أعظم قائد على مر تاريخ البشرية جمعاء ، النبي الأمي ، الصادق الأمين ، من هو على خلق عظيم ، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم- صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم صلي وسلم وبارك وعظم ، على أبو القاسم محمد ، سيدنا وقائدنا وإمامنا ورسولنا وشفيعنا، صلاة ترضاها له وكما أمرتنا بأن نصلي عليه.
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
من خلال عرضي المتواضع عن نماذج من السيرة العطرة المباركة والباقية بقاء الدهر، إنني بذلك أتشرف بأن أكتب عن حضرة مقام رسولنا وسيدنا وقائدنا وإمام المرسلين والمسلمين:- رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
كما وأشير إلى إنني أدنى وأحقر وأقل من أن أتكلم في حق المختار رحمة للعالمين لعدة أسباب :-
أولها:- أن أختياره صلوات الله وسلامه عليه كان من عند رب العالمين - سبحانه وتعالى ( كل شيئ بقدر ).
ثانيها:- إن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة كما أخبرنا الهادي البشير - من أنا في هذه الدنيا ؟ لا شيئ.
ثالثها:- إنني لم أتشرف بصحبته أو رؤيته أو التحدث معه - صلوات الله وسلامه عليه - فلذلك لا يحق لي أن أتحدث عنه.
إلا أنني من واقع سيرته العطرة، وجدت أن بها دورساً عظيمة فوجدت أنها سببا لأن نتعلم منها كأساليب ناجحة في الحياة عموما والقيادة خصوصا، وقبل الشروع بالكتابة عن مواقف قيادية محنكة منه صلوات الله وسلامه عليه أود أن أشير إلى ما تم الإتفاق على أنه تعريف لمفهوم القيادة والتي جاءت:-
هي العملية التي يؤثر بها شخص على شخص آخر ، إما لتحقيق هدف أو لتحقيق مجموعة من الأهداف - ركزوا جيدا على كلمة يؤثر ! وتوقفوا قليلا لنتأمل هذه التساؤلات:-
لا يوجد قائد على مر التاريخ بلغ عدد أتباعه - المليار ! على حد علمي فأنه لا يوجد منافس للقائد الأعظم ، محمد صلى الله عليه وسلم.
لا يمكن لقائد على مر التاريخ أستطاع أن يضع أهدافا كثيرة تحت هدف واحد أعظم وهو كلمة التوحيد - إفراد الله بالعبادة - على حد علمي فإنه ما من قائد خلا القائد الأعظم ، محمد صلى الله عليه وسلم.
لا يوجد قائد في العالم - على حد علمي - مضى على وفاته أكثر من 14 قرناً إلا أن منهجه لا يزال يطبق كما هو من غير تعديل أو حذف أو إضافة - سوى الرسول والقائد الأعظم - أبوالقاسم - محمد صلى الله عليه وسلم.
يكفيه شرفا وعلو منزلةً أن رب العالمين امتدحه فقال - وإنك لعلى خلق عظيم - هل لكم أن تتخيلوا كيف يمكن أن يكون ذلك ؟
سبحان الله العظيم ، يفعل ما يشاء ، ويحكم كيف يريد ، وفعال لما يريد ، سبحانه وتعالى ، إلا أن في الأمر شيئ يحتاج منا إلى الوقوف والتفكر والتبصر
بالنظر على النتظير الحديث الحاصل عن القيادة ومفهوم القائد المعاصر وما يصاحبه ، جاء منه ما يلي :-
من صفات القائد ، التضحية ، الحلم مع القدرة على رد الظلم ، الأثرة بالإحسان بدل الإساءة ، كانت تلك بعض الصفات التي يجب توفرها في القائد بحسب التنظير الغربي لمفهوم القيادة، تعالوا معي وشاهدوا هذه المشاهد وأخبروني ماذا رأيتم بعد ذلك:-
يخرج النبي صلوات الله وسلامه عليه من مكة المكرمة بعد ما ضيق عليه مشركي قريش خناق الدعوة ، ويقرر أن يوجه شطر ثقيف - وهي الطائف حاليا- وثقيف لمن لا يعرف فهي حاضرة تقع على قمة جبال السروات في الجحاز ، بينما تقع مكة في بطون الأودية، يصل نبأ قدومه إلى ثقيف قبل وصوله فيستعد المشركين من أهل ثقيف لحربه حربا نفسية معنوية ، ما أن يدخل عليهم حتى يستقبله الأطفال والنساء برميه بالحجارة حتى أدميت * أي خرج منها الدم - حتى أدميت قدماه الشريفتان - صلوات الله وسلامه عليه، فيخرج من ثقيف حزينا مكسور الخاطر ، فيأتيه جبريل عليه السلام ولمن لا يعرف فإن جبريل والملائكة جميعا، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون - نلحظ من خلال الأسلوب القرآني في الوصف أنه نفى نفيا مطلقاً وقابله بالأثبات الموجب
أي أنهم يستحيل عليهم أن يعصوا الله تعالى ، وليس هذا فحسب بل إنهم يمتثلون لأوامر الله تعالى فيؤدونها فوراً ، وجبريل عليه السلام كبير الملائكة أخبر المولى جل وعلى واصفا إياه بأنه - القوي الأمين - شاهدوا معي الآن هذا الموقف وليختر كل منكم أسلوبا ليجعله منهاجا ونبراسا في حياته.
ينزل جبريل عليه السلام ويأتي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويقول له :- أتأمرني بأن أطبق عليهم الأخشبين ؟ الأخشبين = الجبلين والمقصود هنا أن يخسف بهم الأرض أو أن تبتلعهم الأرض أو أن يضرب بجناحه فتختفي هذه القرية هي ومن فيها أبد الدهر شأنها شأن عاد وثمود وغيرهم !
يجيبه المصطفى من لا ينطق عن الهوى - فداه أبي وأمي ونفسي قبلهما - لا يا جبريل - فلعل الله أن يخرج من أصلابهم من يشهد أن لا إله إلا الله.
ألم يكن في قدرته - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلهم عبرة على مر العصور والدهور ؟ علماً بأن ما فعلته ثقيف به كان وصمة عار في جبينهم فكيف يستقبلون الضيف كهذا ، والعرب في جاهليتها وإسلامها كانت ولا زالت تفتخر بالكرم على أنه من محاسن الأخلاق فأي كرم قابلوا به ضيفهم !
لكن بعد النظر لديه - صلوات الله وسلامه عليه - هو أنه من الممكن أن يأتي من أبناء هؤلاء من يحقق الهدف الأعظم وهو كلمة التوحيد ! وهو تحقق هذا الأمر ..
كيف تصف التضحية والأثرة والحلم ، بعد قرائتك لهذه المقال ؟
وكما أشرت في بداية المقال إنني أقل مستوى من أن أتحدث عن سيرته الشريفة العطرة، فمن أنا لأكتب عنه صلوات ربي وسلامه عليه ، إلا أنني أذكر لكم هذه المواقف لتعلموا جميعا أن - سلوكيات وأفعال - النبي الأمي صلوات الله وسلامه عليه - منهجاً يدرسه الغرب بأسماء مختلفة.
اللهم صلي وسلم وبارك وعظم ، على محمد بن عبدالله - ابوالقاسم - الهادي البشير - النذير بين يدي عذاب أليم - ذو الخلق العظيم - المصطفى - طه - من لا ينطق عن الهوى - فداه نفسي وأمي وأبي ومالي وعرضي -