بأن أستحضرَ عمراً بأكمله مشيتُ لحظاته بكَ ولأجلكْ....
و حين أظن أننا افترقنا إلى الأزل أجدُ نفسي أعودُ إليك من جديد , ممتلئة بحبك....ألوذ به و يستقوي بي و كلانا نبحث عنك... و أنتَ هناك حيث اعتدتَ أن تكون...تسكن كل الأمكنة و تختزن في عينيك كل اللحظات حين تنظر إليّ....
وحدنا خلف الضفة الأخرى , أنا و أنت و كلُ كلام الحب الذي ما همستَ به في قلبي....
وحدنا و يدي تستوعب كفيك و أنفاسُكَ عند أذني تلهث حباً و اشتياقا....
هناك , في المدى الأزرق هربتُ إليك...
توحدنا , لحظة غفتِ الشمسُ اغفاءتها الأخيرة في حضن البحر , أنا و أنت و أنغامُ حبٍ ترنمتُ لك بها عند الموجة الأخيرة التي رحلتْ لتسكن كل البحار...كل العمر القادم...لتعلن أنني امرأة أفنتْ عمرها الكلماتُ و الهمساتُ ولازالتْ تفتح مواجعها على شرفة الأمل لتطل أحلامها البهية...لتنثر عشقها في حنايا الليل الزاحف بسكونه و هدوئه....
و نعود من جديد , أنا و أنت و زمانٌ مضى فيه التقينا , التقتْ أفكارنا , أحلامنا و مداركنا...
حملناها و سرنا في غفلة منا بدرب مسدود....
التقينا و كلٌ منا هاربٌ من واقعه , من ضعفه و من ثورة أحلامه...
و اكتفينا حين اللقاء بحديثٍ فارغ عن المشاعر , مشاعر لا معالم لها , و عن أمانٍ ليس لها مستقبل...فاكتفينا بإبتسامة رضى و نظرة تطلُ من عيوننا إلى تلك السحابة التي كانت تعبرنا..
اكتفينا بصلاة هامسة تدعو الصبح كي يُولد من رحم الليل....صلاةٍ تتوسلُ زمنَ القمح و الورود أن يُبعثَ من جديد كي نبوح له بسر جديد يعيدُ للقمر وجهه و للحب قيمته في دنيا الصخب و الضجيج ووسط العمر الراقص على حافة الجنون و الغضب , حيث الحب في ورطة و القلب مهزوم و الإنسان في زماننا لا يملك حتى استراحة... للبكاء !!!....
انتهت سطور الورقة.....